فكرة تفوق النساء على الرجال في العمل بالجزائر خاطئة كشفت رئيسة الجمعية الوطنية "راشدة" (التجمع ضد الحقرة وحقوق الجزائريات) فرع قسنطينة بأن طاقم الجمعية المتكون من طبيبات وقابلات ومدرسات ومحاميات ونفسانيات وإخصائيات في علم الإجتماع والإقتصاد استقبل خلال الفترة الممتدة بين جانفي 2003 وفيفري 2011، 930 إمرأة و3 رجال، 939 منهم طلبوا المساعدة الإجتماعية (42.13 %) و258 (27.66 %) التمسوا الدعم القانوني و 139 (14.90 %) أعربوا عن حاجتهم الماسة للتكفل النفسي، في حين سجلت الجمعية في نفس الفترة 143 حالة معقدة وصعبة طالبت بالمساعدة الإجتماعية والقانونية والنفسية لتجاوز ظروف قاهرة. السيدة مليكة شطوح أوضحت في مداخلتها خلال يوم دراسي حول المرأة والأسرة نظمته الجمعية الأساسية تتمثل في استقبال النساء اللائي يواجهن ظروفا إجتماعية واقتصادية وصحية ونفسية قاسية وتوجيههن لإيجاد الحلول المناسبة مع التركيز على التوعية والتحسيس والإعلام ومكافحة كل إشكال العنف المسلط ضد النساء والأطفال مشيرة إلى أن بعض الرجال يحضرون إلى الجمعية طلبا للمساعدة من حين لآخر فيلقون أيضا كل الترحيب والدعم. وأضافت بأن شبابيك الجمعية الثلاثة المتخصصة (شباك الدعم القانوني، وشباك المساعدة الإجتماعية وشباك التكفل النفسي)، دعمت مؤخرا بشباك رابع متنقل من أجل توسيع دائرة التعريف بالجمعية وأهدافها، ينشط عبر مختلف المؤسسات الوطنية.وللجمعية كما قالت المسؤولة العديد من الشركاء داخل وخارج الوطن، ومن بينهم لجنة متخصصة تابعة للإتحاد الأوروبي، مديرية التكوين المهني مديرية النشاط الإجتماعي، صندوق الضمان الإجتماعي، المستشفى الجامعي بن باديس، ديار الرحمة، دور الشباب، الخلايا الجوارية، جمعية نور والعديد من الجمعيات للذوذ عن حقوق المرأة والطفل، وتتمنى أن تشمل الشراكة كافة الجمعيات النشطة ببلادنا. وشرحت بأن "راشدة" انطلقت منذ 9 ماي 2010 في تطبيق مشروع "الحركة من أجل تكوين وإعلام النساء والأطفال في مجالي حقوق الإنسان والمواطنة" المعروف بمشروع عفيف" ويرمي أساسا إلى تقوية وترقية حقوق الإنسان والمواطنة وغرس قيم الديمقراطية والعدالة والمساواة وحب الوطن والسلوكات الحضارية المسؤولة، وبالتالي تكوين مواطنين واعين وصالحين وفعالين يبنون مجتمعا منسجما ومستقرا ومتطورا، ويشمل التكوين مختلف الفئات والهيئات والمؤسسات مثل الكشافة والخلايا الجوارية، وقطاع الصحة ودور الشباب وجمعيات أولياء التلاميذ وغيرها واستندت رئيسة "راشدة" الى احصائيات حديثة حصلت عليها من الديوان الوطني للاحصائيات لتصحيح بعض المفاهيم والمغالطات والاشاعات التي تصور المرأة كمنافسة أو عدوة للرجل تسعى لحرمانه من فرص العمل والدراسة بعد أن افتكت كافة حقوقها، واعتلت أرقى المناصب .. حيث تفيد الاحصائيات التي أجراها الديوان في الثلاثي الرابع من سنة 2010، بأن الرجال الذين تفوق أعمارهم 15 عاما، يشكلون %68.9 من القوى العاملة ببلادنا مقابل %14.2 من النساء من نفس الشريحة ويعاني %8.1 من الرجال من البطالة مقابل %19.1 من النساء وبلغت نسبة الأمية لدى الرجال %16 و %29 بالنسبة للنساء. واستخلصت بأن المرأة بالرغم مما يشاع ويذاع لاتزال تعاني من الاضطهاد والعنف واللامساواة .. وأمام الجمعيات وكافة أفراد المجتمع طريق طويل للنضال من أجل تغيير هذا الواقع. والجدير بالذكر أن اليوم الدراسي الذي نظمته "راشدة" استقطب الكثير من الجمعيات النشطة والعديد من الوجوه الثقافية والجامعية والحقوقية بقسنطينة وتخللته مداخلات حول "مكانة المرأة في الاسلام" من تقديم الاستاذ سعيد سرداني من معهد بن باديس، و"المواطنة ودور المرأة في المجتمع" من تنشيط الاستاذ المكون بمعهد مريم بوعتورة رابح لوصيف وسلطت رئيسة جمعية "النور" الاستاذة المحامية فتيحة بغدادي ترعي الكثير من الاضواء حول عقود الزواج ومهام الموثق والمحضر القضائي في حين تمحورت مداخلة البروفيسور بوحناش، رئيس مصلحة الطب الشرعي بمستشفى الخروب حول ظاهرة العنف ضد المرأة التي لاتزال متفشية في مجتمعنا .. وتوج اللقاء بتكريم رمزي لسيدات تركن بصماتهن في مسار النضال من اجل الارتقاء بحقوق المرأة وعلى رأسهن الاستاذة بغدادي. إلهام.ط