الجفاف يتلف أزيد من نصف مساحات الحبوب بالولايات الغربية يعتزم اتحاد الفلاحين وكذا لجنة الفلاحة بالبرلمان رفع مقترح للحكومة لتعويض الفلاحين المتضررين من الجفاف خاصة بالولايات الغربية، التي فقدت أزيد من نصف المساحات المزروعة بالحبوب، في وقت تتوقع مصالح الأرصاد الجوية تهاطل أمطار معتبرة على المناطق الشرقية قد تنقذ ما تبقى من الموسم الفلاحي. تعكف الأمانة العامة للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين على مناقشة وضعية الموسم الفلاحي بالولايات الغربية، التي تضررت بشكل كبير من فترة الجفاف التي طبعت الأشهر الأخيرة، وأدت إلى إتلاف أكثر من 50 في المائة من مساحات الحبوب من بينها القمح والشعير، وفق تأكيد العضو القيادي في التنظيم مختار بغدادي، الذي ذكر أنه من بين الولايات المتضررة سيدي بلعباس وتلمسان وتيارت وعين تموشنت وتيسمسيلت وغليزان، واصفا الوضعية بالكارثية جراء التراجع المحسوس في كميات الحبوب التي تنتجها كل ولاية سنويا، والتي تتراوح ما بين 800 إلى أكثر من 3 ملايين قنطار، متوقعا بأن يتراجع الإنتاج العام للحبوب هذه السنة إلى أقل من 40 مليون قنطار بسبب شحّ الأمطار، على أن تكون الوضعية أحسن نوعا ما بالمناطق الشرقية، في حال تساقطت الأمطار عليها بكميات مناسبة خلال ال 15 يوما المقبلة، مما قد يساعد على إنقاذ الموسم الفلاحي الذي انطلق هذه السنة في ظل ظروف مناخية استثنائية. وأضاف ممثل اتحاد الفلاحين بأن فترة الجفاف أثرت أيضا على باقي المنتوجات الفلاحية، بالنظر إلى استحالة الاعتماد على السقي التكميلي لري المساحات الزراعية الشاسعة، كما أثر الجفاف على الموالين أيضا، رغم الدعم الذي يتلقونه من المصالح المعنية. وبالموازاة مع مساعي اتحاد الفلاحين لإنقاذ الموسم، يقوم رئيس لجنة الفلاحة بالبرلمان سليمان سعداوي بزيارة ميدانية إلى عدد من الولايات الغربية لمعاينة الوضع عن كثب، بغرض الوقوف على حجم الخسائر والاحتكاك بالفلاحين للاستماع إلى انشغالاتهم، استعدادا لرفع تقرير مفصل إلى الحكومة يتضمن اقتراح تعويض المزارعين الذين تكبدوا خسائر فادحة بسبب شح الأمطار، موضحا في اتصال هاتفي معه خلال تواجده أمس بتيارت، بأنه طلب من نواب تلك الولايات النزول إلى الميدان والتقرب من الفلاحين لإحصاء الخسائر، حتى يذهب الدعم إلى مستحقيه، معلنا في ذات السياق، عن إطلاق استشارة بمشاركة خبراء في مجال الفلاحة للبحث عن الطرق الكفيلة بالنهوض بهذا القطاع الاستراتيجي، وتخليصه من التبعية للظروف المناخية، و أضاف بأنه وجه نداء إلى كافة المختصين في المجال لإعداد بحوث ودراسات حول كيفية تطوير مجال الفلاحة، سيتم رفعها إلى الحكومة لأخذها بعين الاعتبار، بغرض اتخاذ إجراءات استعجالية نظرا لحساسية الظرف. و أشار إلى أن فلاحي المناطق الغربية يعيشون حالة من القلق، وينتظرون من السلطة التنفيذية الإعلان الرسمي عن حالة الجفاف، لإيداع ملفات الحصول على التعويضات، مقابل ما تكبدوه من خسائر جسيمة، بغرض الاستعداد للموسم المقبل. الأرصاد الجوية تتوقع تساقط كميات معتبرة من الأمطار من جهة أخرى، تتوقع مصالح الأرصاد الجوية، تساقط كميات معتبرة من الأمطار خلال يومي الثلاثاء والأربعاء، ستخص المناطق الوسطى والشرقية، وستصل كمياتها الإجمالية إلى 40 ملم، مما قد يساعد على تدارك التأخر المسجل في تهاطل الأمطار في حال تحققت هذه التوقعات، وفق تأكيد مصدر من مصلحة الأرصاد الجوية، الذي أفاد بأن الاضطراب الجوي الذي سيخص منطقة الوسط والشرق خلال اليومين المقبلين سيأتي من اسبانيا مرورا بالمناطق الغربية، غير أن كميات الأمطار ستكون أوفر بالولايات الشرقية، التي يعول عليها الفلاحون لتحسين المردود الزراعي، وستكون تلك الأمطار مصحوبة برياح قوية ستتراوح سرعتها ما بين 40 إلى 60 كلم في الساعة، مع انخفاض محسوس في درجات الحرارة.