البناءات الفوضوية تحتل حواف الأودية بقسنطينة تتواصل ظاهرة إنجاز السكنات على حواف الأودية ببلدية قسنطينة و بمناطق أخرى من الولاية، بالرغم من خطر الفيضانات الذي يتهدد قاطنيها كل شتاء، و هو وضع ترجعه الجهات المسؤولة لعدم تفعيل دور شرطة المياه في منع التوسع بالقرب من الأودية، في ظل عجز البلديات عن التحرك بعد أن أصبحت هذه السكنات تأوي عشرات العائلات، التي استوطنت الحواف منذ عقود. و تمنع القوانين المعمول بها إنجاز المباني على مسافة 5 أمتار إلى 20 مترا عن حواف الأودية، و يعتبر أي تعد على هذه المسافة خرقا للقانون يستوجب هدم البنايات، لكن الملاحظ على مستوى بلدية قسنطينة لوحدها، وجود العديد من التوسعات السكنية التي شيدها أصحابها طيلة الأعوام الماضية دون رخصة و بعدة نقاط على مستوى واديي بومرزوق و الرمال، ما يحيل إلى التساؤل عن الدور الذي كان على الجهات المسؤولة لعبه للتدخل و الحد من ظاهرة لا تزال مستمرة لليوم. مصدر مسؤول بمديرية الموارد المائية أرجع "الفوضى" الحاصلة، كما قال، إلى عدم تفعيل دور مصلحة تعرف باسم "شرطة المياه"، و هي مصلحة استحدثت منذ سنوات داخل المديرية، و يفترض أنها تملك الصفة القضائية تماما مثل شرطة العمران، لكن هذه المصلحة الموجودة نظريا غائبة على أرض الواقع، رغم أن موظفيها موجودون، حيث كان تفعيلها ليساهم في التحكم في الوضع و محاصرة الظاهرة. و قد تم حسب مصدرنا إعداد مشاريع للحماية من خطر الفيضانات، لكن جزء منها تعثر بسبب وجود البنايات الفوضوية على حواف وادي الكلاب بمنطقة وادي الحد، و رمي قاطني هذه البنايات نفايات منزلية تسببت في توقف عملية إعادة تأهيل حواف الوادي بهذه النقطة، و أضاف محدثنا بأن الوضع تفاقم خلال العشرية السوداء عندما انتشرت هذه المساكن كالفطريات و تضاعف عدد ساكنيها بشكل كبير، بما يجعل عملية طردهم من هذه البنايات و هدمها أمرا صعبا عجزت مصالح البلدية و الولاية عن إيجاد مخرج له. و رفعت مديرية الري تقارير للولاية بخصوص ظاهرة إنجاز السكنات على حواف الأودية، لكن الجهات المعنية و على رأسها البلديات لم تتحرك للحد من هذه التوسعات غير القانونية، التي لم تعد تقتصر على بلدية قسنطينة، بحيث لوحظ مؤخرا شروع البعض في إنجاز مساكن قرب الوادي المار في إقليم بلدية حامة بوزيان، من قبل أشخاص استغلوا العديد من هذه السكنات لأغراض تجارية، فيما لا يزال الوضع على حاله بمنطقة شعب الرصاص و الكيلومتر الرابع و بوادي الحد و بنقاط أخرى ببلدية قسنطينة. و قد سبق للعديد من هذه السكنات أن تعرضت لتصدعات خطيرة و اجتاحت السيول بعضها خلال الاضطرابات الجوية المسجلة في الأعوام الماضية، و هو خطر قد يكون مضاعفا في الشتاء المقبل خصوصا بالأكواخ المنجزة في الحافة اليسرى من وادي بومرزوق، خصوصا أن بعض العائلات قامت بتوسعات فوق تربة الوادي. رئيس بلدية قسنطينة المنصب منذ فترة قصيرة، اكتفى لدى اتصالنا به للاستفسار حول الموضوع بالرد قائلا "لا أدري" رافضا التعليق على الموضوع، مفضلا توجيهنا إلى مصلحة التعمير التي حاولنا الاتصال بمسؤوليها لكن تعذر علينا ذلك.