الرضيع عمار يستنجد بوزارة الصحة وأهل البر لإستئصال ورم يثقل رأسه يعاني الرضيع عمار كركود البالغ من العمر ثمانية أشهر من آلام ورم كبير ولد به، وهو يتزايد يوما بعد يوم إلى أن أصبح حجمه أكبر من رأسه. والده عبد الحكيم الذي حضر إلى مكتب النصر بخنشلة من أجل طلب المساعدة ، قال بأنه عرضه على الكثير من الأطباء في الولاية وفي كل من تبسة وعنابة ، بغرض استئصال الورم الذي يثقل رأس طفله الصغير ، يجعله يئن من شدة الأوجاع ، إلا أنه لم يجد بعد الإجابة المقنعة لحالة فلذة كبده ، الذي يتألم منذ ولادته في شهر جويلية الماضي أمام عينيه ، غير أنه عاجز عن فعل أي شيء له ، خصوصا وأنه يعيش وضعا اجتماعيا صعبا ، جراء دخوله في عطلة مرضية إثر حادث عمل في إحدى مؤسسات البناء والأشغال بالولاية . بالإضافة إلى عدم استقراره نتيجة معاناته من أزمة السكن ، حيث تعرض مسكنه بحي تكساس الفوضوي إلى الهدم ، و بنفس الطريقة هدم بيته الثاني بحي مليكي بطريق بغاي ، مما دفع بأحد المحسنين الذي يقيم بالمهجر إلى إيوائه بمسكنه بصفة مؤقتة . ولم يتمالك والد الصغير عمار وهو يروي لنا الوضعية الصحية المتدهورة لإبنه ، حيث كان يتوقف في كل مرة تغالبه فيها دموعه ،وتتغير نبرات صوته الحزين . بداية هذه المعاناة تعود كما أخبرنا والده إلى اليوم الذي ذهبت فيه زوجته إلى طبيب كوبي يعمل بمستشفى الأم والطفل وهي في الشهر الخامس من الحمل بغرض الكشف عن حالة الجنين حيث أخبرها بأن به تشوهات خلقية تتطلب تدخلا جراحيا فوريا لإجهاضه ، لأن الجنين غير طبيعي و لن يعيش بهذا الوضع كما أكد لها . غير أن الأطباء - كما أكد - ونظرا لبلوغ الجنين الشهر الخامس امتنعوا عن إجراء عملية إجهاضها ، وطيلة الفترة المتبقية على موعد الوضع عاشت أمه كابوسا حقيقيا ، وهي متخوفة مما سيكون عليه حال مولودها القادم إلى الدنيا ، و لا تعرف مصيره إلى غاية شهرها التاسع وبدء تقلصات المخاض ، حيث سارع زوجها إلى نقلها عند أهلها بولاية تبسة ، وبإحدى مستشفياتها تمت الولادة بصفة طبيعية ، عكس ما ذكره لها الأطباء من قبل ، من أن المولود سيموت قبل الولادة وستخضع لإجراء عملية قيصرية لإخراجه من رحمها . وعند ولادة عمار في السادس عشر من شهر جويلية من العام الماضي ، كان يعيش حياة طبيعية ، إلا أن الورم الملتصق برأسه والذي كان يزداد حجمه مع مرور الأيام جعلهم يسارعون بعرضه على الأطباء بخنشلة وتبسة وعنابة ، حيث أكد لهم بعض الأطباء أن مثل هذه الحالات لا تعيش كثيرا ، فيما أكد لهم أطباء آخرون أن هناك حالات مماثلة أجريت لها عمليات جراحية ناجحة وعاش أصحابها . إجراء هذه العملية الجراحية حسبما قاله الأطباء لوالده تتجاوز العشرين مليون سنتيم في العيادات الخاصة, وتتم بدون مقابل بمستشفى ابن رشد بعنابة ، غير أنه تنقل في العديد من المرات إلى هذا المستشفى ، لكنه لم يتمكن من الحصول على موعد لإبنه الرضيع ، خصوصا وأن ظروفه الاجتماعية لا تسمح له بالتنقل كثيرا. يقول والده إنه يأكل ويرضع حليبه ، غير أنه يبقى على جنب واحد لمدة خمسة عشر يوما ، وعند محاولة وضعه على الجانب الأخر يتألم كثيرا ويبكي لساعات طويلة فلا ينامون الليل كله وهم يحاولون تهدئته وتخفيف آلامه إلى غاية بزوغ الفجر.وفي أوقات أخرى يضحك عمار ويمرح وكأنه في صحة جيدة. الطفل عمار هو المولود الرابع لهذه العائلة بعد محمد نوفل وأمين وطفل ثالث توفي نتيجة البرد الشديد، وكل أمل عائلته في تحرك ذوي القلوب الرحيمة من أهل البر والإحسان ، وتكفل وزارة الصحة به للعلاج إما في أرض الوطن أو خارجه ، لأن وضعهم الإجتماعي البائس لا يسمح لهم بذلك ، وعيونهم تترقب من جهة أخرى أن يحظى طلبهم للحصول على السكن الإجتماعي بالقبول ، للتغلب على حياة الترحال التي يدفعون ثمنها من صحتهم وصحة أبنائهم . ع. بوهلاله