مكتبة جامعة ليدن الهولندية تعرض مخطوطات إسلامية بقصر أحمد باي يحتضن متحف الفنون و الثقافات الشعبية قصر أحمد باي بقسنطينة، بداية من يوم أمس و إلى غاية السادس من ديسمبر القادم، معرضا فنيا و تاريخيا لنماذج منسوخة عن حوالي 40 مخطوطا عربيا إسلاميا، من خمس فئات، تستعرضها لأول مرة بالجزائر مكتبة جامعة ليدن الهولندية، في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية،و بذلك يقدم المعرض لمحة عن المجموعة الكاملة للمكتبة التي تضم 4000 مخطوط ، من بينها 2000 مخطوط فارسي تركي. المعرض الذي افتتحت أروقته أمس، بحضور كل من وزير الثقافة عز الدين ميهوبي و سفيرة هولندابالجزائر فيولمان فان هافتن، يرمي ،حسب السفيرة،إلى تسليط الضوء على الحضارة العربية الإسلامية، و تنوع مجالاتها، كما يهدف لتأمل الجمال و الحكمة و الإيمان المستحضرين في هذه المخطوطات ذات القيمة الحضارية الكبيرة، كما عبرت السفيرة، مؤكدة بأن محتوى المخطوطات دليل على الإنسانية العالمية للعرب، الذين برعوا في العلوم و الطب و الفنون و حتى الجغرافيا و الملاحة البحرية منذ عصور، ما يعد ،حسبها، انفتاح على لقاءات و اكتشافات جديدة. و يأتي المعرض كذلك في إطار احتفال جامعة ليدن الهولندية بمرور 400عام على تدريسها للغات و الثقافات الشرقية، التخصص الذي أقرته سنة 1613، مما سمح لها من خلال بعثات طلابها إلى المشرق، بجمع أكبر عدد ممكن من المخطوطات الهامة، حصلوا عليها من المغرب، إذ يعود جل تلك المخطوطات إلى دولة المماليك، بالإضافة إلى عدد من المخطوطات النادرة و النفيسة ك»كتاب الحشائش» الذي يعد أقدم مخطوط عربي علمي يعود للعام 475 هجري الموافق ل 1083 ميلادي. المعرض يستعرض نماذج منسوخة عن المخطوطات الأصلية، التي تعذر نقلها بسبب وضعيتها المهترئة و الحساسة، و تخص خمس فئات هي فن الخط، و القرآن الكريم، إذ يشمل المعرض نماذج لمصاحف بالخط الدائري و الكوفي و خط بهاري، تعود للنصف الثاني من القرن الثامن، تم إرفاقها بملخصات عن نتائج الأبحاث التي أفضت إليها الدراسات التي أجريت حولها. كما يتضمن المعرض أيضا رواقا خاصا بلوحات للمدينة المشرفة و مكةالمكرمة، رسمت على الورق و البلاط تعود للعام 1005 هجري، الموافق ل 1597 ميلادي، وجدت بتركيا و أصفهان و بلدان المغرب العربي. إضافة إلى ذلك خصص المعرض أجنحة لفن المخطوطات العلمية و الطبية لأبي القاسم الزهراوي، وجغرافيا الأسطخري، و نماذج عن كتب نادرة. أجنحة الفضاء خصصت أيضا لعرض فن الرسم في اللوحات العربية و الفارسية و التركية القديمة، تم نسخ صفحاتها من كتب قيمة ككتاب «الملوك» للفردوسي الذي يعود إلى العام 840هجري، الموافق ل 1437ميلادي، إضافة إلى كتاب «الكرة و الصولجان»، و كتاب تحفة شاهدي. و يضم المعرض بالإضافة إلى ذلك، رواقا خاصا بعالم فن الزخارف، يعرض نماذج مذهلة و فريدة من فن الزخرفة الإسلامية على الورق و الجلد لكتب شهيرة ككتاب «جامع البيان في تفسير القرآن»، لمحمد بن عبد الرحمان الإيجي، إضافة إلى صور لجدران و أبواب من النحاس و الخشب، أبرزها أبواب مسجد الأمير إسحاق القجماسي بالقاهرة. و على هامش حفل افتتاح المعرض، الذي تميز ببرمجة وصلات غنائية، و حكواتية و تنظيم ورشات نسخ لفنانين جزائريين، قدم المؤرخ الهولندي جيرار فان كريكن، محاضرة استعرض خلالها الخطوط العريضة لكتابه «وصف تاريخي لمدن منطقة البربر: تونس و الجزائر و مدن أخرى»، و الذي تطرق فيه لطبيعة الحياة في العاصمة في القرن السادس عشر، استنادا إلى مخطوط قديم يضم مجموعة من التقارير التي أعدها سفير هولندابالجزائر آنذاك، كورنيلي بيجناكر، خلال إقامته بالعاصمة لمدة ستة أشهر.