الجزائر - الولاياتالمتحدة استعادة روح أم درمان لقهر الأمريكان تضبط الجزائر اليوم ساعتها على موعد القمة الكبيرة والمثيرة بين محاربي الصحراء والأمريكان لأجل حجز تذكرة العبور إلى الدور ثمن النهائي، عن المجموعة الثالثة التي لم تكشف بعد عن كل أسرارها وتقترح هذا المساء مقابلتين كفيلتين بحبس الأنفاس. وكما في لقاء الإنجليز يدخل منتخبنا الوطني مباراة اليوم بظهر إلى الحائط، حيث لا خيار أمام كتيبة الشيخ سعدان سوى قهر الأمريكان وفك عقدة الهجوم بتسجيل هدف يضع حدا لصيام طويل . فالخضر ورغم خسارة قاسية أمام سلوفينيا وتعادل أمام إنجلترا يملكون مصيرهم بأيديهم كون الفوز اليوم بأي نتيجة (في حال عدم خسارة سلوفينيا ) يجسد حلم بلد بأكمله.وعلى النقيض من خرجة الجولة الثانية أين راهن الشيخ على تفادي الخسارة لإبقاء الحظوظ قائمة، تبدو الصورة اليوم أوضح و لن يبحث الشيخ كثيرا عن الكلمات المحفزة لعناصره المطالبة باستعادة روح أم درمان لقهر الأمريكان، فكلمة السر داخل غرف الملابس وعند عقد الاجتماع التقني تتلخص في ضرورة زيارة شباك المنافس وتفادي منحه فرصة التسجيل ، وبعبارة أوضح المحنك رابح سعدان في "أم المعارك" تتمثل في إيجاد التوازن اللازم بين الحذر الدفاعي والفعالية الهجومية، وهو ما سعى لتحقيقه في آخر حصص تدريبية أين جدد ثقته في القاعدة الخلفية ، مع رهانه على تغيير وحيد على مستوى الجبهة الأمامية بدخول رفيق جبور كرأس حربة صريح مكان بودبوز الذي سيكون "جوكر" في مباراة مصيرية توحي معطياتها الأولية أنها ستكون تكتيكية والخطأ فيها يدفع غاليا ونقدا.الشيخ المؤمن بأهمية الاعتماد على حصون دفاعية متينة لصنع انجاز تاريخي، لم يكشف أوراقه حين عمد إلى حصر التغيير في إعادة جبور إلى منصب رأس حربة بغية تثبيت الدفاع الأمريكي ومنح النشط مطمور نقطة ارتكاز لزعزعة المنافس، سيما في ظل الدعم الذي طلبه الشيخ من لاعبي الوسط زيحاني وقادير ويبدة وبلحاج، وهو الخيار الذي فرض نفسه، بعد خرجتي سلوفينيا وإنجلترا ، حيث اشتكى مطمور افتقاده للدعم وصرح قائلا "علينا انتهاج سياسة السير خطوة بخطوة، في الأساس نحن فريق يفضل اعتماد المرتدات السريعة وعادة ما نفتقد للدعم الهجومي اللازم.فقد تمنيت دائما ان يكون هناك مهاجم يثبت دفاع المنافس ويحسن الحفاظ على الكرة ما يسمح للزملاء بالصعود ككتلة واحدة (بلوك)”. ومن جهته وعد نذير بلحاج بتموين الهجوم بالكرات الضرورية " لقد كان مطمور معزولا في المقابلتين السابقتين ولكن سيناريو لقاء اليوم يجبرنا على اللعب بمهاجمين اثنين لهز شباك الأمريكان ومادام غزال قد استنفذ العقوبة فالخيارات متاحة ونحن مطالبون بتقديم الكرات اللازمة والعرضيات القابلة للتجسيد". وفي المعسكر المقابل يدرك المنتخب الأمريكي قدرة الخضر على الانتفاضة والعودة من بعيد، ويكون الناخب بوب برادلي قد عاين الخضر في لقائي سلوفينيا وإنجلترا ما يمنحه نظرة شاملة على قدرات منتخبنا وتحديد نقاط قوته وضعفه، وقد سارع نجم الكرة في بلد العم سام لوندون دونوفان إلى القول "إن لاعبي الجزائر يتمتعون بخاصية المفاجأة ويمتازون بردود الفعل غير المتوقعة كما أنه من الصعب التفوق عليهم في حال تمتعهم بكامل معنوياتهم". ومن جهته اعتبر ديمبسي "اللقاء صعب للغاية في ظل امتلاك المنتخب الجزائري دفاعا قويا وقد ربح الصراعات الثنائية في لقاء إنجلترا ما يؤكد قوته ونحن مطالبون بالمغامرة في الهجوم لتحقيق الهدف المسطر".وبعيدا عن تصريحات الفاعلين التي عادة ما ترتكز على قراءة أولية للمباراة والمنافس، يرتقب أن تكون مقابلة اليوم قمة في الندية والإثارة بين منتخبين لا يريدان مغادرة جنوب إفريقيا في أول طائرة ، ويملك كل منهما وسائل وإمكانات فرض منطقه، وما يضفي مزيدا من الشرعية على طموحات الجزائريين المتنامية تأكيد منتخبنا الوطني في عديد المناسبات اتقانه اللعب تحت الضغط وامتلاكه مجموعة متضامنة ومتلاحمة قادرة على قهر أي منافس.