شرعت اللجنة الولائية للصفقات العمومية بولاية برج بوعريريج، في دراسة الملفات و إعطاء الضوء الأخضر لانطلاق أشغال إنجاز شبكات توزيع المياه، في إطار المشروع الضخم الذي خصص له غلاف مالي يفوق الألف مليار سنيتم، لإنجاز شبكة التحويل الكبرى لتزويد بلديات دائرة المنصورة بالمياه من سد تيلسديت، و 120 مليار سنتيم لإنجاز شبكات توزيع المياه. و قد وضعت السلطات المحلية في برامجها، بحسب مصدر مسؤول، دخول الشبكة حيز الخدمة ببلدية أولاد سيدي إبراهيم شهر فيفري المقبل، و تموين باقي البلديات التابعة لإقليم دائرة المنصورة بمياه سد تيلسديت قبل انقضاء السداسي الأول من العام المقبل 2016، بعد إتمام أشغال توصيل شبكة التحويل و كذا تجديد و تدعيم الشبكات الداخلية للمياه بالبلديات الخمس. و أفادت مصادرنا بتلقي اللجنة الولائية للصفقات العمومية مؤخرا، لتعليمات من طرف الوالي، شدد فيها على ضرورة تدارك التأخر و الإسراع في استكمال الإجراءات الإدارية المتعلقة بإيداع الملفات و دراستها قصد الشروع في تعيين مؤسسات الإنجاز والانطلاق في أشغال الشبكة الداخلية للمياه ببلديات دائرة المنصورة، بالموازاة مع أشغال شبكة التحويل الرئيسية، و ذلك لتحقيق الأهداف المسطرة و القضاء على مشكل شح المياه بالمنطقة و تفادي تكرار تجارب أزمة العطش التي يعاني منها السكان خلال موسم الحر، ما دفع بالسلطات المعنية إلى إعلام المقاولة المكلفة بالمشروع و حثها على ضرورة إنهاء الأشغال في آجالها القانونية، و دخول الشبكة حيز الخدمة ببلدية أولاد سيدي إبراهيم قبل نهاية شهر فيفري القادم، و تسليم شطر المهير إلى غاية منطقة بلعيشاوي قبل نهاية شهر جوان 2016. وأشارت ذات المصادر على أنه و في سياق الاجراءات المتخذة للإسراع في إتمام المشروع و إنهاء الأشغال في آجالها القانونية، تم تشكيل لجنة تقنية تتكون من مصالح مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز بالشرق وحدة برج بوعريريج و مديرية الموارد المائية و الشركة المكلفة بالأشغال، للشروع في اختيار المواقع والأرضيات لبناء المحولات، موازاة مع الأشغال الجارية لإنجاز قنوات نقل المياه، بغية تدعيم و تزويد المشروع بالطاقة الكهربائية و كذا لتفادي التأخر في تموين الخزانات و نقاط ضخ المياه بالكهرباء. و يعد مشروع تحويل المياه من سد تلسديت الواقع بولاية البويرة إلى بلديات دائرة المنصورة غرب ولاية برج بوعريريج، من بين المشاريع الضخمة التي تعول عليها الوزارة الوصية، و كذا السلطات المحلية لإنهاء مشكل أزمة العطش بالمنطقة، أين تجري أشغال إنجاز شبكة التحويل، من سد تيلسديت إلى البلديات المعنية، و بلغت أشغال توصيل الشبكة إلى منطقة البيبان و بلدية المهير على أن تتواصل لتشمل بلدية المنصورة، و كذا بلديتي حرازة و بن داود الواقعتين في أعالي جبال منطقة البيبان، على الحدود بين ولايتي البرج و البويرة، كما تجري بالموازاة مع ذلك التحضيرات لإطلاق مشاريع تجديد و تدعيم الشبكات الداخلية للمياه بهذه البلديات. و يراهن سكان بلديات دائرة المنصورة على هذا المشروع الضخم لإعفائهم من معاناة و متاعب جلب المياه، في ظل شح مياه الحنفيات و الاعتماد على المياه الجوفية و منسوب مياه الآبار و التنقيبات المتواجدة بالمنطقة على قلتها لتزويد و تموين سكان هذه البلديات بالمياه الصالحة للشرب، و لعل ما زاد من تفاقم المشكل هو ذلك النقص المسجل في المياه الجوفية العذبة، بالنظر إلى طبيعة المنطقة الصلصالية، خصوصا بمنطقة البيبان و بلدية المهير التي تشتهر بحماماتها المعدنية، حيث غالبا ما يصطدم المواطنون بالحصول على مياه رديئة النوعية بعد حفرهم للآبار، و عادة ما تكون المياه المستخرجة كبريتية غير صالحة للشرب و للاستعمالات المنزلية. و أمام هذا الوضع و استمرار المعاناة منذ عشرات السنوات، ينتظر سكان المنطقة بفارغ الصبر اتمام المشروع و تزويدهم بمياه سد تيلسديت للقضاء بشكل نهائي على أزمة العطش، خصوصا و أن الإعتمادات المالية التي رصدت لإنجاز المشروع تعد بالكثير، و شملت شبكة التحويل الكبرى، والشبكات الداخلية لتجاوز مشاكل اهتراء شبكات توزيع المياه و انسداد القنوات القديمة بمادة الكبريت. مع العلم أن الدولة رصدت غلاف مالي قدره ألف مليار سنتيم، لإنجاز شبكة التحويل الرئيسية على مسافة 98 كيلومتر، بالإضافة إلى إطلاق مشاريع لإنجاز شبكات التوزيع الداخلية عبر البلديات الخمس، بمبلغ مالي قدره 120 مليار سنتيم و بطول شبكة يصل إلى 100 كيلومتر، و مشاريع لإنجاز 14 خزان رئيسي بسعة قدرها 27 ألف متر مكعب، و 12 محطة ضخ بسعة تصل 1500 متر مكعب.