تجميد عطل أعوان الرقابة وقمع الغش إلى ما بعد عيد الفطر طمأن وزير التجارة بختي بلعايب، أمس الأحد، بأن شهر رمضان سيمر في ظروف عادية، في ظل وفرة مختلف المواد الاستهلاكية واستقرار الأسعار، داعيا إلى إطلاق حملة ضد التبذير، الذي بلغ حسبه مستويات غير معقولة، منتقدا بشدة عدم وجود هيئة للكشف عما إذا كانت المواد الاستهلاكية المستوردة من الخارج حلال، «رغم أننا في دولة تدين بالإسلام». وأعلن الوزير خلال تنشيطه لليوم الوطني حول جهاز مراقبة الأسواق خلال موسم رمضان والاصطياف، أن مراجعة هوامش ربح منتجي مادتي الخبز والحليب يتم دراستها حاليا، متوقعا التوصل إلى حلول مرضية قريبا، موجها تعليمة إلى مصالح البلديات لإعادة فتح الأسواق الجوارية التي شيدت ولم تستغل لحد الآن، مبديا استعداده لإعادة تفعيل اللجان المشتركة مع الدرك والأمن لقمع الغش، والحد من الجرائم الاقتصادية، والجنح التجارية التي استفحلت بشكل مثير للانتباه، مكلفة الخزينة العمومية خسارة طائلة بالعملة الصعبة. من جانبه، أعلن اللواء عبد الغني هامل، المدير العام للأمن الوطني، الذي حضر افتتاح اللقاء، عن استعداد مصالح الأمن لتجنيد كل الوسائل المادية والبشرية خلال الشهر الفضيل، ومساعدة وزارة التجارة في أداء مهامها، في حين طالب وزير التجارة بتكوين أعوان الرقابة لفضح بعض التجاوزات، من بينها عدم تخفيض أسعار المواد المستوردة رغم تراجع أسعارها في السوق العالمية، فضلا عن أهمية استحداث جهاز للتأكد من المنتوجات «حلال»، قائلا: « لا يمكن تصور دولة تدين بالإسلام وليس لديها هذه الوسيلة».واستبعد ممثل الحكومة إمكانية تحسين أجور أعوان الرقابة، وذلك في رده على انشغال أحد المسؤولين الولائيين، الذي طالب بتحصينهم من الرشوة، التي قال عنها بأنها تشتد في رمضان، حيث اكتفى الوزير بإعلان إمكانية مراجعة القوانين الأساسية الخاصة بهم، رافضا النظر إليهم جميعا كمرتشين وفاسدين، مستغلا الفرصة للدعوة لإطلاق حملات تحسيسية ضد التبذير وتحفيز العائلات على الاستهلاك العقلاني، وكذا للحد من التسممات الغذائية التي تحدث خلال الحفلات العائلية. ضخ كميات كبيرة من اللحوم والحليب والحبوب لضبط الأسعار وكشف من جانبه مدير ضبط السوق بوزارة التجارة في عرض مفصل، عن تدعيم السوق بكميات معتبرة من المواد واسعة الاستهلاك، بالتنسيق مع هيئات ضبط السوق، إذ سيتم توزيع 13 ألف طن إضافية من اللحوم البيضاء، حوالي 3000 طن عبارة عن لحوما مجمدة، إلى جانب كميات أخرى من اللحوم الحمراء من بين 4000 طن توفرها مؤسسة «برودا»، و4680 طنا يجلبها الخواص، مع تجنيد 694 موزعا خاصا لضمان تموين السوق بمادة الحليب، كما يتولى الديوان المهني للحبوب تزويد السوق بالكميات المطلوبة، على غرار مادتي الحمص والأرز، إذ تم إعداد مخزون هام تحسبا لشهر رمضان، فضلا عن توجيه تعليمة لمحاربة التهاب الأسعار، من خلال توسيع الأسواق الخاصة، بالتنسيق مع الولاة الذين دعاهم وزير التجارة لتوفير الفضاءات المناسبة لإقامة هذه الأسواق، فضلا عن إطلاق حملة تجاه المواطنين للحد من ظاهرة تخزين المواد الغذائية، لتجنب ارتفاع الأسعار، مع توسيع الحد الأدنى للمداومة خلال أيام العيد إلى نسبة 30 في المائة، في وقت أكد الوزير على ضرورة تحديد نوعية المحلات الملزمة بالمداومة. ومن بين تدابير وزارة التجارة تحسبا للشهر الفضيل، تجميد عطل أعوان الرقابة وقمع الغش إلى ما بعد عيد الفطر، مع إلزامهم بالعمل خلال عطلة نهاية الأسبوع، وتتوقع وزارة التجارة تسجيل ارتفاع طفيف في الأسعار في بداية رمضان، لتعود الأمور إلى طبيعتها.