إعتبر مدرب إتحاد عنابة نذير لكناوي الفوز الذي حققه فريقه على حساب وفاق القل بمثابة المنعرج الحاسم في مشوار «الطلبة» هذا الموسم، لأنه جاء بعد سلسلة من التعثرات، لكنه كان أفضل رد من اللاعبين على كل من شكك في قدرتهم على تجسيد حلم الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية. لكناوي أكد في هذا الصدد بأن إرادة اللاعبين كانت السلاح الوحيد الذي راهن عليه في هذه القمة، لأن ورقة التحفيزات المالية سقطت في الماء بعدما تعذر على المسيرين حل الإشكال الإداري المتعلق بتسريح إعانات السلطات الولائية، فكان رد التشكيلة كما أردف «جد إيجابي فوق أرضية الميدان، لأن التلاحم بين المجموعة طيلة فترات اللقاء جسد إستعادة الفريق للروح التي إفتقدها منذ إنطلاق مرحلة الإياب».إلى ذلك أشار لكناوي بأن أهم مكسب حققه إتحاد عنابة إثر هذا الفوز يكمن في تخلص اللاعبين من الضغط النفسي الرهيب الذي عاشوا على وقعه في الأسابيع الماضية، لأن تراجع النتائج سرب الشك إلى نفوس الأنصار، بخصوص قدرة فريقهم على تحقيق الهدف المسطر، إلا أن الروح القتالية التي لعبت بها المجموعة بددت حسبه «كل المخاوف، و أعادت الثقة التي كانت مفقودة بين اللاعبين و الأنصار». على صعيد آخر أوضح مدرب «الطلبة» بأن تراجع نتائج الفريق منذ إنطلاق مرحلة الإياب لم يكن سببه سوء التحضير في فترة الراحة، أو الغيابات الإضطرارية في التشكيلة، و إنما الظروف النفسية الصعبة التي عاشها اللاعبون، لأن عدم تلقي المستحقات المالية ألقى بظلاله على الأجواء السائدة وسط المجموعة، فضلا عن مشكل ضغط المحيط الخارجي، بالحديث المسبق عن الصعود، و دخول اللاعبين مبكرا في أجواء إحتفالية مع جماعات المناصرين، الأمر الذي إنعكس بالسلب على الفريق بمجرد أول تعثر بعنابة ضد تقرت. من هذا المنطلق أكد لكناوي بأن الفوز على القل يكتسي أهمية كبيرة من الناحية البسيكولوجية، و التواجد في الصدارة يحتم علينا كما أضاف « تسيير ما تبقى من المشوار بمزيد من الثقة في النفس، لأننا نحوز على فارق نقطتين كهامش مناورة، من دون مراعاة باقي الرزنامة، و إستقبالنا للمنافسين المباشرين إتحاد بسكرة و مولودية قسنطينة، لأن الحديث عن هذه الحسابات سابق لأوانه، و تفكيرنا منصب حاليا على اللقاء القادم ضد شباب حي موسى، كوننا نسعى للبقاء في الريادة إلى غاية نهاية الموسم». من الجهة المقابلة فقد تعذر على الطاقم المسير تجسيد الوعود التي كان الرئيس محمد الهادي كروم قد قدمها للاعبين بخصوص مستحقاتهم العالقة، لأن ضخ إعانة الولاية المقدرة ب 1.5 مليار سنتيم في رصيد النادي تأخر إلى غاية مطلع شهر مارس، بسبب إجراءات إدارية بحتة، و عليه فقد وعد مسيرو الإتحاد لاعبيهم بتسديد الشطر الثاني من منحة الإمضاء، و المتمثل في نسبة 25 بالمئة من إجمالي القيمة المالية المتفق عليها، و هذا يوم الأربعاء القادم، مما يعني بأن «الطلبة» سيتنقلون إلى جيجل بمعنويات مرتفعة.