يعاني سكان المناطق الجبلية لبلديات ايراقن، بن ياجيس، سلمى بن زيادة من متاعب و عزلة بعد تخلي المقاول الذي أسندت له أشغال وإصلاح و ترميم الطريق الجبلي الرابط بين هذه البلديات الجبلية إلى غاية قرية عين لبنة عن المشروع، حيث تمت متابعته قضائيا بسبب ذلك. معاناة سكان هذه المناطق حسبهم، تكمن في فساد الطريق و عدم صلاحيته حتى للمشي على الأقدام خاصة عندما تتهاطل الأمطار و تتساقط الثلوج بالسلسلة الجبلية الممتدة ما بين جبل بابور إلى غاية جبل بوحنش بتاكسنة، و هي المعاناة التي نقلها السكان إلى المنتخبين على مستوى هذه البلديات. لكن عجز البلديات على ضخ الأموال لإصلاح الطريق الاجتنابي دفعهم إلى الاستنجاد بالوالي و التركيز أساسا على إجبار المقاول المنسحب، إما بالعودة لإتمام أشغال إصلاح الطريق أو إلغاء الصفقة و البحث عن مقاول آخر لإتمام الأشغال. و ذكر السكان أن الوالي استجاب لهذا الانشغال بإحالة ملف المقاول على العدالة بعد أن رفض الاستجابة لعديد الإعذارات التي قدمت له، مبررا رفض مواصلة الأشغال إلى التهديدات الإرهابية، و هي التبريرات التي اعتبرها الوالي خلال جلسة لأعضاء المجلس الشعبي الولائي قبل يومين غير صحيحة بل مرفوضة لأن المنطقة آمنة و لا وجود للإرهابيين بها، حسب ذات المسؤول الذي استدل على ذلك بالعودة القوية لسكان هذه المناطق إلى مشاتيهم. و عبر المتحدث أمام منتخبي المجلس الذين أثاروا القضية عن إصرار الولاية على تفعيل الأشغال من خلال إسناد العملية لمقاول آخر من شأنه إنهاء معاناة السكان مع العزلة و تمكين المواطنين من التنقل إلى جيجل أو باتجاه ولايات سطيف و قسنطينة عبر ميلة، و أيضا استغلال القدرات الفلاحية التي تزخر بها هذه السلسلة الجبلية مثل تربية النحل و غرس الأشجار المثمرة و جني الفلين، و كذا تربية الحيوانات بعد أن استفادت مئات العائلات من حصة 4660 رأسا من الأبقار و الأغنام و الماعز، التي تم توزيعها على 1553 عائلة تقيم بالمناطق الجبلية و الريفية، ضمن برنامج المشاريع الجوارية للتنمية المندمجة من طرف صندوق التنمية الريفية بغلاف مالي قدره 210 ملايين دينار.