شهدت مدينة تيقزيرت كباقي المدن الأثرية عدة مراحل حضارية و تاريخية متفاوتة الأهمية و هذا وفق المخلفات الأثرية، فمن خلال التسمية الرومانية للمدينة «إيومنيوم» يلاحظ أن أصلها يعود الى الفترة الفينيقية حسب المختص في علم الآثار بمتحف تيقزيرت السيد قاسي حمداد، وتتوفر هذه المدينة على عدة مواقع أثرية جعلت منها مقصدا للسياح والمتنزهين الباحثين عن الراحة والاستجمام. يعود تاريخ المدينة إلى القرن الثاني ميلادي و سجلت أولى الأبحاث الأثرية فيها مع نهاية القرن التاسع عشر ومن بين المعالم التي حظيت بعناية كبيرة من طرف الباحثين يوجد معلم المعبد الروماني و البازيليكا المسيحية و الحصن البيزنطي، البازيليكا المسيحية، ضريح مدينة «تاقسبت»، المباني الرومانية، المباني البيزنطية وهي مباني جد متشابكة وتنحصر في معلمين رئيسيين وهما،الكنيسة المسيحية أبعادها 11.50 متر للطول و 8 متر للعرض في شكل مستطيل موجه شرق غرب، مبلطة كلية، بلاطات عريضة مربعة ومستطيلة الشكل، فضلا عن المجمع الصناعي، كل هذه البنايات ترتفع ب 15.40 متر عن مستوى البحر. و يعتبر المعسكر الروماني أول معلم يشاهده الزائر عند دخوله الموقع الأثري لمدينة تيقزيرت، بقاياه تشكل مستطيل غير منتظم. و تنافس هذه المعالم الأثرية الشواطئ الثلاثة التي تتوفر عليها تيقزيرت، وتعتبر المكان المفضل للعائلات للاستمتاع بجمال المكان، حيث تفضل بعض العائلات فصل الربيع لقضاء عطلتها لتستمتع بالتنزه في هذه المدينة الرومانية المطلة على البحر واكتشاف آثارها المتنوعة التي خلّفتها شتى الحضارات التي تعاقبت عليها و التي سجلت مرورها من هناك. و فضول العائلات غالبا ما يدفعها إلى اختيار هذه المواقع كمكان الترويح عن النفس، ففيها يشعر الإنسان بالراحة بعد تعب يوم كامل أو سنة من الضغط بسبب العمل، وقد تم اتخاذ هذه الآثار كالمقبرة الرومانية، الحمامات وخزائن المياه، كمواقع لأخذ الصور التذكارية. وتشير الإحصائيات التي قدمها لنا السيد قاسي حمداد مختص في علم الآثار و مسؤول متحف الآثار لمدينة تيقزيرت إلى أن عددا كبيرا من السياح قدموا لزيارة المواقع الأثرية بالمنطقة من داخل وخارج الولاية وحتى الأجانب منهم خاصة البلدان الأوروبية على غرار فرنسا، إيطاليا، وإسبانيا، هذا إلى جانب سياح من الدول الشقيقة مثل تونس والمغرب، مضيفا بأن أغلب السياح يتمثلون في العائلات والشباب بالإضافة إلى أطفال المدارس الذين يقصدونها رفقة الجمعيات والمخيمات الصيفية، وحسب المصدر ذاته فإنه تم تسجيل توافد 10 آلاف و173 سائحا جزائريا و نحو 100 سائح أجنبي منذ بداية موسم الاصطياف في الفاتح جوان و إلى غاية 31 أوت الفارط، وسجل خلال شهر جوان حسب السيد حمداد 2422 سائحا من مختلف الفئات وانخفض العدد شهر جويلية بسبب شهر رمضان الذي توسط موسم الاصطياف ليقدر العدد ب 1616 سائحا جزائريا و25 سائحا أجنبيا ، أما خلال شهر أوت الفارط فقد ارتفع العدد ليصل إلى 6135 سائحا ، وذكر مصدرنا بأن هذه الأعداد لا تمثل النسبة الحقيقية لجميع السياح المتوافدين على المدينة الأثرية لأن الغالبية منهم يفضلون الفترات الليلية للتنزه خاصة في شهر رمضان. ولفت إلى أن عدد الوافدين على المواقع الأثرية خلال موسم الاصطياف للسنة الفارطة بلغ 4 آلاف و 694 سائح .