أعلن محافظ مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، المخرج سعيد ولد خليفة، أنه سيتم خلال التظاهرة المزمع انعقادها بعنابة في الفترة الممتدة من 3 إلى 9 ديسمبر المقبل، ”عرض 19 فيلما طويلا يمثل 13 دولة من حوض البحر الأبيض المتوسط ضمن البرنامج”. وكشف المحافظ سعيد ولد خليفة، أن الأفلام المبرمجة والتي يمثل البعض منها أفلاما جديدة ستعرض لأول مرة، كما تعد باقة من آخر إنتاجات السينما بالبلدان المتوسطية المشاركة، وهي الجزائر وتونس والمغرب ومصر وسوريا ولبنان وتركيا وقبرص وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وكرواتيا وفلسطين، بحيث يعود تاريخ إنتاج الأفلام المشاركة والمبرمجة للمنافسة إلى سنوات 2014 و2015. ووفقا لما ذكره محافظ المهرجان، خلال ندوة صحفية نشطها يوم الاثنين بمقر المكتبة العمومية الرئيسية لعنابة، ستشهد الأفلام المشاركة في هذه الطبعة منافسة شديدة، بمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، والذي تستعيده عنابة بعد أكثر من عشريتين من الغياب، حيث يرغب المنظمون في جعلها طبعة تأسيسية لهذه التظاهرة الفنية، ونذكر من بين أبرز الأفلام المشاركة، كلا من ”عملية مايو” لعكاشة تويتة و”مادام كوراج” لمرزاق علواش و”ميديتيرانيا” للإيطالي جوناس كربينيانو. وسيحضر خلال فعاليات مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، وجوه سينمائية عملاقة، على غرار المخرج السينمائي الشيلي، ميغال ليتين، الذي يعد أحد عمالقة السينما بأمريكا اللاتينية، بحيث سيحضر بفيلمه ”القمر الأبعد”، وايضا سلاف فواخرجي التي ستكون موجودة في مهرجان السينما المتوسطية بفيلم جديد ولأول مرة كمخرجة، وكذلك الفيلم المغربي ”خنيفسة الرماد” للمخرجة سناء عكرود، بالإضافة إلى فيلمين ناجحين من قبرص وإيطاليا. ويتطلع المنظمون من خلال هذه الطبعة التأسيسية، كسب رهان ترشيد النفقات وتفعيل حراك ثقافي حقيقي يشجع الأعمال الإبداعية. وبالموازاة مع العروض المبرمجة للمنافسة بقاعة المسرح الجهوي عز الدين مجوبي، بمعدل أربعة عروض في اليوم، تمت مبرمجة خارج المنافسة بقاعة دار الثقافة محمد بوضياف، أفلام تعد إنتاجات سينمائية جديدة، من بينها فيلم بعنوان ”حب الشيطان” للمخرج الشاب عبد الرحمان حراث من عنابة. وستشهد التظاهرة تكريم وجوه فنية غابت عن الساحة، من بينهم مهندس الأيام السينمائية للبحر الأبيض المتوسط بعنابة الراحل ”عمار شطايبي”، بالإضافة إلى عمار العسكري وبن عمر بختي وعمر الشريف ونور الشريف وعبدو بن زيان وأحمد سنوسي، كما سيكرم المهرجان صانعي السينما الجزائرية، على غرار موسى حداد وسيد أحمد أڤومي. وللتذكير، كان قد اعتبر مؤخرا، محافظ التظاهرة السينمائية، سعيد ولد خليفة، في حوار لجريدة ”الفجر”، أن الارتجال بأموال الدولة غير مسموح به أخلاقيا، مضيفا بأن التحضيرات للمهرجان جارية على قدم وساق، ولم يتبق إلا بعض التفاصيل الصغيرة، منها تهيئة القاعات، خصوصا السينماتيك التي تشهد تأخرا في ترميمها بسبب بقاء معدات الترميم في ميناء الجزائر ولم يتم نقلها لحد الساعة إلى مدينة عنابة. كما أكد ولد خليفة، خلال الحوار الذي نشر بجريدة ”الفجر”، أن فيلم ”مدام كوراج” للمخرج مرزاق علواش سيعرض لأول مرة بالجزائر في مهرجان السينما المتوسطية بعنابة، بحيث أضاف محدثنا أن المحافظة ”لن تقصي أي فيلم، ومن حق الجمهور الجزائري مشاهدة الفيلم والحكم عليه بنفسه”. ومن بين الأمور الجديدة التي سيحدثها ويعتمد عليها مهرجان السينما المتوسطية بعنابة، هو عرض الفيلم الواحد أكثر من مرة، مثل ما هو معمول به في المهرجانات العالمية، وحتى تعطي الجمهور فرصة لمتابعته، بحيث سيحرص المهرجان على إعادة عرض الفيلم لمرة ثانية، وكشف ولد خليفة قائلا أنه ”سبق لنا العمل بهذه الخاصية في مهرجان بانوراما الفيلم بقسنطينة والذي كان من أعظم المهرجانات السينمائية في الجزائر، حيث كانت تعرض الأفلام مرتين، وذلك وفق اتفاق مع المخرج ومنتج الفيلم، وهو ما سيحصل في مهرجان عنابة، ولكن ليس مع كل الأفلام بسبب بعض المنتجين الذين يطالبون بالحقوق المالية مع زيادة عدد العروض”. وعن رزنامة شهري نوفمبر وديسمبر، التي تعد كثيفة من حيث المهرجانات السينمائية ومدى تأثيرها على السير الحسن لمهرجان عنابة، قال سعيد ولد خليفة أن المشكل هو مهرجان دبي، فعندهم ”صندوق إنجاز” حيث يدعمون مجموعة من المخرجين ماليا لإنتاج أفلامهم ويشترطون أن يكون العرض الأول في العالم العربي بمهرجان دبي، فمثلا ليلى بوزيد قبلت عرض فيلمها في عنابة، ولكن تراجعت بعدها لأنها ملتزمة بعقد مع ”إنجاز” في وقت عرض الفيلم في مدينة فرنسية صغيرة بضواحي باريس، وهذا هو المشكل مع أصدقائنا في دبي، وهناك شيء إضافي وهو أن كل المهرجانات تريد أن تكون بعد مهرجان ”كان” و”البندقية”، لهذا يحدث التراكم بعد شهر أوت وهذا يؤثر سلبا.