دقت خلال الأيام القليلة المنقضية جمعية «آدم» للتنمية المستدامة والنضال الإيكولوجي بأم البواقي ناقوس الخطر، كاشفة عن تنامي ظاهرة الاعتداء على المساحات الغابية في الجهة الشرقية للولاية، بفعل تزايد نشاط عصابات المتاجرة بالفحم عشية حلول عيد الأضحى، مؤكدة بأن نشاط العصابات لم يأخذ في الحسبان التوازن البيئي وكذا المشاكل المستقبلية التي قد تحصل بفعل القضاء على الأشجار على غرار التصحر وانجراف التربة. الجمعية النشطة في المجال البيئي ومن خلال تقريرها الذي أرسلته لمحافظة الغابات بالولاية ومسؤولي المقاطعات الغابية بمسكيانة وعين البيضاء، إضافة إلى مراسلتها والي الولاية وكل الجهات المعنية وفي مقدمتها فرق الدرك الوطني بالرحية والجازية والزرق، كشفت بأنها تحركت بناء على ما وردها من أنباء من سكان غابة الحراكته المسماة بغابة عين شجرة، التي تفيد بأن كارثة بيئية في الأفق تهدد النظام البيئي في المكان المحدد، وبحسب الجمعية فأعضائها تنقلوا وعاينوا صحة المعلومات التي وصلتهم. تقرير الجمعية المعزز بتوقيعات لعشرات السكان القاطنين بالمنطقة أشار إلى أن سكان المنطقة تحركوا ولم تجد دعواتهم الآذان الصاغية، لتسجل الجمعية بعد تحركها كارثة في حق البيئة والإنسان والمتمثلة في التقطيع العشوائي للأشجار من نوع "الصنوبر الحلبي"، والتي يعود عمرها لعشرات السنوات، وبحسب التقرير المؤشر عليه بختم الجمعية فالأخيرة انتظرت التدخل من الجهات المعنية للحد من النشاط الإجرامي المقترف في حق الطبيعة والبيئة خاصة بعد إعداد الجمعية فيلما وثائقيا قصيرا، والذي حدث بحسب التقرير نفسه هو العكس تماما فنشاط هذه العصابات في تزايد مستمر، وتوسع ذلك ليمس أجمل منطقة في الغابة المعروفة بكونها موقع سياحي متميز، وتوقعت الجمعية بأن تقضي هذه العصابات بشكل كلي على الغابة بالنظر لتزايد الطلب على مادة الفحم عشية عيد الأضحى. تقرير الجمعية أوضح بأن الذي يهم في الوقت الراهن هو المحافظة على النظام الإيكولوجي وترابط السلسلة الغذائية المهددة بسبب التقطيع العشوائي، بالإضافة إلى المشاكل المستقبلية التي قد تنجر عن هذا النشاط الإجرامي على غرار التصحر وانجراف التربة فالعامل المؤثر في المناخ وتماسك التربة هو الشجرة. الجمعية فضلت الإشارة إلى أن الموقع المستهدف من طرف عصابات الفحم يعتبر من أجمل المناطق في الغابة، وفي حال لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة في القريب العاجل فعديد الحيوانات مهددة بالانقراض كالثعالب والضباع وأصناف من الطيور كالزطوط، وتمثل الغابة بحسب تقرير الجمعية مجالا لدراسة الباحثين الجامعيين ويبذل محبوها في هذا الشأن جهدا لتصنيفها ضمن المحميات الوطنية بالنظر لأهميتها من حيث التنوع البيولوجي. وختمت الجمعية تقريرها بأنه ولمواجهة هذا الخطر تسعى هي من جهتها لتنظيم أيام تحسيسية داخل الغابة، بمشاركة مختصين وشركاء فاعلين.