طاقم طبي سعودي ينجح في فصل التوأم "السيامي" الجزائري إكرام و سارة تمكن فريق طبي من الجراحين بقيادة وزير الصحة السعودي الدكتور عبد الله الربيعة، أول أمس الخميس، من إجراء عملية جراحية كللت بالنجاح في فصل التوأم السيامي الجزائري إكرام و سارة، و هي العملية التي جرت بمدينة " الملك عبد العزيز الطبية " بالرياض، بعدها قرر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز التكفل بهذا التوأم الجزائري الذي ينحدر من منطقة سيدي عيسى بولاية عنابة. و أعلن رئيس الفريق الطبي والجراحي المتخصص في عمليات فصل التوائم نجاح عملية فصل التوأم السيامي الجزائري سارة و إكرام، و التي مرت بتسعة مراحل، شاركت فيها فرق طبية من مختلف التخصصات ، تتشكل من 38 طبيباً وأخصائياً وفنيا و100 فرد من فرق المساندة اللوجستية، لتكلل هذه العملية بالنجاح، و يكون التوأم العنابي إكرام و سارة رقم 29 الذي ينجح الطاقم الطبي المختصص بهذه المدينة الطبية بالمملكة السعودية في فصله، لأن العملية الجراحية مرت بمراحل عديدة؛ حيث بدأت بعملية التخدير، ثم عملية منظار القنوات البولية، بعدها جاءت مرحلة الإعداد والتجهيز، وفي المرحلة الرابعة بدأت عملية الفصل وفتح الجِلْد بشكل تجميلي، بينما تم في المرحلة الخامسة فصل الأعضاء التناسلية والمثانة البولية والكلية الزائدة وإعادة زراعة الحالب في المثانة الرئيسية، وفي المرحلة السادسة تم فصل التوأم الطفيلي والتعامل مع العظام والحوض، و بعدها جاءت المرحلة السابعة والأخيرة بإعادة تأهيل الحوض والأنسجة والإغلاق بشكل تجميلي، ثم نقلت الطفلتان بعد انتهاء العملية إلى قسم العناية المركزة للأطفال في صحة جيدة. وأشار استشاري جراحات الأطفال الذي شارك في العملية إلى أن الفريق الطبي كان لديه تصور كامل عن مناطق اشتراك التوأم عن طريق الفحص بالأشعة المقطعية والأشعة الصوتية قبل العملية، حيث كان هناك اشتراك في الجزء السفلي من الأمعاء وفتحة الشرج تم التعامل معه بدقة، وكلتا الطفلتين تملك الآن جهازا هضميا كاملا وتم الفصل والتعامل معه بدون أي مشاكل. أما الطبيب المتخصص في المسالك البولية فقد أشار إلى أن العمل إرتكز على جانبين في عملية الفصل، حيث كان الاشتراك قليلا جداً، وهو عبارة عن اشتراكات في الجهاز التناسلي الخارجي، على العكس من العملية المتعلقة بالأعصاب و التي كانت معقدة قبل الوصول إلى العمود الفقري، حيث تم تحديد معالم العمود الفقري ليقوم بعد ذلك الطاقم الطبي بفتح القناة العظمية للعمود الفقري وتحديد السحايا الملتصقة بين الطفلتين، ثم فتح السحايا والاطلاع على النخاع الشوكي الذي كان متصلاً بين الطفلتين، وكان هناك بعض التقاطع بين الأعصاب المتجهة من إكرام إلى سارة، وباستخدام الأجهزة المتقدمة تم تحديد مصادر الأعصاب وتم فصل النخاع الشوكي تحت الميكروسكوب والمجهر الطبي. و كان والد التوأم السيد حسين بوخبرة المقيم في بيت قصديري بمنطقة سيدي عيسى بأعالي " الكورنيش العنابي "، قد صرح بان العائلة كانت على دراية مسبقة بأن الطفلتين ملتصقتين منذ فترة الحمل، و ذلك بناء على ما بينته الكشوفات " الإيكوغرافية "، لكنه لم يكن يتوقع أن تكون الحالة معقدة ، لتشرع بعدها الأسرة في البحث عن طريقة فصل الطفلتين، و قد تابع طاقم طبي من مستشفى إبن رشد الجامعي بعنابة بقيادة الدكتور بابوري ضيف الحالة الصحية للتوأم، لأن هذا الدكتور هو من أشرف على عملية الولادة بطريقة قيصرية ، و المتابعة الطبية بينت بأنه يجب أن يصل وزن التوأم إلى 9 كيلوغرام إخضاعه لعملية جراحية للفصل. هذا و كان فريق طبي متطوع مكون من عدة أخصائيين وجراحين بعيادة خاصة بعنابة قد أجرى في أواخر شهر ديسمبر الفارط عملية جراحية مستعجلة للتوأم ''سارة'' و''إكرام''، وتمت العملية بعد إجراء كامل الفحوصات على التوأم والتي بينت نتائجها حدوث بعض المضاعفات، من دون النجاح في الفصل الكلي لهذا التوأم الملتصق، مما أجبر الوالد الأصم و الوالدة الصماء على توجيه العديد من نداءات الإستغاثة بعدما أصبح حتميا لإخضاع التوأم لعملية جراحية بفرنسا أو السعودية، فكانت الموافقة من العاهل السعودي الذي تكفل بنقل التوأم إكرام و سارة و والديهما إلى المملكة السعودية في الثاني من شهر مارس الجاري، قبل أن تكلل العملية الجراحية بالنجاح، و هي العملية التي أعادت البسمة لعمي حسين و حرمه المصون، بعدما عاشا أياما عصيبة، لأن الفقر المدقق و إلتصاق التوأم جعلهما يطرقان جميع البواب أملا في التكفل بالعملية الجراحية. ص / فرطاس