أولياء يلجأون إلى عيادات خاصة لإنقاذ أطفالهم من نوبات الاختناق الخطيرة يعاني ما يقارب 20بالمائة من الرضع و الأطفال الذين يتم استقبالهم بمصلحة الأطفال بالمستشفى الجامعي بقسنطينة من مشاكل في التنفس الناجمة عن مختلف الأسباب منها التهاب القصيبات الهوائية و تلوّث مجاري التنفس العلوية و الرئتين المعروف بالفيروس المخلوي، حسب عدد من المختصين الذين أكدوا خضوع أغلب الأطفال المصابين بهذه الأمراض إلى عمليات التدليك الطبي يجريها مختصون في إعادة التكييف الوظيفي، مشيرين إلى اضطرار أكثر المرضى للقيام بذلك بالعيادات الخاصة، لنقص الإمكانيات بالمصالح العمومية. في زيارة قادتنا إلى مصلحتي طب الأطفال و إعادة التكييف الوظيفي بالمستشفى الجامعي بقسنطينة و عدد من العيادات الخاصة التي أكد أصحابها استقبالهم لعشرات الرضع و الأطفال طوال السنة و بنسبة أكبر في فصل الشتاء، موضحين بأن أكثر الحالات المسجلة لها علاقة بالتهاب القصيبات الهوائية، و حالات الاختناق و صعوبة التنفس الناجمة عن انسدادا منافذ الهواء و التي تفرض اللجوء إلى اللجوء الاصطناعي و التدليك أما الحالات المعقدة فتستدعي العلاج المكثف. بمصلحة طب الأطفال بالمستشفى الجامعي الدكتور ابن باديس أوضحت البروفيسورة بلمخبي، بأن حوالي 20 بالمائة من الأطفال الذين يتم استقبالهم بمصلحتها يعانون من مشاكل خطيرة في التنفس باختلاف أعراضها و مضاعفاتها مؤكدة بأن كل الحالات التي تستدعي التدخل التكييفي الوظيفي تخضع لذلك، من قبل مختصين مؤهلين يقومون بعمليات التدليك لتسهيل عملية التنفس لهؤلاء المرضى، ما عدا الحالات الأكثر خطورة و التي لها علاقة بأمراض الصدر التي تتطلب علاج خاص عن طريق الأدوية مفندة توجيه المرضى إلى العيادات الخاصة، لكن الفرصة تقدم للمرضى الماكثين بالمستشفى فقط، غير أن الحالات التي تحدثت عنها الدكتورة بلمخبي تبقى قليلة جدا مقارنة بالحالات التي تستقبلها العيادات الخاصة و هو الواقع الذي وقفنا عليه في زيارة سريعة لعدد من العيادات المتخصصة في إعادة التكييف الوظيفي على قلتها بقسنطينة، أين وأخبرنا بعض العاملين و حتى أولياء المرضى الصغار بأن هذه العيادات تبقى ملاذهم الوحيد لإنقاذ صغارهم من نوبات الاختناق التي يتعرضون لها باستمرار. أحد المواطنين الذين تحدثنا إليه بعيادة بقلب مدينة قسنطينة، أكد بأن ابنته التي تجرعت كمية من السائل الأمنيوتي خلال عملية الولادة، تسببت لها في مشاكل تنفسية خطيرة استدعت إبقاءها تحت المراقبة الطبية لبضعة أيام قبل توجيهه إلى عيادات خاصة لمواصلة حصص التدليك، لأجل تخليص صغيرته من البلغم الذي يحول دون سهولة تنفسها، و ما يصاحبه من صعوبة النوم و البكاء المستمر و نوبات الاختناق المتكرّرة لدرجة أنهم اعتقدوا مرارا بأنهم سيفقدونها للأبد، خاصة عندما يتحوّل لون جسمها غلى أزرق بسبب ضيق التنفس. و قال تقني سامي مختص في التدليك و التكييف الوظيفي بعيادة أحد المختصين في أمراض العظام والمفاصل بوسط المدينة، بأنهم عدد قليل من المختصين في إعادة التكييف الوظيفي يقومون بحصص خاصة بالرضع و الأطفال دون سن الرابعة، مؤكدا بأن عدد هذه العيادات لا يكاد يتجاوز أصابع اليد الواحدة. و اشتكى بعض الأولياء الذين وجدناهم بعيادة خاصة بحي البوسكي من عدم توفّر مصلحة خاصة بالرضع بالمؤسسات الاستشفائية العمومية، إشارة إلى تكاليف الحصة الواحدة التي تتراوح بين 600و 800دج و التي ترهق ميزانية الأسر ذات الدخل البسيط فماذا عن العائلات الفقيرة، مثلما قال المواطن ياسين جغيد الذي كان ينتظر دور ابنه البالغ من العمر أربعة أشهر و الذي اضطر للجوء إلى عيادة خاصة بعد أن باءت محاولاته بالفشل بالمستشفى الجامعي باعتباره الوحيد المتوّفر على مصلحة خاصة بإعادة التأهيل الوظيفي. و بزيارتنا لمصلحة إعادة التأهيل الوظيفي بالمستشفى الجامعي، أخبرتنا المسؤولة عن المصلحة الدكتورة سمية لماعي المختصة في الطب الفيزيائي في العلاج الطبيعي بأنه نظرا لنقص الإمكانيات و ضيق المصلحة، يضطرون لعدم استقبال و التكفل بالرضع و الأطفال الذين يحتاجون للتدليك الطبيعي في حالات مرضى الجهاز التنفسي و الأكثر شيوعا منها التهاب القصيبات الهوائية و الربو، خاصة و أن كل حاجة تحتاج على الأقل من ثلاث إلى أربع حصص تدليك حسبها و هو ما اعتبرته مستحيلا في مثل الظروف و الضغط الذي تسجله المصلحة مع باقي الأمراض و المرضى البالغين الذين يحتاجون لإعادة التأهيل، و ذكرت بأن المصلحة تتوّفر على العدد الكافي من المختصين في إعادة التأهيل الوظيفي، لكن غياب الإمكانيات المادية حال دون تمكنهم من التكفل بفئة الصغار لحساسية الوضع و ما يتطلبه ذلك من إمكانيات ملائمة لسنهم وحالاتهم الصحية الهشة. و اعترفت بأنهم نادرا ما يقومون بذلك في الحالات الاستعجالية التي لا يمكن تأخير إسعافها، أما باقي الحالات فتوّجه إما نحو مصلحة طب الأطفال أو العيادات الخاصة. و كشف مصدر من داخل المستشفى بأن ارتفاع عدد المتربصين بمصلحة طب الأطفال زاد الوضع تأزما، حيث لم يعد بوسع كل الأطباء المتربصين القيام بالتطبيق على المرضى بما في ذلك عمليات التدليك الطبيعي للرضع الذي اعتبره محدثنا أمرا أساسيا في أي تدريب طبي بالنسبة للمبتدئين، معلّقا:»لو سمحنا ل80متربصا بتجريب عمليات التدليك على الرضع لفقدنا المرضى بسبب ذلك، لأن جسمه لا يتحمل».