أطباء يحذرون من إرغام الأطفال البدناء على تناول أطعمة "اللايت" حذر عدد من المختصين في التغذية من خطر الاستهلاك المفرط لمنتجات "اللايت"و إجبار الأطفال الذين يعانون السمنة و زيادة الوزن كنوع من الريجيم لتخفيض الوزن، نافين أن تكون الأطعمة الحاملة لخاصية " 0 بالمائة"خالية من السكريات و السعرات الحرارية. الدكتور شكيب سلطان المتخصص في التغذية و الحمية بقسنطينة، أكد أن عددا من زملائه المختصين في طب الأطفال طلبوا نصحه بخصوص ما يروّج له من منتجات خالية الدسم و السكر و المعروفة باسم منتجات "لايت" و التي غزت السوق المحلية في السنوات الأخيرة ، سواء المستوردة منها أو محلية الصنع، مشيرا إلى أن كل الدراسات الميدانية المحققة بخصوص هذا النوع من الأطعمة من أجبان و ياغورت و مشروبات غازية أو عصائر و غيرها من المواد الغذائية الأكثر استهلاكا من قبل الأطفال بشكل خاص، بيّنت بأنها تحتوي على نسبة كبيرة من السكريات و السعرات، لذا فإن وصفها للأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد بأمل مساعدتهم على إنقاص الوزن، يبقى أشبه بالوهم، كما تشكل خطرا على مرضى السكري الذين يتناولونها لأجل الحفاظ على نسبة مناسبة و صحية للسكر في الدم. و من جهتها، أوضحت المختصة صابرينا بلمنور بأن الكثير من المستهليكين لا ينتبهون لمكونات الطعام الذي يقتنونه و يكتفون برؤية علامة "0بالمائة"لشراء مادة غذائية قد تشكل خطرا على صحتهم، خاصة إذا كانوا يعانون بعض الأمراض الخطيرة التي تلعب التغذية عاملا أساسيا في تعديل أو تخفيف مضاعفاتها، مضيفة بأن ثمة من مرضى السكري من يقتنون أطعمة تحمل في الواقع إشارة"0بالمائة" مواد دهنية بدل "0بالمائة"سكريات و ذلك لتعوّدهم على عدم الاطلاع بتمعن على مكونات المواد الغذائية التي يقتنونها و هو ما يعكس غياب الثقافة الغذائية عند الأغلبية حسبها. و شرحت محدثتنا بأن ما يكون خال من السكريات لا يكون بالضرورة خال من الدهنيات و العكس صحيح و هو ما يوقع الزبائن في الخطأ و بالتالي عدم نجاعة الحميات التي يتبعونها بالاعتماد على مثل هذه المنتجات "لايت". و أكد عدد من المختصين بأن هذه الأطعمة ليست لها فائدة تذكر بالنسبة للحميات الغذائية إذا تم تناولها دون ممارسة المشي على الأقل ساعة في اليوم أو ممارسة الرياضة مع انتقاء الأطعمة التي تتماشى و منتجات اللايت، محذرين من اعتمادها كوجبة رئيسية لما قد ينجم عنها من مضاعفات صحية خطيرة و على رأسها فقر الدم الناتج عن سوء التغذية. و من جانبه أشار الدكتور مكيو المختص في طب الأطفال إلى ظاهرة الاستهلاك المفرط للمشروبات الغازية المسجلة في أوساط الأطفال و الشباب و اعتقاد بعض الآباء بأن مشروبات "اللايت"تقيهم من الأعراض غير الصحية التي تسببها باقي المشروبات. و أكد المختصون على ضرورة فهم و التفريق بين معنيي "لايت" و "0بالمائة"لأن الأول يشير غلى احتواء الطعام على نسبة أقل من الدهنيات أو السكريات و الثاني يؤكد بأنها خالية تماما من هذين العنصرين. و ذكر صاحب مواد غذائية بوسط مدينة قسنطينة الإقبال المتزايد على هذا النوع من المنتجات، خاصة من قبل كبار السن و أصحاب الوزن الزائد، الشيء الذي شجعهم على تنويع سلعهم في هذا النوع من الأطعمة بالذات. و أسرت زبونة كانت بصدد انتقاء أنواع من الأجبان "لايت"بإحدى المساحات التجارية الكبرى ببلدية الخروب بأن طفلها البالغ من العمر 6سنوات يعاني من السمنة و يتمتع بشهية مفرطة للأكل الذي شجعها على اللجوء إلى هذا النوع من الأطعمة أملا في مساعدته على إنقاص وزنه، خاصة بعد دخوله المدرسة أين أصبح زملاءه يستهزئون منه بسبب ذلك. و قالت سيدة أخرى سمعت محور حديثنا بأن محاولتها باءت بالفشل مع أولادها، لأنهم لم يتحملوا حسبها مذاقه و كانت مجبرة على رمي كل ما اشترته لأجل حثهم على اتباع الريجيم. مريم.ب