تم مساء أول أمس بوهران تدشين خلية للإصغاء النفسي والقانوني موجهة للتكفل بالنساء في وضعية صعبة، ويشكل التكفل بالنساء اللائي هن بحاجة إلى مرافقة على الصعيدين النفسي والقانوني المهمة الرئيسية لهذه الخلية، حسبما أشارت إليه «فاطمة بوفنيك» رئيسة جمعية "فرد" من أجل ترقية حقوق المرأة صاحبة هذه المبادرة. ويشرف على تنشيط هذه الخلية المتواجدة بحي "المجاهد" بوسط مدينة وهران على مستوى المقر الجديد للجمعية أيضا أخصائيين نفسانيين ورجل قانون، يذكر أنه سبق وأن تمت معالجة حوالي 50 حالة منذ شهر جوان الأخير تاريخ انطلاق المرحلة التحضيرية للمشروع الأمر الذي سمح بالتعرف على احتياجات النساء المعنيات المرتبطة أساسا بجهلهن لحقوقهن، وتتعلق الإشكاليات المطروحة في هذا الإطار بحالات العنف الزوجي وعدم تنفيذ الأحكام المتعلقة بالطلاق كحضانة الأطفال والنفقة والحق في السكن، كما تستقبل الخلية أيضا حالات مختلفة أخرى مثل المرأة المصابة بسرطان الثدي وغيرها من الأمراض الخطيرة والتي تطلب المساعدة من لدن الأخصائيين من أجل توجيههن لإتباع الإجراءات المطلوبة، وقد رأى هذا المشروع النور بفضل المساعدة المقدمة من طرف الجماعات المحلية لتوفير المقر والدعم المالي للمنخرطين ومن منظمتين غير حكوميتين هما جمعية التضامن مع النساء العربيات من بلجيكا والصندوق الأورو متوسطي، وفي إطار التكافل بين الجمعيات فان مقر "فرد" يأوي أيضا التمثيلية المحلية للجمعية الوطنية لإدماج الأطفال المصابين بالتريزومية، حيث تسخر لهم أخصائي في النطق، ومن جهة أخرى تميزت مراسم تدشين خلية الإصغاء المذكورة بتنظيم مائدة مستديرة في إطار إحياء ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعنوان "الوضعية القانونية والمشاركة السياسية للنساء في الجزائر"، وقد نشط هذا اللقاء كل من السيدين «بابجي مسعود» و«شاكور محمد» وهما على التوالي أستاذ الحقوق بجامعة سيدي بلعباس ومحامي لدى مجلس قضاء وهران إلى جانب «بوفنيك» التي تعد كذلك أستاذة وباحثة، وتطرق المتدخلون إلى الظرف التاريخي لتبني الإعلان العالمي في سنة 1948 وتطور التشريع الجزائري في مجال حقوق الإنسان وقانون الأسرة، وقد دعا المشاركون بهذه المناسبة إلى مشاركة أكبر للمرأة في الهيئات السياسية ونشر أوسع لقيم المساواة والتسامح في البرامج التعليمية والمجتمع. ..والشروع في استحداث بنك للمعلومات حول ظاهرة العنف ضد المرأة وبالموازاة تم الشروع بوهران في استحداث بنك للمعلومات يجمع الإحصائيات المتعلقة بظاهرة العنف ضد المرأة، حسب مديرية النشاط الاجتماعي، وأوضح المصدر أن هذا البنك الذي أنشئ على مستوى المديرية بمناسبة حملة محاربة العنف ضد المرأة سيجمع كل المعطيات ذات الصلة بهذه الظاهرة والمتوفرة على مستوى مصالح الأمن والدرك والمؤسسات الاستشفائية وكذا الجمعيات ذات الطابع الاجتماعي، ويكمن الهدف من هذه المبادرة التي تعد الأولى من نوعها على المستوى الوطني في توحيد جميع الإحصائيات والنسب المقدمة من قبل مختلف الهيئات المعنية حول حالات العنف ضد المرأة مما سيسمح بتقديم معلومات شاملة وصحيحة لخلايا الإصغاء المهتمة بالظاهرة خاصة المختصون النفسانيون والاجتماعيون، وبمناسبة اختتام الحملة التحسيسية لمحاربة العنف ضد المرأة التي أقيمت بدار العجزة لحي "الأمير عبد القادر" بوهران تم الإعلان عن تنصيب خليتين للإصغاء تدعيما لمكافحة هذه الظاهرة بكل من مصلحة الاستعجالات الاجتماعية ومصلحة المتابعة والتربية في الوسط المفتوح تشرف عليهما مجموعة من المختصين في علمي النفس والاجتماع والتربية والطب الشرعي إضافة إلى جمعيات نسوية واجتماعية، وأوضح مدير النشاط الاجتماعي لوهران، أن الهدف من خلايا الإصغاء هو مرافقة المرأة نفسيا واجتماعيا وقانونيا للتخفيف من العنف الذي تتعرض إليه، معلنا أنه سينظم لقاء سنوي لتقييم عمل كل الخلايا المتواجدة بالولاية، للتذكير أقيمت خلال الحملة التي دامت أسبوعين ملتقيات وأيام دراسية نشطها أخصائيون وممثلو المجتمع المدني إلى جانب تنظيم معارض وعرض أفلام وثائقية سلطت الضوء على حالات من النساء تعرضن للعنف الزوجي، كما قامت مجموعة من الأخصائيين النفسانيين وإطارات من مديرية النشاط الاجتماعي بزيارات ميدانية إلى عدد من المناطق النائية بوهران بغية توعية النسوة حول حقوقهن القانونية والاجتماعية التي تحميهن من العنف، وانطلقت هذه اللقاءات التحسيسية المتعلقة بالعنف ضد المرأة يوم 25 نوفمبر الماضي بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة هذه الظاهرة.