استعملت الشركة البرازيلية المشرفة على إنجاز ملاحق الجسر العملاق بقسنطينة، تقنيات متطورة تستخدم لأول مرة في الجزائر، حيث تعرف وتيرة الانجاز تسارعا كبيرا مع اقتراب مواعيد التسليم شهري أفريل و جويلية المقبلين، رغم اصطدام الأشغال بعراقيل كضيق المواقع و الاختناق المروري و «عدم تفهم» المواطنين، الذين يعانون بسبب الورشة. زرنا أمس بعض الورشات التي تعرف انجاز ملاحق الجسر العملاق، بكل من الزيادية و حي كاستور و جنان الزيتون و شارع الصومام، و التي سيسمح تسليمها بالربط بين الطريق الوطني رقم 5 انطلاقا من حي بالصوف وصولا إلى حي الزيادية، و قد لاحظنا أن الأشغال تسير بوتيرة عالية، كما أن معالم هذه الأماكن تغيرت بشكل كبير، مقارنة بالمنظر الذي كانت عليه قبل أسابيع قليلة، بحيث تعرف الورشة تقدما معتبرا بعد استئنافها نهاية السنة الماضية عقب 5 أشهر من التوقف، و قد استعين فيها بعدد كبير من العمال، و تم تطبيق نظام العمل بالمناوبة، لمدة 20 ساعة يوميا، إضافة إلى استعمال تقنيات جديدة متطورة، حسب ما صرح به بعض المسؤولين على الورشات. فعلى مستوى مقطع الزيادية و الذي يعرف انجاز نفق بطول 90 مترا سيربط المنطقة مباشرة بالجسر العملاق، أكد المسؤول على الورشة بأن نسبة الانجاز فاقت 50 بالمائة، مشيرا إلى أن التسليم النهائي لهذه الملحقة سيتم خلال شهر جوان أو جويلية المقبلين، حيث أوضح بأن التقدم الكبير المسجل على مستوى الأشغال غير ظاهر للعيان، مؤكدا بأن النفق يشيد حاليا بتقنية متطورة تستعمل لأول مرة في الجزائر، من خلال إنجاز جدران و سقف النفق مباشرة تحت الأرض، ليتم فيما بعد إزالة التراب ليظهر النفق بشكله النهائي، موضحا بأن أكثر من نصف النفق أنجز في الوقت الحالي، كما أكد مسؤول الورشة بأن انجاز جدران الدعم و بعض المنشآت الفنية جار في نفس الوقت، خاصة أن الموقع سيربط أيضا سيدي مبروك بالزيادية. مسؤول ورشة الزيادية أكد أن الأشغال تصطدم بعراقيل عديدة مثل ضيق الموقع و الاختناق المروري الذي تتسبب فيه الحركة المرورية الكثيفة، إضافة إلى السلوكات «غير الحضارية» لبعض السائقين، و خاصة سائقي الفرود الذين يحتلون، حسبه، جزء كبيرا من الطريق غير آبهين بالأشغال و متسببين في تعطيلها أحيانا، كما تحدث عن «عدم احترام» المواطنين للتعليمات و الإرشادات التي يتم وضعها، حيث يحاول بعض الفضوليين الإطلاع على سير الأشغال مما قد يشكل خطرا عليهم، و أضاف محدثنا أن اضطرار الجهة المنجزة «أنراد غيتيريز» لتغيير مسار المركبات مع كل تقدم للأشغال، يعد من بين الأسباب التي تعرقل سير الانجاز، غير أنه طمأن بأن التسليم سيكون في الموعد. و تعرف منطقة كاستور تواصلا للأشغال، حيث تم تحديد المسار النهائي للطريق و وضع جدران الدعم، حيث أكد عمال بالورشة أن الأشغال على مستوى هذا الملحق ستنتهي خلال شهر أفريل المقبل، و على مستوى حي جنان الزيتون و جدنا العمال منشغلين بهدم السوق البلدي القديم و هي المنطقة التي ستمر عبرها الطريق الجديدة للوصول إلى شارع الصومام، و نفس الأمر بالنسبة للجسر الذي يتم انجازه بجنان الزيتون و الذي سيربط بين شارع الصومام باتجاه حي بوالصوف عبر الثكنة العسكرية، التي تم إزالة أجزاء كبيرة منها، و هي المقاطع التي ستسلم خلال شهر أفريل. يذكر أن الجسر العملاق أو جسر «صالح باي» دخل الخدمة بشكل تدريجي في جويلية 2014، بعد أن كلف مبلغ 40 مليون دينار و استعملت في إنجازه تقنيات حديثة و كميات قياسية من الاسمنت و الحديد، و باستكمال ملاحق هذه المنشأة الضخمة، سيظهر أكثر أثرها الكبير على سيولة حركة المركبات، خصوصا أنه سيربط بين عدة محاور بالمدينة.