يعتبر محمد روراوة أفضل سفير للكرة الجزائرية، لأن الرجل تمكن خلال العشرية التي ظهر فيها إلى الواجهة من ترك بصمته بصورة جلية في الساحة الكروية الوطنية، فأصبح بمثابة " الربان المحنك " الذي نجح في قيادة " سفينة " كرة القدم الجزائرية إلى بر الأمان بعدما كانت قد غرقت و غابت عن الأحداث القارية. روراوة إبن ال 62 ربيعا، لم يكن قبل سنة 2001 شخصية بارزة على الساحة الوطنية بنفس الدرجة الحالية، رغم أنه تقلد في مساره المهني الكثير من المناصب الهامة، لأنه إطار في وزارة الإعلام و الثقافة، و شغل منصب مدير مركزي بنفس الوزارة، ثم مدير مركز الإعلام و الثقافة، و بعدها مديرا للمؤسسة الوطنية للتلفزيون، و إثر ذلك منصب الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للنشر والإشهار، ليحال بعدها على التقاعد عقب سنوات من الجد و العطاء. كما أن لروراوة جذور في المجال الكروي، لأنه بدأ مسيرته كلاعب في نادي إتحاد سوسطارة بالجزائر العاصمة، و بعدها يتحوّل إلى مسيّر في نفس الفريق، قبل أن ينتقل إلى الطاقم المسير لنادي إتحاد الجزائر في سنة 1970، لأنه مولوع منذ الصغر بأبناء " سوسطارة "، و قد كانت له تجربة سابقة في الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، حيث شغل روراوة منصب عضو في المكتب الفيدرالي في موسم 1985 / 1986، و كان من بين أعضاء اللجنة التي أشرفت على تنظيم تحضيرات المنتخب الوطني للمشاركة في مونديال مكسيكو، لتكون محطته الموالية لجنة تنظيم النسخة ال 17 من " الكان " التي أقيمت بالجزائر سنة 1990 ، ليختفي بعدها الرجل كلية عن الساحة الكروية لنحو عشرية من الزمن، فكانت عودته في سنة 2001 في ثوب " مرشح الوزارة " في إنتخابات الفاف، لأن الأغلبية في الوسط الكروي ظلت تتساءل عن هوية روراوة و صديقه مشرارة، و قد ظفر محمد روراوة برئاسة الاتحادية بعد تفوقه على منافسه رشيد بوعبد الله في الإنتخابات التي جرت ذات 8 نوفمبر من نفس السنة، و هو الإنجاز الذي أعقب بتعيين روراوة كمحافظ لتظاهرة " سنة الجزائر بفرنسا "، في الوقت الذي عبد فيه الرجل الطريق للإقتحام هيئات كروية قارية و إقليمية، حيث ظفر بعضوية اللجنة التنفيذية للإتحاد الإفريقي لكرة القدم، و كذا إنتخابه على رأس إتحاد شمال إفريقيا، و هي الهيئة التي تم بعثها من جديد، إضافة إلى إنتخابه كنائب لرئيس الإتحاد العربي، فضلا عن شغله مناصب على مستوى لجان دائمة في الفيفا، ليكون الإنجاز المحقق أمس الأربعاء بقاعة الصداقة بالعاصمة السودانية الخرطوم أفضل مكسب يحقق لكرة القدم الجزائرية من طرف رجل كان قد إستقال من رئاسة الفاف في أواخر 2005 بسبب قبضة حديدية مع وزير الشباب و الرياضة آنذاك يحي قيدوم على خلفية قوانين تسيير كرة القدم، لكن روراوة عاد إلى منصبه في فيفري 2009 تلبية لمطلب أطراف فاعلة في الوسط الكروي الجزائري، لتكون ثمار عودة العودة إعتماد أول دوري جزائري محترف منذ الإستقلال، و تأهل تاريخي للخضر إلى المونديال، إضافة غلى حصول المعني بالأمر على صفة العضوية في المكتب التنفيذي للفيفا..