الإرادة و الروح الوطنية أسلحة نادرة تكفينا للفوز على سلوفينيا كشف اللاعب حسان يبدة عن مدى جاهزية الخضر لتدشين المشاركة الجزائرية في مونديال جنوب إفريقيا بإنتصار على سلوفينيا، و أكد في هذا السياق للنصر بأن العناصر الوطنية مصممة على رفع التحدي و تسجيل تواجدها في أكبر حدث كروي عالمي، معتبرا الفوز بمباراة اليوم المفتاح الذي يفتح الأبواب على مصراعيها أمام المنتخب الوطني في أهم حدث كروي عالمي. في البداية بودنا أن نطمئن على حالتك الصحية سيما و أنك غبت عن المنافسة في المقابلتين الوديتين الأخيرتين للمنتخب ؟ لقد تعافيت تماما من الإصابة التي كنت أعاني منها، و عدت منذ 4 أيام إلى أجواء التدريبات مع المجموعة دون مخاوف من أي تأثير لهذه الإصابة على عطائي فوق أرضية الميدان، و لا أخفي عليكم بأنني كنت خائفا من بقائي تحت المراقبة الطبية أطول فترة ممكنة، مما يحرمني من المشاركة في مقابلة اليوم، لكنني أطمئن الجمهور الجزائري على جاهزيتي بدنيا و معنويا لتقديم أفضل مردود. نلمس في كلامك تحمسا كبيرا لخوض هذه المباراة.فما السر في ذلك ؟ هذا أمر طبيعي و منطقي، لأن المنافسة هي الأهم على الإطلاق، فضلا عن كون الأمر يتعلق أيضا بالألوان الوطنية، و صدقوني بأنني أتحول إلى محارب حقيقي عندما أرتدي قميص المنتخب الجزائري، كوني أضع في ذهني صور الجماهير الغفيرة التي ساندتنا في التصفيات، و إسعاد الأنصار يبقى أفضل رد لجميلهم، على إعتبار أن الإستقبال التاريخي الذي كنا قد حظينا به عند عودتنا من السودان يبقى أغلى و أعز ذكرى في حياتي،لذا فإنني جد متحمس لتدشين مشوارنا في المونديال بنتيجة إيجابية تسعد الأنصار، و هذا هو في الحقيقة الحافز الذي يزيد من حماسي و بقية الزملاء من أجل السعي للفوز على سلوفينيا و ماذا عن الأجواء السائدة وسط المنتخب قبيل سويعات من أول ظهور في المونديال ؟ كما سبق و أن قلت فإن الأمر ليس عاديا ،لأننا سنخوض مقابلة تاريخية هي الأولى في المسيرة الكروية لأي عنصر من المنتخب في نهائيات كأس العالم، إضافة إلى الإرادة الكبيرة التي تحدونا نحن كلاعبين لرفع التحدي و الفوز على سلوفينيا، و بالتالي فإن الجميع في المنتخب على دراية مسبقة بالمهمة الثقيلة التي أسندت له، و كل متجند من أجل هدف واحد و هو الظهور بوجه يتماشى و السمعة التي أصبحت تحظى بها الكرة الجزائرية على الصعيد العالمي، حيث أن اللاعبين يترقبون على أحر من الجمر موعد المباراة لتفجير طاقة كامنة تختزن في قلوبهم، الأمر الذي جعلنا متفائلون بتحقيق حلم ملايين الجزائريين بالفوز على أول منافس لنا في المونديال، لأن إنجازا من هذا القبيل سيعبد الطريق أمامنا للمرور إلى الدور الثاني، و هو مسعانا من هذه المشاركة التاريخية. التفاؤل الكبير مستمد من أجواء منتخب لم يقنع الأنصار في اللقاءات الودية الثلاثة الأخيرة. فهل يمكن القول بأن المعطيات تغيرت مباشرة عقب وصولكم إلى جنوب إفريقيا ؟ الأكيد أن ساعة الحقيقة دقت، و المباريات الودية التي لعبناها ضد كل من صربيا و إيرلندا و الإمارات العربية المتحدة لا يمكن أن تكون المعيار الذي تقاس عليه إمكانياتنا، لأن مرحلة التحضير للمونديال لا بد أن تكون طويلة، بغية تمكين الطاقم الفني من معالجة النقائص المسجلة، لكن ما أود أن أوضحه في هذا الصدد هو أن آداء المنتخب كان مقنعا في اللقاء الودي الأخير ضد الإمارات، حيث أنني غبت عن هذه المواجهة، لكن ما وقفنا عليه هو تحسن المردود الجماعي، و حدوث إنسجام بين الخطوط الثلاثة، و هو مؤشر إيجابي يدفعنا إلى التفاؤل و كسب المزيد من الثقة في النفس و الإمكانيات، لأننا على يقين بأننا أصبحنا منتخب التحديات و المواعيد الكبرى، بعدما كسبنا الرهان بالتأهل إلى جنوب إفريقيا، و كذا المشوار الذي أديناه في نهائيات كأس أمم إفريقيا و فوزنا على عملاقين بحجم مالي و كوت ديفوار، و نحن جاهزون لصنع ملحمة أخرى في أكبر تظاهرة كروية عالمية، سلاحنا في ذلك الإرادة الفولاذية و الروح الوطنية التي تغذينا، لأننا مجموعة منسجمة و متكاملة تعمل من أجل هدف واحد و هو تشريف الألوان الوطنية، و لا يهم من يلعب أساسيا أو يجلس على كرسي الإحتياط، و هي أمور إيجابية تبقى حكرا على المنتخب الجزائري، لأننا مجموعة متكاملة . لكن المعطيات الأولية تتحدث عن لعبك إلى جانب لحسن في وسط الميدان الدفاعي. فهل ترى هذا الخيار التكتيكي مناسبا لمواجهة سلوفينيا ؟ أي حديث من هذا القبيل لا مكانة له في المنتخب الوطني، لأن كل لاعب مطالب بتقديم أفضل ما يمتلكه من إمكانيات عندما تسند له مهمة معينة، و بالتالي فإنني أؤكد بأنني مستعد للعب إلى جانب لحسن أو أي عنصر آخر، بعد ترسيم بقاء منصوري على كرسي الإحتياط، و المثال على ذلك المناصب العديدة التي لعب فيها مطمور في المقابلات التصفوية، و كذا قديورة في اللقاء الودي ضد إيرلندا، فنحن كلاعبين ملزمون بتطبيق تعليمات الشيخ سعدان، كونه الأدرى بالجانب التقني، و الإنسجام أصبح غير مطروح داخل المنتخب الوطني، و عليه فإنني أطمئن الأنصار بأنه و مهما تكن الأسماء التي ستخوض مباراة اليوم فإننا سنقدم أفضل مردود، كوننا مصممون على الفوز، و تعبنا كثيرا في التحضير لهذا الموعد و الثمار التي نقطفها هي الفوز على سلوفينيا أولا، ثم التفكير في كيفية النجاح في المرور إلى الدور الثاني. و هل من كلمة توجهها للأنصار في ختام هذا الحوار ؟ كل من نطلبه منهم هو الوقوف إلى جنبنا، لأننا بحاجة ماسة إلى دعم معنوي و بسيكولوجي، و كسب الثقة في النفس و الإمكانيات يسمح لنا باللعب دون عقدة، و كذا إظهار كامل إمكانياتنا. كما أستغل هذه الفرصة لأؤكد بأنني لم أنس اللحظة التاريخية عند إرتدائي قميص المنتخب الجزائري لأول مرة في شهر سبتمبر من السنة الفارطة، لأن تلك اللحظات جد مؤثرة و جعلتني أذرف دموع الفرح، خاصة بعد الإستقبال الكبير الذي خصني به الأنصار رفقة زميلي عبدون، لذا فانا أعتبر نفسي مدانا للجماهير على دعمها لي، و لن أتوانى في بذل قصارى جهود من أجل المساهمة في صنع أفراح كل الجزائريين، و أنا شخصيا جد متفائل بقدرتنا على الفوز بمباراة اليوم، و تخطي عقبة الدور الأول.