تأخر سقوط الأمطار يثير مخاوف الفلاحين «بوناطيرو» يطمئن و يتوقع بأن تكون السنة الحالية ممطرة عليوي : لا خوف على الموسم الفلاحي قبل 15 ديسمبر وزارة الفلاحة قلقة و تلجأ إلى السقي التكميلي كشف الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين محمد عليوي ، بأن تأخر سقوط الأمطار إلى ما بعد منتصف شهر ديسمبر، سيجعل قطاع الفلاحة يعيش مرحلة صعبة ، بسبب اعتماد جل الأراضي المزروعة على ما تجود به السماء . وأشار إلى أنه سبق و أن وجًّه مراسلة لوزارة الشؤون الدينية لإقامة صلاة الاستسقاء قبل أن تعلن هذه الأخيرة ، مساء أول أمس عن إقامتها عبر كافة المساجد غدا الجمعة. وأبدى عليوي تخوفه من تأخر سقوط الأمطار خاصة في هذا الشهر الذي يعرف لدى المختصين بأنه الأكثر غزارة من ناحية تساقط الأمطار، قائلا في تصريح للنصر، بأن الكميات القليلة التي تهاطلت على الجهات الغربية مؤخرا ، وعلى وجه الخصوص بالبيض وأدرار، تنفع المواشي فقط ، في حين أنها لن تغير كثيرا في وضعية مناطق الحرث المتمركزة على وجه الخصوص بتيارت وسيدي بلعباس وقسنطينة ، والتي تحتاج إلى كميات معتبرة من الأمطار بسبب انتشار زراعة الحبوب بمختلف أصنافها بهذه المناطق ، قائلا بأن بقاء أحوال الطقس على ماهي عليه إلى غاية 15 ديسمبر المقبل ، لن يمثل خطرا على قطاع الفلاحة ، " لكن إذا استمر الوضع إلى ما بعد منتصف الشهر المقبل ، مع اتساع رقعة الجليد ، سندخل حينها مرحلة صعبة بالفعل". وزارة الفلاحة أيضا قلقة من تراجع تساقط الأمطار، لكنها ترفض التهويل ، على اعتبار أن الأمل مايزال يحدو الفلاحين الذين أقبلوا على اقتناء كميات كبيرة من البذور والأسمدة فاقت بكثير الأرقام المسجلة الموسم الماضي ، وفق تأكيد جمال برشيش المكلف بالإعلام بالوزارة ، موضحا بأن تأخر سقوط الأمطار هو أمر واقع ، غير أن موسم البذر سيستمر إلى غاية جانفي المقبل ، " لذلك لا يجب فقدان الأمل ، لأن الأحوال الجوية قد تتغير في ظرف وجيز لفائدة الفلاح «. وأصر على أن البلاد لا تعيش حالة جفاف عكس ما يعتقده البعض ، ووزارة الفلاحة اتخذت كافة احتياطاتها ، من خلال دعوة الفلاحين لاستخدام وسائل السقي التكميلية ، بالنسبة للمنتوجات المتعلقة بالخضر والفواكه ، لتفادي تأثير نقص الأمطار على هذه المحاصيل . وهي تقوم أيضا بمنح الدعم لهؤلاء الفلاحين عبر التعاونيات ، بغرض الاستفادة من عتاد السقي بأسعار مدعمة، ويعتقد جمال برشيش بأن القطاع الذي ينتمي إليه لم يدخل بعد مرحلة الخطر، بسبب توقعات بتهاطل الأمطار بالكميات التي تكفي لسقي المساحات المزروعة. وعلى عكس تطمينات وزارة الفلاحة يشتكى الأمين العام للاتحاد الفلاحين محمد عليوي، من قلة وسائل السقي لدى الكثير من الفلاحين لذلك فهم يعتمدون بالدرجة الأولى على مياه الأمطار، كاشفا بأنه من مجمل 5 ملايير هكتار من المساحات المزروعة ، حوالي 750 ألف هكتار فقط تعتمد على الري التكميلي، وأن زراعة الحبوب التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه ، ماتزال تعتمد على ما تجود به السماء ، غير أن قيام بعض الفلاحين ممن لديهم الإمكانيات ، بتقليب الأرض خلال الصائفة من شانه أن يقلل من وطأة تأخر تهاطل الأمطار الموسمية، لأن ذلك سيسهل نمو البذور وعدم تعرضها للتلف ، في انتظار أن تتغير الأحوال الجوية وتعود الأوضاع إلى طبيعتها. مختصون يطمئنون ويقول الأستاذ لوط بوناطيرو المختص في علم الفلك وجيوفيزياء ، من جهته ، بأن المعطيات العلمية تؤكد بأن السنة الحالية هي ممطرة على غرار سنة 2003 ، وهي لا تشبه أبدا السنة الماضية التي قلَّ فيها تساقط الأمطار، واصفا الوضعية الجوية الحالية المتسمة بارتفاع درجات الحرارة مقارنة بمعدلها الفصلي مع قلة تساقط الأمطار بالعادية جدا ، بحجة أن ذلك مربوط بالدورة الشمسية التي تمتد عبر 11 سنة عاما ، التي يحدث خلالها تناوب بين الحرارة والبرودة، تماما كما يحدث هذه الأيام، متوقعا بأن تعود الأمور إلى طبيعتها، بدليل التغير التدريجي في أحوال الطقس، وأن تتهاطل الأمطار بغزارة على المناطق الشرقية على وجه الخصوص، قائلا بأن البلاد لا تعيش أبدا أوضاعا كارثية، وهي نفس التطمينات التي قدمها مصدر من مصالح الأرصاد الجوية رفض الكشف عن هويته، الذي أكد بأن الوضعية الجوية ستتغير خلال الأيام القليلة المقبلة، مفسرا الوضع الجوي الحالي بقدوم تيار محمل بالحرارة والرمال من الجنوب، متوقعا تساقط زخات من الأمطار في نهاية الأسبوع، وأن تتراوح درجات الحرارة ما بين 20 و22 درجة على السواحل ، وما بين 14 و22 درجة بالمناطق الداخلية.