سأتقاعد من التعليم للتفرغ لتشيكوف و "الملقى" اعتبر المخرج و الممثل المسرحي بومدين بلة بأن المسرح الجزائري أثبت قدرة ممثليه على إعادة إحياء و بعث اللغة العربية على الخشبة، و ضحد مبررات الدعاة للغة ثالثة، لأجل الحد من عزوف الجمهور. المخرج و هو أيضا رئيس تعاونية «الملقى» لولاية تندوف و عضو مؤسس بمسرح النسور، قال للنصر بأن الأعمال المسرحية الجديدة سواء المنتجة في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية أو قبلها و المعتمدة على نصوص باللغة الفصحى حققت نجاحا مهما، عكسه التجاوب الكبير للجمهور المتعطش لأعمال راقية، مشيرا إلى التحدي الذي رفعه ممثلون شباب لأجل الحفاظ على المستوى الراقي للفن الرابع. محدثنا ذكر بأن نضالهم لأجل الحفاظ على مكانة لغة الضاد على الركح بدأ منذ الثمانينيات حيث تحدى و مجموعة من المسرحيين الهواة دعاة إيجاد لغة ثالثة للمسرح بحجة أن الجزائريين لا يتقنون لغة الضاد و قدموا عملا نال الإعجاب حينها و حفزهم على التمسك برأيهم، مضيفا بأن غيرتهم على اللغة اشتدت بعد متابعة فيلم الرسالة لمصطفى العقاد الذي غاب فيه الممثلين الجزائريين لما يروّج عنهم من عدم إجادتهم للغة الفصحى، مما جعل عناصر فرقتهم بمسرح النسور يكثفون عروضهم في هذا الاتجاه. و بخصوص مشروع «الملقى» قال الفنان الذي شارك مؤخرا كممثل في مسرحية «هذا هو بيتي» للمخرج جواد الأسدي و كمخرج عرض «الحافظ أبي راس الناصري المعسكري»، بأن الفكرة بدأت بتشكيل فرقة مسرحية عام 1987، تحوّلت فيما بعد إلى جمعية فتعاونية مسرحية، مؤكدا بأن الفضل في استمرارها راجع للحماس الذي غرسه فيه الراحل محمد بن قطاف بمبادرته المتميّزة أيام مسرح الجنوب، حيث جعل من قاعة سينما مهملة بتندوف فضاء للقاء شهد زيارة أسماء أدبية و مسرحية و سينمائية عديدة منهم رشيد بوجدرة، سليمان جوادي و الإعلامي محمد شماني و المخرج علي عيساوي و غيرهم،و اليوم هو بصدد تنظيم لقاء فني سيجمع ثلة من الممثلين الشباب الذين كان لهم حظ المشاركة في أعمال مسرحية منتجة في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، خاصة زملائه في مسرحية هذا هو بيتي إلى جانب ثلة من الشعراء و الأدباء. بومدين بلة أستاذ اللغة الفرنسية المولع بأب الفنون، قال بأنه على أبواب التقاعد من مهنة التدريس، و سيكرّس وقته لتجسيد المشاريع المسرحية التي حال انشغاله بمهنته دون تحقيق الكثير منها، خاصة تلك المقتبسة من روايات و نصوص كتابه المفضلين ذكر منهم على سبيل المثال سامويلبيكيت الذي جسد له عملين «نهاية اللعبة» التي تحصلت على جائزة أفضل عرض متكامل سنة 2000خلال تظاهرة المسرح الممتاز و كذا مسرحية «في انتظار قودو»المنتجة في 2007و التي لاقت نجاحا كبيرا حسبه. و من المؤلفين العالميين الذي يعكف على تحضير عروض مقتبسة من أعمالهم المسرحي الروسي أنطون تشيكوف و الذي انطلق بلة رفقة زميله الشاعر عبد الله الهامل في وضع الخطوط الأولى لعرض مقتبس من نص «أغنية التم «الذي أكد بأنه سيلخص من خلاله أهم المحطات التي مر بها المسرح. و للتذكير فقد سبق لبومدين بلة الظهور في أعمال تلفزيونية من مسلسلات و سكتشيت و برامج ترفيهية منها مسلسل «فرسان الأهقار»، و الكاميرا الخفية «الطاكسي المجنون»، بالإضافة إلى العديد من العروض المسرحية منها «ثرثرة»، «ابن الرومي في مدن الصفيح»، «في انتظار قودو»،»السهل الممتنع»، الحافظ أبي راس الناصري» و «اللعبة الأخيرة».