مديرية الري بقسنطينة تحذر من فيضانات تجرف عائلات ومصانع حذرت مديرية الري بقسنطينة من خطر تضرر عشرات العائلات في منطقة شعاب الرصاص لاحتمال فيضان وادي بومرزوق، إلى جانب عدد من المصانع بالمنطقة الصناعية التي "استولى" أصحابها على مساحات أرضية تسببت في تغيير مجرى وادي الرمال في تلك المنطقة. و كشف مصدر مسؤول بمديرية الري ل "النصر"، أن عددا من المصانع في المنطقة الصناعية بمدينة قسنطينة، قامت بعملية توسعة غير شرعية تسببت في تغيير مجرى وادي الرمال و هو ما يقول أنه قد تم مراسلة جميع الجهات المعنية في شأنه دون أن تحرك السلطات ساكنا، في وقت لا تملك مصالحه صلاحيات تخول لها تسخير الأمن من أجل التدخل. و ذكر المصدر ذاته أن هذه المنشآت و من بينها حتى مصانع للأدوية مهدد فعليا بخطر الفيضان، خصوصا و أن تغيير مجرى الوادي لمحاولة ربح المساحة لن يمنع من تدفق سيول مياه الأمطار باتجاهها، يأتي ذلك في وقت يقول رئيس مؤسسة تسيير المؤسسات الصناعية أنه ليس على علم بهذه "التجاوزات". و إذ تؤكد مديرية الري أن قسنطينة عموما غير مهددة بخطر الفيضانات لوقوعها في منطقة تتميز بانحدارها، يقول المصدر ذاته أن العشرات من سكان منطقة شعاب الرصاص، الذين يعيشون في أكواخ شيدت بطريقة فوضوية في الحافة اليسرى من وادي بومرزوق، مهددون أيضا بفيضان الوادي ما قد يحدث كارثة فعلية، خصوصا حسبه و أن بعض العائلات لجأت إلى القيام بعمليات توسعة لربح الأرض على حساب الوادي باستعمال الأتربة، و ذلك لإظهار الخطر الذي تعيشه للسلطات المحلية و المطالبة بالترحيل، علما أن نحو 10 مساكن في تلك المنطقة عرفت العام الماضي انهيارات جزئية و تشققات خطيرة يقول السكان أن سببها تغيير مجرى الوادي و أصبحت تشكل خطرا فعليا على حياتهم، بينما يؤكد التقنيون أن اقتراب المساكن من أي واد بمسافة تقل عن 5 أمتار يدخل حياة المواطنين في خانة الخطر. استمرار النقائص في تهيئة الطرق قد يفاقم الوضع و قد باشرت مديرية الري عملية تهيئة حواف الأودية التي بلغت شوطا متقدما فيما يخص الشطر الأول من وادي الرمال على أن يسلم شطره الثاني قريبا، لتمتد إلى غاية جسر الشيطان أسفل جسر سيدي راشد بمسافة 1.5 كيلومتر، أما فيما يخص وادي "المهرول" فقد انتهي من المرحلة الأولى لتهيئة حوافه كليا و بنسبة 90 بالمائة في الشطر الثاني على مسافة 1.8 متر، فيما يهيأ المسار من ملتقى واديي بومرزوق و الرمال إلى غاية سيدي راشد في باردو ،أين بلغت الأشغال نسبة 10 بالمائة، ليتبقى الشطر الذي يمتد على مسافة 6.5 كيلومتر بين الرمال و المنطقة الصناعية ،حيث انتهت الدراسات و قدرت تكلفة الأشغال ب 200 مليار دينار، و هو الشيء نفسه بالنسبة لوادي بومرزوق الذي يمتد على مسافة 7 كيلومترات، بينما بقيت 3 أمتار من وادي "الكلاب" في منطقة وادي الحد لمك تهيأ بعد. و من المنتظر أن تساهم الترحيلات المبرمجة لساكني الأكواخ القصديرية القريبة من الأودية في منطقتي وادي الحد و الزيادية، في إتمام البرنامج خصوصا و أنها كانت تشكل عائقا أمام تقدم الأشغال لصعوبة التدخل و القيام بعمليات الحفر، كما رمي بعض هؤلاء السكان و كذلك أصحاب المذابح غير الشرعية للقاذورات و فضلات الحيوانات في الأودية من بين العراقيل التي أجلت العملية. من جهة أخرى حذرت مديرية الري من النقائص المسجلة في عمليات تهيئة و إصلاح طرقات قسنطينة، حيث لاحظت أن عشرات البالوعات بوسط المدينة و مناطق أخرى تم سدها تماما عوض تنظيفها لكي تجمع مياه الأمطار، كما لاحظت أن العديد من الطرق التي تم تهيئتها مؤخرا عبدت بطريقة خاطئة حيث ظل جسم الطريق مستويا رغم وجوب الحفاظ على درجة معينة من الانحناء باتجاه الرصيف لصرف السيول، و هو وضع من شأنه أن يفاقم من مشكلة فيضان الطرق كل فصل شتاء. ياسمين بوالجدري