تشهد مصلحة الأمراض الصدرية والتنفسية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، في الآونة الأخيرة، تضاعفا لعدد المرضى الذين يقصدونها بسبب الحساسية الموسمية، التي تسببت لهم في أزمات تنفسية، قد تتحول مستقبلا إلى أمراض مزمنة وفي مقدمتها الربو والاختناق. في هذا الشأن، كشف البروفيسور نافتي سليم، رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى مصطفى باشا، أن45 بالمائة من الأشخاص المصابين بالحساسية يصابون بمرض الربو في حالة التهاون في العلاج، 75 بالمائة منهم أطفال أقل من 15 سنة، أكثرهم ذكور، و25 بالمائة كبار السن، داعيا إلى ضرورة الكشف المبكر والوقاية منها قبل حلول فصل الربيع، لتجنب أي مضاعفات والتخفيف من حدتها قدر الإمكان. وأرجع البروفيسور نافتي أسباب الحساسية الموسمية إلى التغيرات الجوية وكذا الرياح التي تؤدي إلى انتشار غبار الطلع الذي تطلقه الأزهار في فصل الربيع وأوراق الأشجار وكذا بعض النباتات والحبوب كالقمح والشعير، وغيرها من الفطريات والفيروسات المهيجة لها، خاصة بعد تساقط كميات من الأمطار، حيث تدفعه على مسافات بعيدة عندما تبدأ بالتفتح، ناهيك عن الهواء البارد والجاف الذي يزيد من حدة نوبات الحساسية، مشيرا أن فترتها تبدأ مع بداية شهر ماي وتستمر إلى غاية نهاية شهر جويلية. أما فيما يخص عملية تشخيص الحساسية، قال البروفيسور “يتم ذلك عن طريق فحص الجلد أو بفحص الدم”. وأفاد نافتي أنه من بين الأعراض التي تصيب المريض عند إصابته بالحساسية، سيلان الأنف، دموع في العينين، التهاب حاد في الحلق وإكزيما الجلد، بالإضافة إلى عطاس شديد وصفير في الصدر، موضحا أنه من أصعب الأعراض وأشدها خطورة هي تلك التي تتسبب في انسداد القصبة الهوائية التي قد تؤدي إلى الاختناق المؤدي إلى الموت. وقال ذات المتحدث “إن المصالح الاستعجالية في المستشفيات وكذا العيادات تعرف توافدا كبيرا للمرضى، خاصة صغار السن والرضع، بسبب تزايد حالات الاختناق في فترة مابعد الظهيرة، نتيجة ضيق التنفس والربو لأخذ العلاج”. ونصح البروفيسور المرضى الذين لديهم علم مسبق بحالتهم بضرورة الوقاية والذهاب عند الطبيب بشهرين أو ثلاثة أشهر قبل حلول فصل الربيع، بالإضافة إلى تفادي تعرض المريض إلى أي مهيجات تبطل مفعول الأدوية، وكذا تجنب وضع الأزهار أو النباتات داخل المنزل.