ثلاثة جوائز والبقية تأتي قال المخرج ميلاط صلاح الدين أنه لم يخرج عن نطاق المألوف في الطرح الفني لأفكاره التي أنضجت مسرحية "رسالة إنسان" وكان يرى أن أي معالجة لقضية ما لابد أن يتوجها بجملة من الأفكار حتى يهيىء الأرضية لتجسيد عمله الفني ويقتنع بالقراءة التي تحملها رسالته. وحسبه فإن المبدأ الذي أنطلق منه في هذه المسرحية هو تحقيق البعد الإنساني من خلال النظر بعمق للجوهر الذي غيبته الحقيقة.. وكان ميلاط يتحدث بشغف عن عمله هذا الذي نال به ثلاثة جوائز في ثلاث مهرجانات مختلفة عززت مكانته والفرقة المسرحية التي أسسها على الساحة الفنية مؤكدا أنه حقق الأهم رغم أن المشوار لازال طويلا أمامه. وأوضح في دردشته مع النصر لحظات قبل بداية العرض أن رسالته هي موجهة للانسانية جمعاء، بإسقاطات إنسانية سياسية اجتماعية وبشكل أدق المعاناة التي تفاقم بها الجرم والآلم، وقد تصورها في الحياة اليومية للإنسان. وحسبه فإن لا يرى أي حرج في تعرية الواقع من أجل الوصول إلى الحقيقة المغيبة أو المقبورة في الظلام، وقد أعتمد في العرض على الإيحاءات ليترك البقية لجمهور القاعة. وعن تجربته كفنان، قال إنه مقتنع بالدور الذي يؤديه سواء على الخشبة أو على مسرح الحياة، مضيفا أنه مؤمن بأن ما يقوم به هو جزء صغير مما يقوم به بقية الناس كل في موقعه، وقال أن الفنان حامل رسالة ينتظر منه الجميع إيصالها بأي صيغة المهم أن يثبت وفاءه وإخلاصه. وبخصوص رأيه في الحركة المسرحية بالجزائر قال أنه لا يستطيع الآن الحكم على مسار المسرح ولكن هذا يأتي مع الوقت خاصة وأنه في بداية المشوار حيث يركز اهتمامه على تقوية علاقته بالمسرح من خلال الحفاظ على الحضور الدائم والتواجد في قلب الأحداث، مبديا تفاؤله بالتنائج التي تحققت والتي أرجعها لنضاله وسعيه الدؤوب لتحقيق غاياته. للإشارة فإن فرقة مسرح مرايا خرجت إلى الوجود بعد معاناة طويلة، وصراع لإثبات الذات، حيث واجه الفنان الشاب ميلاط صلاح الدي صراعا شرسا من لدن منافسين، حيث كان يأمل تأسيس ورشة للمسرح بجامعة منتوري ولكن لقي عراقيل كثيرة، فتحول إلى المسرح الجهوي ليجد نفس العقلية تعشعش على خشبة هذا الصرح العتيد الذي يحتكره الحرس القديم، ليستقر في الأخير في فرقة مسرح مرايا حيث جمع حوله مجموعة من الشبان يشتركون معه في الرؤا والتطلعات. ع مرزوق