مشاركتنا في تظاهرة قسنطينة تؤكد التزامنا بتعزيز علاقاتنا التاريخية مع الجزائر أكدت سفيرة هولندابالجزائر فيلومان فان هافتن، أمس السبت، بأن المشاركة في تظاهرة عاصمة الثقافة العربية من خلال معرض للمخطوطات العربية الإسلامية، هو تعبير عن احترام بلدها للانتماء الثقافي و الحضاري للجزائر، و تأكيد على التزام هولندا بتعزيز العلاقات التاريخية القائمة بين البلدين منذ حوالي أربعة قرون. و أوضحت السفيرة فيلومان فان هافتن، خلال ندوة صحفية نشطتها بقسنطينة للإعلان عن برنامج بلادها للمشاركة رمزيا في الحدث الثقافي العربي، بأن مشاركة بلادها في التظاهرة الثقافية، جاءت بدعوة من الخارجية الجزائرية، ردا على رغبة الخارجية الهولندية في تسجيل اسم بلادها ضمن سجل المشاركين الشرفيين في الحدث، حيث تم التنسيق بين وزارتي ثقافة البلدين، لإنجاح المشاركة التي تمثلت في معرض لكتب قديمة و مخطوطات عربية إسلامية تحوزها مكتبة جامعة مدينة ليدن الهولندية، و تتعدى في مجملها أربعة آلاف مخطوط، هي كما قالت انعكاس لثراء العلاقات العلمية و الثقافية و الدبلوماسية بين أمستردام و الجزائر. و تعد هذه المبادرة ،حسب السفيرة، التي شاركها في تنشيط الندوة المؤرخ الهولندي جيرار فان كريكن، خطوة في طريق تعزيز العلاقات بين البلدين و توسيعها، إذ تعد امتدادا لتعاون استراتيجي سياسي و اقتصادي ناجح، تأمل في تطويره بشكل أفضل و أشمل، مضيفة بأن المجال الثقافي لطالما شكل قطبا فاعلا في تشجيع الحركية الفكرية و الحضارية بين هولندا و الجزائر، وهو ما يقوي عزمها على دفعه أكثر، و مضاعفة حجم النشاطات الثقافية المشتركة و خلق التنوع فيها من خلال تبادل الفعاليات، و تزكية مشاريع التوأمة الثقافية بين المدن الجزائرية و نظيرتها الهولندية. وعادت السفيرة خلال كلمة ألقتها على هامش افتتاح المعرض الذي يحتضنه متحف الفنون و الثقافات الشعبية الحاج أحمد باي بقسنطينة، إلى تاريخ العلاقات بين البلدين و التي تعود ،حسبها، إلى قرون مضت، حيث بدأت القصة في القرن السادس عشر، و كانت وليدة تواصل بين بحارة و قراصنة الضفتين، لتتطور بمرور السنوات و تتعمق ، مضيفة بأن المعرض سيكون مناسبة هامة تسمح للجزائريين باستقراء هذه العلاقة من خلال تنوع اللوحات و المخطوطات التي تحصلت عليها جامعة ليدن من مصادر مختلفة. كما أشارت السفيرة إلى أن بلادها ستعمل على تنظيم فعاليات ثقافية أخرى في الجزائر العاصمة و بقسنطينة ومدن أخرى، في العام المقبل، على أن يجوب معرض المخطوطات عددا من المدن الجزائرية بعد أن تتدعم بنماذج عن مراسلات بين ملوك هولندا و حكام الجزائر على مدار قرون مضت.