الجزائريون يصابون بهوس الصورة في تطبيق انستغرام الشهير استقطب مؤخرا تطبيق التواصل الاجتماعي الشهير انستغرام اهتمامات الجزائريين العاشقين للصورة والتصوير، حيث ينشرون صورهم في التطبيق العالمي بشكل ملفت للانتباه في الآونة الأخيرة، إذ تجاوز عدد المشتركين في موقع التواصل الاجتماعي انستغرام الملايين من الجزائريين في ظرف سنة واحدة. هوس الانستغرام أو ما يطلق عليه باللغة الفرنسية «انستغرامطور» هو الشغف المتزايد بمشاركة الصور في جميع الوضعيات والأمكنة إذ أن المنتسبين لهذا التطبيق يضعون صورهم الشخصية والحميمة التي تجمعهم بالعائلة والمقربين ويقومون بوضع تعليقات حماسية تبرز نمط حياة مليء بالرفاهية، حيث يصر الكثيرون على تصوير سهراتهم وحفلاتهم وأطعمتهم وأماكن قضاء عطلهم. الغريب في مشتركي الانستغرام من الجزائريين هو انفتاحهم الكبير على مشاركة صور حياتهم الشخصية والأكلات التي يقومون بتناولها وحتى الأعمال اليدوية التي يقومون بها وهو انفتاح لم يكن يقوم به الشباب الجزائري في مواقع التواصل الأخرى، بعد أن كان الأغلبية يكتفون بنشر صور في الفيس بوك أو تويتر، يفصل بينها يوم أو يومين لكن مشتركي الانستغرام ينشرون صورا لا تتجاوز المدة الزمنية بين صورة وأخرى سوى لحظات أو ساعات قليلة وهو ما يدل على درجة تعلقهم بالتطبيق الأول في العالم المتخصص في الصورة ومؤثراتها. و يقدم تطبيق الانستغرام أو تطبيق الريتكا خاصية معالجة الصورة من حيث الألوان والضوء إلى جانب مؤثرات جميلة تجعل من الصورة تبدو في شكل مثير وبراق وهو ما جعل الصورة المتداولة في صفحات الانستغرام الخاصة بالجزائريين تتنافى مع الواقع بشكل كبير ، لكونها تبدو براقة بشكل مبالغ فيه ومحاطة بالأضواء والنجوم، كما ترفق الصور بعبارات باللغات الأجنبية على غرار جملة «أ لا بيا» والتي تحاول إيصال معنى أن صاحب الصورة يعيش حياة سعيدة ومليئة بالرفاهية. ويشجع هذا التطبيق على ثقافة الاستهلاك، من خلال عادات جديدة منها التفاخر يوميا بمشتريات المشتركين ونوعية الشراء حيث تنشر صور مثيرة وحماسية أثناء عملية التسوّق و تبرز من خلالها السلع المقتناة، رغم أن العملية تبدو بسيطة في ظاهرها ، إلا أنها تشجع ثقافة استهلاكية محمومة على المنتجات والسلع المعروضة خاصة ما احتوت منها على ماركات عالمية. هوس الصورة ليس سلبيا عند كل الجزائريين، فهناك من جعل من تطبيق انستغرام نافدة لإبراز المعالم السياحية الجميلة لبلادنا كما أن هناك من أصبح يسوّق لمنتوجاته المصنعة محليا في هذا الفضاء الافتراضي، كما أن العديد من الإبداعات الفنية والأدبية تم اكتشافها من خلاله وهو ما برهن على أن التطبيق يمكن أن يكون مفيدا إذا تم استعماله بشكل جيد وعقلاني. وقد استغلت وكالات السياحة ثورة الصورة عند الجزائريين وأصبحت تروّج لعديد من عروضها وفنادقها من خلال صور جميلة تنشر في هذا التطبيق. ولم يتوقف الأمر عند الدعاية بل أصبح العديد من الجزائريين ينشرون صور هذه الفنادق والأماكن التي ارتادوها خلال عطلهم بشكل جميل مما جعل بعض الأماكن السياحية تستقطب الكثير من المهووسين بالصورة من أجل المفاخرة بصورهم التي تلتقط هناك أمام أصدقائهم.