الجزائر خسرت تأشيرة التأهل وربحت فريقا وصف المدرب الفرنسي المعروف كلود لوروا المشاركة الجزائرية في مونديال جنوب إفريقيا بالمشجعة، موضحا في حوار خص به النصر بأن الجزائر وإن خسرت تأشيرة التأهل إلا أنها ربحت فريقا يعد بمستقبل واعد . وقال المدرب الملقب بثعلب إفريقيا بأن الخضر شرفوا الكرة الإفريقية، وأبانوا عن قدرات كبيرة ومهارات عالية، معتبرا الهاجس الأكبر للأفناك عقم القاطرة الأمامية، مستدلا في ذلك بعدم توقيع أي هدف في ثلاث مباريات.لوروا تحدث كذلك بمرارة كبيرة على الخروج المبكر للديكة وكذا حامل اللقب المنتخب الإيطالي، ما فتح المجال واسعا برأيه لممثلي القارة الأمريكية للهيمنة على هذه الدورة والظفر بتاجها الذي لن يفلت من أيدي البرازيليين أو الأرجنتينيين على حد تعبيره. *ما هو تقييمك للمشاركة الجزائرية في مونديال جنوب إفريقيا؟ أعتقد بأن المنتخب الجزائري لم يخيب الآمال كما يتصور البعض، ولو أنه كان بإمكانه تحقيق الأفضل والذهاب بعيدا في هذه الدورة. أرى كذلك بأن الهزيمة الأولى أمام سلوفينيا أثرت بشكل كبير على معنويات اللاعبين، وحدت من طموحات الفريق الذي خاض مباراة بطولية أمام انجلترا وجانب الفوز، والأكثر من ذلك أظهر حالة من النضج وإمكانيات لا يستهان بها. أما اللقاء الثالث أمام منتخب أمريكا فلا يمكن للجزائريين أن يقدموا أكثر مما قدموه لعديد الأسباب، منها الإرهاق،نقص اللياقة البدنية لبعض الركائز،غياب صاحب اللمسة الأخيرة وكذا الحظ، دون أن ننسى التحكيم " الذكي " للبلجيكي الذي تجاوزته الأحداث. *لكن البعض من التقنيين انتقدوا خيارات المدرب وحملوه مسؤولية الإقصاء؟ قد يتحمل المدرب سعدان جزءا من المسؤولية، لكن هناك اعتبارات أخرى ساهمت في خروج "الخضر" من المونديال بنقطة يتيمة ودون توقيع أي هدف، ولعل أبرزها العقم الهجومي الصارخ الذي ظل يلاحق الفريق منذ كان 2010، في ظل غياب مهاجمين من الطراز العالي، إلى جانب بعض الثغرات والسلبيات على مستوى الخط الخلفي، وثقل وسط الميدان. لكن الخطأ الكبير الذي يحسب على المدرب الجزائري عدم تعزيز قائمة ال23 بأكبر عدد من المهاجمين كونه اكتفى بثلاثة فقط . ورغم ذلك لا يجب أن نحمله مسؤولية الإخفاق، بقدر ما يجب توجيه اللوم إلى بعض العناصر التي لم تقدم ما كان منتظرا منها. *وما هي الخلاصة التي خرجت بها من المشاركة الثالثة للخضر في المونديال؟ بكل موضوعية أقول بأن الجزائر غادرت المونديال برأس مرفوعة، لأنها أظهرت وجها طيبا وأبدت مقاومة كبيرة أمام الانجليز والأمريكان، وشخصيا خرجت بقناعة واحدة وهي أن هذا المونديال كان فرصة لاكتشاف منتخب شاب تمتزج فيه الروح الإبداعية والطموح في حمل المشعل، ما يجعلني أجزم بأن الجزائر حتى وإن لم تمر إلى دور الثمانية إلا أنها كسبت فريقا قويا له كل المستقبل أمامه. *ما دام الخلف موجود كيف تتصور مستقبل الكرة الجزائرية؟ أنتظر مستقبل واعد لهذا المنتخب الذي بإمكانه حمل مشعل الكرة الجزائرية في المحافل والمواعيد الرسمية القادمة. فهذا الجيل من اللاعبين قد يكون له شأن عظيم بداية من نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012، والتي ستكون بكل تأكيد محطة للإقلاع وبلوغ نهائيات مونديال 2014 بنفس قوي وطموحات متنامية في الظهور بمستوى أحسن وأرقى، وبالمرة قطف ثمار عمل أربع سنوات. وعليه لا خوف على الكرة الجزائرية في وجود مهارات و فرديات على شاكلة بودبوز، مصباح، قادير، بلحاج، بوقرة ومطمور، دون أن أنسى اكتشاف المونديال الحارس مبولحي .لكن يجب التركيز على نقطة أساسية وهي ضرورة المراهنة على عامل الاستقرار في شتى الجوانب لبناء فريق كبير. *على ذكر الاستقرار هل أنت مع بقاء أو رحيل الناخب الوطني رابح سعدان؟ رغم الانتقادات التي تعرض لها، أعتبر بقاء المدرب سعدان ومواصلة مهامه يصب في مصلحة الكرة الجزائرية، لأن رحيله قد يحدث انكسارا على مستوى التشكيلة وحتى العمل التحضيري، سيما وأن تصفيات كان 2012 على الأبواب. ما هو أكيد أن مصلحة المنتخب تستدعي المراهنة على الاستقرار سواء في التعداد أو في العارضة الفنية. وأرى بأن مطالب البعض بتنحية سعدان قد تكون من باب الغضب على نتائج المونديال ليس إلا. *ما دمنا نتحدث عن المونديال ما هي قراءتك لخروج حامل اللقب ووصيفه؟ في الحقيقة هي نتيجة حتمية لسياسة أثبتت فشلها في سالف الأعوام. فالفرنسيون دفعوا ضريبة الصراعات الداخلية والإيطاليون كانوا ضحية مواصلة الاعتماد على جيل من اللاعبين لم يعد باستطاعتهم مواكبة الكرة الحديثة، لذلك الفريقان خيبا الظن وغادرا المونديال من البوابة الخلفية، ولو أنني لم أكن أنتظر الإقصاء المر للأزوري بقدر ما كنت أتوقع حدوث مهزلة فرنسية .