شحّ الأمطار يثير مخاوف الفلاحين بدأت المخاوف من أن يطال الجفاف الموسم الفلاحي الحالي تؤرق الفلاحين، الذين يعولون بالدرجة الأولى على ما تجود به السماء من أمطار، بسبب قلّة المساحات المسقية، في وقت أرجأت وزارة الفلاحة الإعلان عن حالة الجفاف، باعتبار أن موسم الزرع ما يزال مستمرا، ويمتد إلى غاية شهر جانفي المقبل. قال المكلف بالإعلام بوزارة الفلاحة، جمال برشيش، أمس الثلاثاء، في تصريح للنصر، بأن الوقت ما زال مبكرا للحديث عن موسم فلاحي جاف، باعتبار أن عملية زرع الأراضي الفلاحية مستمرة وهي تمتد إلى غاية شهر جانفي، رافضا إثارة قلق الفلاحين ازاء شح كميات الأمطار المتساقطة، مما دفع بالوزارة إلى الاستنجاد بقطاع الشؤون الدينية لأداء صلاة الاستسقاء، موضحا بأن الأمور ما تزال عادية، وأن قلة الأمطار المتساقطة على مختلف أنحاء الوطن، عوضتها النسبة المعتبرة للرطوبة التي حالت دون تضرر المحاصيل الزراعية، المنتظر جنيها خلال الأشهر القليلة المقبلة، لكنه دعا الفلاحين إلى الاعتماد أكثر على السقي التكميلي، والتقرب من التعاونيات الفلاحية للحبوب بغرض الحصول على العتاد اللازم، وتعويض كميات الأمطار الناقصة، علما أن التعاونيات تمنح آلات السقي للفلاحين مقابل مبالغ مالية، أو اقتطاع جزء من المحاصيل الزراعية، وهي طريقة اعتمدتها وزارة الفلاحة لتعميم الاستفادة من عتاد الري على جميع الفلاحين.وفي تقدير ممثل وزارة الفلاحة، فإن ارتفاع أسعار الخضر في الأسواق ليس مربوطا حتما بفترة الجفاف، وإنما بتسويق منتوجات لا تخص هذا الموسم، معبرا عن أمله في أن تتساقط الأمطار بالكميات المطلوبة قبل انقضاء موسم الزرع. بالمقابل، لم يخفِ الفلاحون قلقهم من تراجع كميات الأمطار خلال هذه الفترة مقارنة بسنوات سابقة، وبحسب مصادر من اتحاد الفلاحين، فإن الحبوب هي الأكثر تضررا من قلة الأمطار، وأن استمرار الوضع على ما هو عليه إلى غاية نهاية شهر مارس، سيؤدي حتما إلى الإعلان الرسمي عن حالة الجفاف ودخول مرحلة الخطر فيما يتعلق بإنتاج الحبوب على وجه الخصوص، مما يستدعي ضرورة اللجوء إلى السقي المحوري، خاصة بمنطقة الهضاب العليا، التي تعد أهم مورد للحبوب، إلى جانب أنواع عديدة من الخضر والفواكه، التي بدأت تتأثر بدورها من نقص الأمطار، بسبب اعتماد الفلاحين في تلك المناطق على الأمطار بدل السقي التكميلي. وبحسب مصادر من الفلاحين، فإن استمرار حالة الجفاف ستؤدي إلى تراجع إنتاج الحبوب الجافة بمختلف أنواعها، من بينها الشعير والقمح وكذا الخرطال الذي يستعمل كأعلاف للحيوانات، مؤكدين بأن الهضاب العليا الممتدة من الشرق إلى الغرب كلها معنية بحالة الجفاف، مع العلم أنها توفر نسبة 85 في المائة من كميات الحبوب التي تنتج سنويا، مما يرشح فاتورة استيراد الحبوب للارتفاع، رغم سعي الحكومة إلى تقليصها خلال السنوات الأخيرة، بالاعتماد على المنتوج المحلي، وسط مخاوف من أن يتأثر الموالون بدورهم من طبيعة الظروف المناخية التي طغت على أغلب الولايات، على اعتبار أن هذا النشاط يعتمد أيضا على الظروف الطبيعية.ومن جهته، يستبعد اتحاد التجار والحرفيين، تسجيل ارتفاع في الأسعار بسبب امتداد حالة الجفاف، على أساس أن الفلاحين يعتمدون على بدائل أخرى في الري على غرار المياه الجوفية والسدود، وفي تقدير صالح صويلح الأمين العام للتنظيم، فإن المنتوجات الزراعية متوفرة بالشكل الكافي، وأن مخزون البطاطا قادر على تغطية الطلب، كاشفا بأن الكميات التي أودعت بغرف التبريد بلغت 3.5 مليون طن، وسيتم تدعيمها بالكميات التي سيتم جنيها هذه الأيام، مما يرشح أسعارها إلى الإنخفاض بشكل محسوس خلال الفترات القادمة.