مدلسي: نعم استفدنا مما حدث في تونس ومصر والجزائريون قاموا بثورتهم في 88 قال وزير الخارجية مراد مدلسي سهرة الجمعة في نقاش نظمته القناة البرلمانية الفرنسية أن الجزائر استفادت من الدرسين المصري والتونسي، لاعتماد إصلاحات لمنع انتقال العدوى إليها، لكنه أشار إلى سياسة الانفتاح في بلادنا انطلقت في 1988 ولم تنتظر حتى المرحلة الحالية. وذكر في رده على سؤال للصحفي الفرنسي "جون بيار الكباش" المتابع للشأن الجزائري أن كانت الإجراءات التي اتخذت ومنها رفع حالة الطوارئ و الإصلاحات المقبلة التي أعلنت عنها، لم تتم تحت ضغط الشارع و ما حدث في البلدان الأخرى، وقال " صراحة لا أقول لا جميعنا نخضع للتأثير نحن بشر و نحن رجال سياسيين ولدينا مسؤوليات أكثر من الآخرين نحن نقرأ الإشارات في داخل البلد والقادمة من الجوار لنكون أكثر حذرا و لا تخاد إجراءات عاجلة وفعالة". وأضاف أن الجزائر قد أخذت فائدة هذه العملية التي ولدت في تونس و تطورت في مصر. وسئل مدلسي من قبل منشط حصة"بيبلييوتيك ميديسيس" للقناة البرلمانية الفرنسية أن كان رئيس الجمهورية ماض في إصلاحات سياسية وتغيير النظام، فأجاب أن النظام لا يمكن أن يكون ناجعا إذا لم يدمج التغيير. "أن هذا التغيير لا يمكن تجنبه. هذا التغيير لا يمكن تجنبه في الداخل و لا يمكن تجاهله عندما نشاهد ما يحدث في الخارج".و بخصوص الحديث عن منح الرئيس بوتفيلقة صفة رئيس مدى الحياة، قال مدلسي أن ذلك مستبعد و رأى أن الجزائريين ينظرون إلى ذلك على انه نكتة، مؤكد قناعته بأنه الوقت لبحث عن خلف في الجزائر وغيرها. و اعتبر أن "فشل" التعبئة الحالية للنداءات الداعية إلى تنظيم مسيرات احتجاجية يفسر بهدوء الشعب الجزائري الذي عانى من حرب أهلية دامت عشر سنوات. ودعا الوزير للتساؤل لماذا هذا الشعب الجزائري هادئ لهذه الدرجة اليوم في حين هناك أحداث تشتعل حوله" في تلميح إلى الحركات الاحتجاجية الأخيرة أو الثورات في بعض البلدان العربية.واعترف الوزير بان الجزائر تتابع باهتمام ما يحدث في الجوار من تحولات جذرية وقال ردا على سؤال بهذا الخصوص انه لا يرى كيف يمكن للجزائر أن لا تنظر "باهتمام" إلى ما يحدث في المنطقة مذكرا انه حدث بالجزائر سنة 1988 حركة "تشبه كثيرا الحركات التي لوحظت في تونس و مصر". و أضاف قائلا "أود أن اذكر بأنه وقعت بالجزائر سنة 1988 حركة تشبه كثيرا ما لوحظ في تونس و مصر. وكوننا انطلقنا في هذه الحركة منذ أزيد من 20 سنة فهذا يعبر جيدا عن خصوصية حالة الجزائر". وذكر الوزير أيضا بأن الجزائر خرجت من حرب أهلية دامت عشر سنوات و التي "تركت آثارا بالغة في ذاكرة الجزائريين و في أجسادهم". وكرر الوزير ما سبق له التصريح به سابقا بمخاوف الجزائريين من النزول الشارع بعد تجارب مؤلمة سابقة وقال أن أحداث الشغب الدامية التي وقعت سنة 2001 في الجزائر العاصمة ما زالت في الذاكرة. "بالنسبة للجزائري الذي خسر مئات وآلاف الإخوان و الأخوات خلال حرب أهلية فان قطرة دم واحدة تسيل هي عبارة عن كارثة".و تحدث الوزير عن عدم خوف الجزائر من عودة المتطرفين الإسلاميين و الوضع الاقتصادي والسياسات العمومية في الإصلاح الاقتصادي والسياسي و العدالة وبناء دولة القانون و بخصوص الوضع في ليبيا أشار إلى ان الجزائر ستحترم خيار الشعب الليبي ردا على سؤال عن موقف بلادنا من رغبة الليبيين في الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي و رغم إصرار الصحفي على انتزاع إجابة مباشرة رد الوزير بأن للكلمات سحرها مؤكدا أن دعم الشعب الليبي يجب أن لا يكون بالكلمات فقط. و لم يكتفي الوزير بالإجابة وشارك في النقاش ولم يتردد في طرح سؤال على كاتب مصري معارض بخصوص طبيعة الثورة المصرية وتوقيتها وارتباطها بما حدث في تونس. وقال أيضا انه حصل على إذن من رئيس الجمهورية قبل المرور في الحصة فأنا يقول مدلسي رجل منضبط. ج ع ع