آباء يقصدون المناوبة الليلية تفاديا للاكتظاظ و توفيرا للوقت و المال تشهد مصالح و عيادات طب الأطفال خاصة الرضع حديثي الولادة، اكتظاظا كبيرا في الشتاء، سيّما في فترة المناوبة الليلية باستعجالات المراكز المتخصصة التي يستقبل بعضها بقسنطينة ما لا يقل عن 100مريض في ليلة واحدة. و ذكر مختصون بمستشفى الأطفال بحي المنصورة، بأن فرق المناوبة تجري ما لا يقل عن مائة فحص كل ليلة تقريبا، أكد البعض بأن أكثر الحالات تعد عادية و لا تصنف ضمن الحالات الاستعجالية، أو الخطيرة التي تستدعي نقلها إلى قسم استعجالات الأطفال، مما حوّل قسمهم إلى عيادة للفحوصات الروتينية أكثر منها استعجالية. و قال أطباء بالمستشفى الجامعي ابن باديس بأن أكثر الحالات التي تقصد المستشفى ليلا، تعاني من الحمى الناجمة عن التهابات القنوات التنفسية و عدوى انفلونزا و مختلف نزلات البرد و الزكام و التهاب اللوزتين، بالإضافة إلى التهاب الأذن، مشيرين إلى أن أكثرها حالات مرضية عادية يمكن معالجتها في النهار، غير أن ثمة من الآباء من يفضلون المناوبة الليلية، بتجنب الوقوف في طوابير الانتظار المسجلة عموما في الفترة الصباحية بكل العيادات العمومية و الخاصة. و عن سبب تفضيل الفحص الطبي الليلي، ذكر أحد المواطنين الذي التقيناه بالمستشفى المتخصص بالمنصورة، بأنه حمل ابنه إلى عيادة خاصة بوسط المدينة، و تفاجأ لدوره الحامل لرقم 37، في حين أن الطبيب لم يحضر بعد إلى عيادته و عقارب الساعة تشير إلى العاشرة و النصف صباحا، فقرّر إعادة طفله إلى البيت، غير أن صديق له نصحه بنقله إلى مستشفى المنصورة في فترة الليل، لأن أطباء المناوبة حسبه، يمنحون المرضى عناية أكبر و يجرون لهم فحوصات طبية شاملة، غير أنه تفاجأ خلال تنقله إلى المستشفى بالاكتظاظ الكبير الذي شهدته قاعة الانتظار، آسرا بأن دوره حينها حمل رقم 43 ، و ذلك حوالي الساعة التاسعة ليلا. و قالت سيدة أخرى كانت تحمل بين ذراعيها رضيعا لم يتجاوز السنة، بأن حرارة جسم ابنها لم تنخفض طيلة ثلاثة أيام، رغم استشارتها لطبيب خاص، الشيء الذي دفعها وزوجها لنقله إلى الاستعجالات خوفا من مضاعفات قد تستدعي إدخاله المستشفى. و اعترف آخر بأن قلة ذات اليد، ترغمه على قصد أطباء المناوبة، لسهولة الحصول على فرصة فحص طبي لطفليه الذين أحضرهما لأنهما يعانيان من عدوى التهاب اللوزتين. و أكد عدد من الأطباء الذين تحدثنا إليهم، بأن أغلب ضحايا التهاب الأذن الذين تم استقبالهم و فحصهم هذه الأيام، أطفال دون سن الخمس سنوات، تهاون الآباء في علاجهم و اكتفوا بمنحهم مضادات حيوية، دون استشارة الأطباء مما ساهم في زيادة شدة الالتهاب وتحوّله إلى انصباب السائل الالتهابي داخل الأذن الوسطى، التي يدخل المريض في سلسلة من المضاعفات الصحية أهمها انسداد الأنف و صعوبة التنفس. و من جهة أخرى حذر الأطباء من تكرار الالتهاب التقيحي للوزتين، بسبب مضاعفاتها الخطيرة، كالتهاب القلب الروماتيزمي والالتهاب الكلوي. كما حذرّوا من التطبيب الذاتي الشائع في أوساط الكثير من العائلات لعواقبه غير المحمودة حسبهم لاسيّما لدى فئة الرضع و الأطفال دون سن الرابعة. و تحدث الدكتور رياض خرشي عن نوبات السعال التشنجي، الناجمة عن داء الربو و التي تزداد بكثرة خلال الليل، مؤكدا تسجيل الكثير من حالات التهاب القصبات الشعرية، لدى الأطفال الرضّع. كما تحدث مختصون بمستشفى المنصورة، عن تسجيل حالات التهاب المسالك البولية لدى الأطفال المتمدرسين، و هو ما أرجعوه إلى غياب النظافة بالمراحيض داخل المدارس و تزايد تسجيل عدوى التهاب المسالك البولية عند هذه الفئة خلال فترة الدراسة.