سلّطت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء أم البواقي عقوبة السجن المؤبد في حق المتهم (خ.أ) في العقد الثالث من العمر، مع إلزامه بتعويض الأطراف المدنية ممثلة في الزوجة و شقيق الضحية و بناته و شقيقاته بمبلغ 570 مليون سنتيم، بعد أن تمت متابعته بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع العقوبة نفسها التي نطقت بها هيئة المحكمة. القضية بتاريخها ترجع إلى 10 مارس من السنة الجارية، عندما اهتزت مدينة متوسة بخنشلة على وقع جريمة قتل بشعة راح ضحيتها الكهل المسمى (ب.قدور) 75 سنة، والذي تلقى طعنات قاتلة على يد الجاني المتهم في القضية داخل سكنه مباشرة عقب تأديته لصلاة المغرب. المتهم الذي سلم نفسه لفرقة الدرك الإقليمية وبحوزته وسيلة الجريمة ممثلة في خنجر بطول 36 سم، بينت التحريات بأنه وجه 4 طعنات كانت كافية لقتل الضحية بالنظر لإصابته جميع أعضائه الحيوية، وتم التوصل إلى أن الجاني لم يترك أي فرصة لإنقاذ الكهل الذي لفظ أنفاسه متأثرا بالطعنات التي تلقاها، وبينت الخبرة الطبية بأن جثة الضحية عليها جروح قطعية في البطن أدت إلى حدوث نزيف داخل حاد. التحقيقات الأمنية كشفت عن حصول خلافات بين عائلة المتهم والضحية، وانطلقت قبل سنوات بفعل نزاع حول عقار فلاحي فصلت فيه الجهات القضائية لصالح الضحية المتوفي. وبينت تصريحات المتهم عند جميع مراحل التحقيق بأنه اقترف جريمته دفاعا على شرف والدته التي أرغمها الضحية حسبه على ممارسة الفاحشة معها، وهو معتاد حسبه على فعل ذلك وشكك حتى في كونه ابنه، وليس ابن والده الذي توفي أشهرا بعد القضية، غير أن الخبرة العلمية فندت تصريحاته وكشفت بأنه الابن البيولوجي لوالده (خ.ب)، في حين غابت القرائن التي تثبت ممارسة الضحية للفاحشة مع والدة المتهم، وكشف دفاع الأطراف المدنية، و هي حجة واهية من والد المتهم الذي دخل في متاهة بفعل خسارته قضائيا للأرض المتنازع عليها. المتهم اعترف أمام المحكمة بتفاصيل فعلته مبينا بأنه كان في البداية ينوي قتل والدته التي اتهمت بمصاحبة الكهل المتوفي، غير أنه توجه لسكن الأخير واستل خنجرا من مطبخه ووجه له طعنات مباشرة بعد تأديته صلاة المغرب، مشيرا بأن السبب في الجريمة هو دفاع عن شرف عائلته وليس بسبب العقار الفلاحي.