إقبال الجمهور أحدث المفاجأة وأفلام تروي معاناة الإنسان وبحثه عن الحب والسلام استطاعت أمس الأعمال السينمائية المعروضة بمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي في يومه الثالث، أن تعيد الجمهور إلى القاعات، وخلقت الأفلام بمضامينها المتنوعة التي تحاكي واقع الإنسان المهموم، الباحث عن الهوية والحب، والنازح من الحرب، و المتطلع لحياة أفضل، جوا من التفاعلية لدى الجمهور الذي يتوق لمشاهدة واقعه في قالب سينمائي تراجيدي. ومن أبرز الأفلام المعروضة أمس فيلم «القمر الأخير» للمخرج السينمائي التشيلي ميغيل ليتين ،وهو ضيف شرف المهرجان، و يسرد معاناة الشعب الفلسطيني عبر التاريخ مع الاستعمار، من عهد الأتراك و الانجليز، إلى اليهود، ويجمع بين الوثائقية والخيال والروائية، ويحمل رسالة إلى العالم بأن الحياة في فلسطين ليست فقط عنفا وحربا ،لكنها تزخر أيضا بالأمل والإبداع. وقال ليتين على هامش عرض الفيلم، بأن «القمر الأخير» هو عمله الأول حول فلسطين، مؤكدا أنه لو لم يكن مقتنعا بعدالة القضية الفلسطينية لما أنجز هذا الفيلم. المخرج السينمائي ميغيل ليتين، حسب ما نقله موقع تظاهرة عنابة للفيلم المتوسطي، هو أحد أكبر السينمائيين، ليس فقط لقيمته الفنية في الوقت الحالي ،لكن أيضا لما يرمز إليه من وعي اجتماعي لكل القارة الأمريكية، فهو جزء من سينما أمريكا اللاتينية على مدار العقود الأربعة الأخيرة. لقد ولد في بلدة بالميا التشيلية في عام 1942، أجداده من ناحية الأب، هاجروا من فلسطين إلى التشيلي في أوائل القرن الماضي، بعد تخرّجه من أكاديمية الفنون الدرامية و السينوغرافية في جامعة التشيلي في عام 1968 تدرّب كمساعد مخرج على يد رائد السينما الوثائقية العالمية جوريس إيفانس وعمل منتجاً في التلفزيون التشيلي. أفلامه السينمائية شاركت في العديد من المهرجانات وفازت بالعديد من الجوائز وتعد علامات بارزة في السينما التشيلية بشكل خاص، وسينما أمريكا اللاتينية بشكل عام، وتشمل «أرض النار» (2000) من بطولة النجمة الإيطالية أورنيلا موتي، و»ساندينو» (1990) و»السينو والنسر» (1982) و»الأرض الموعودة» (1973) و»حكاية مذبحة» (1971) الذي أدى بطولته النجم الإيطالي الراحل جان ماريّا فولونتيه. وضع الكاتب العالمي الحائز على جائزة نوبل في الأدب غابريل غارسيا ماركيز كتاباً عنه، يتحدث فيه عن تجربة ليتين مع حكم بينوشت العسكري في التشيلي ونجاته من الموت بأعجوبة في المجازر التي ارتكبها نظام بينوشت بعد الانقلاب على حكم الرئيس الليندي. الجدير بالذكر أنه قد تم عرض ثلاثة أفلام أخرى في اليوم الثالث من المهرجان و هي «الطريق»للمخرجة اللبنانية رنا سالم و «المطلوبون 18»للمخرجين الفلسطينيين عمر شوملي و بول كوان إلى جانب فيلم «أماما»للمخرج الإسباني أسار التين. ح دريدح انطباعات .....انطباعات .....انطباعات ..... * الممثل عبد الحق بن معروف: مهرجان عنابة أعاد الجمهور إلى قاعات العرض منذ اليوم الأول قال الممثل عبد الحق بن معروف بأن اللافت خلال الثلاثة أيام الأولى من المهرجان ،هو عودة الجمهور إلى قاعات العرض بقوة، حيث خلق هذا الإقبال حيوية لمهرجان الفيلم المتوسطي الذي عاد إلى عنابة بعد 20 سنة من الغياب، ما زادها رونقا. وأضاف بن معروف بأن عرض الأفلام تم وفقا لآخر التكنولوجيات الحديثة في مجال البث السينمائي بتقنية « تي سي بي» والصوت « بلي» ما زاد متعة الجمهور في متابعة الأفلام المبرمجة.وأشاد الفنان بالمواضيع التي تطرقت إليها الأفلام المعروضة و التي تركزت في مجملها على الإنسان وهمومه، بين الحرب، النزوح، الهوية، الطفولة، والبحث عن العيش الرغيد، و قد تطرق إليها المخرجون في شكل حكايات وبلغات سينمائية متنوعة. وأوضح ذات المتحدث بأن الجزائر دخلت أول أمس المنافسة على جائزة «العناب الذهبي» بعرض فيلم «عملية مايو» للمخرج عكاشة تواتي، و فيلم « مادام كوراج» للمخرج مرزاق علواش الذي عرض لأول مرة بالجزائر، بمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي. واعتبر بن معروف مهرجان عنابة الذي انطلق بشكل مميز مكسبا للمدينة لتكون عروسا للمتوسط كل عام، بتنظيم طبعات مستمرة لكسب المزيد من الخبرة، وإعطاء دفع واهتمام للمهتمين بالعمل السينمائي، و فضل عبد الحق أن ينظم المهرجان في طبعته المقبلة في فصل الربيع، لتكون العروض في فضاءات مفتوحة في الهواء الطلق، والخروج من الطابع الكلاسيكي المرتبطة بدور العرض فقط. * دريس بوديبة مدير الثقافة لولاية عنابة: الجمهور تفاعل مع العروض خاصة فيلم» مدام كوراج» اعتبر مدير الثقافة لولاية عنابة، إدريس بوديبة ،الإقبال الكبير والملفت للجمهور على متابعة الأفلام السينمائية الطويلة، بمثابة الاحتفال بعودة المهرجان إلى عنابة بعد أن غاب عنها منذ سنة 1997، مشيرا إلى أن الأعمال السينمائية كلها ذات مضامين اجتماعية وإنسانية معالجة بأساليب فنية راقية، وخاصة الأفلام المتنافسة على جائزة « العناب الذهبي». وأكد بوديبة أن الجمهور تفاعل مع عديد العروض ،خاصة فيلم» مدام كوراج» للمخرج مرزاق علواش، الذي صنع ،حسبه،الحدث ولقيت قصته تجاوبا لدى الجمهور، و تعرض من خلاله إلى يوميات المراهق عمر الذي يعاني من القلق والاضطراب والمشاكل اليومية، ويعيش في أحد الأحياء القصديرية بمستغانم، وهو مدمن على تعاطي المخدرات من نوع «مدام كوراج»، ومعروف عن الشاب المدمن عمر أنه لص، وذات يوم كان متوجها للمدينة، فالتقى بفتاة تدعى سلمى وحاول سرقة عقدها الذهبي، فالتقت نظراتهما ويقع في حبها، ومن هنا تنطلق أحداث الفيلم الذي يقدم قراءة سوسيولوجية للمجتمع وللمدمن وغيرها من التناقضات. وختم بوديبة حديثه للنصر بالإشارة إلى أن جمهور عنابة شغوف بالصورة السينمائية، ما يتطلب إعادة هيكلة نشاط قاعات السينما. ح دريدح عروض أفلام موجهة للأطفال بالمكتبة الرئيسية اختارت محافظة المهرجان مجموعة من الأفلام موجهة لجمهور لأطفال لتعرضها بالمكتبة الرئيسية، حيث سيكون الموعد اليوم الاثنين مع فيلم فرنسي فلسطيني للمخرجين جيرافادا و راني مصالحة، موجه للأطفال أكثر من 10 سنوات، و قد أنتج سنة 2013 ،مدته ساعة ونصف. يحكي هذا الفيلم قصة ياسين ،طبيب بيطري يعمل بآخر حديقة للحيوانات في فلسطين، يقضي ابنه زياد الذي يبلغ من العمر 10 سنوات معظم وقته مع الحيوانات وتجمعه علاقة مميزة مع زرافتين، وفي إحدى الليالي إثر قصف جوي على المدينة لقي ذكر الزرافة حتفه وبقيت الأنثى وحيدة. ولأنها لا تقوى على تحمل هذه الوحدة، أخذت تستسلم للموت شيئا فشيئا، و يسعى ياسين للعثور في عجالة على رفيق جديد لها ،لكن حديقة الحيوانات الوحيدة التي قد تمده بيد العون تتواجد بتل أبيب. عروض سينمائية لفائدة سكان بلديات الضواحي خصت إدارة المهرجان، بالتعاون مع المركز الوطني للسينما والسمعي البصري ،جمهور بلديات الحجار، برحال، التريعات، وسيدي عمار بعروض سينمائية مميزة للأفلام التالية: «العقيد لطفي»، «فاطمة نسومر»، «زبانا»، «تيتي»و «البئر»، ليصل المهرجان إلى كل سكان الولاية الذين ليس باستطاعتهم التنقل إلى قاعات العرض بالمسرح أو قصر الثقافة بعاصمة الولاية.