لم تعد قرية «لعزيب» ببلدية عين لقراج تلك القرية البعيدة النائية المنسية بل أخرجتها دودة من عزلتها و أضحت محجا لكثير من الناس، يتعلق الأمر بدودة العلق التي تعيش في بركة لا تتجاوز مساحتها ثلاثة ألاف وخمسمائة متر مربع ، تعيش فيها المئات بل الآلاف من دودة العلق التي يعتقد الكثيرون أنها تداوي عدة أمراض مزمنة أهمها العقم والروماتيزم والمفاصل، الجلد و الأوعية الدموية وغيرها شهود عيان من بين من لجأوا للتداوي باستعمال دودة العلق أوضحوا بأن المرضى يقومون بوضع دودة العلق على موضع الداء و تركها تمتص الدم الفاسد و بعد عدة زيارات و تكرار العملية عدة مرات يمتثلون للشفاء على حد كلامهم. و أكد أحد الواثقين من نجاعة دودة العلق بأن زوجته كانت عاقرا بسبب انسداد قناتي فالوب لمدة أربع سنوات زار خلالها مختلف الأطباء و العيادات المتخصصة دون جدوى، لكن أربع زيارات وتداوي بدودة العلق كانت كفيلة بفتح قناتي فالوب أمام دهشة طبيبها المعالج وهي اليوم حامل لأول مرة. و سرد رجل آخر بأنه كان بموقع البركة حين جاء رجل بكرسي متحرك، ساعده بنفسه على النزول و وضع رجليه داخل البركة لترك دود العلق يقوم بعمله بعد وضع عدد منه على مكان الألم، مؤكدا بأن الرجل المريض ما لبث إلا قليلا حتى عاد ماشيا على رجليه حاملا كرسيه المتحرك مضيفا بأنه رأى مريضا آخرا يشكو مرضا في الحنجرة و تعافى بعد خضوعه للعلاج بدود العلق. الدكتور ناصر جرار طبيب مختص في البيولوجيا قال أنه قام بزيارة إلى المكان و أثبت بما لا يدعو مجالا للشك بأن الدودة هي نفسها دودة العلق التي ذكرها الرومان و الإغريق في كتبهم و كانوا يتداوون بها على شاكلة الحجامة و أنها تداوي حقا بعض الأمراض المستعصية و اسمها العلمي « إيريدوأوفيصانيليس لاسونسي «، و تقوم بتنقية الدم من الشوائب والفيروسات وهي طبية مائة بالمائة ومتعارف عليها في كثير من الدول الأوروبية حاليا. مديرية الصحة لولاية سطيف شكلت لجنة للبحث عن خبايا هذه الدودة الطبية وحسب مدير الصحة فإن مصالحه تعمل على حماية صحة المواطن أولا و إذا ما كانت ليس لها أعراض صحية جانبية ومن ثمة التحقيق في صحة أقاويل المواطنين حول نجاعة التداوي بدودة العلق من عدمها. قرية لعزيب ببلدية عين لقراج الواقعة بأعالي شمال ولاية سطيف يقصدها ألاف الزوار حتى من الصحراء العميقة، مما دفع بعض الشباب إلى تقديم يد المساعدة لهم خاصة جمعية «ايمناين الخير»التي تعمل على مساعدة الزوار وتقديم العون لهم والعمل على المحافظة على البيئة. و تعمل بلدية عين لقراج على تسهيل استقبال الزوار من خلال نصب بعض الخيام وتهيئة الطريق مثلما صرّح رئيس البلدية حسين بورحلة مؤكدا بأن مصالحه أعدت دراسة شاملة لترقية السياحة الجبلية عموما واستغلال هذه الدودة صحيا وقدمته للمصالح المعنية وتطالب بإجراء دراسة سياحية وصحية للتأكد من أن التداوي بدودة العلق ليس له مضاعفات صحية أخرى، مشيرا إلى إمكانية تحويل المكان الى منتجع سياحي هام باستغلال الغابة والجبل والبركة.