"هكذا تكلم الشيخ بوطاجين" تصالح شعري مع السرد صدر مؤخرا ديوان شعري جديد للكاتب نصير معماش تحت عنوان «هكذا تكلم الشيخ بوطاجين» و يتضمن مجموعة من القصائد تتناص و تحاكي التجربة السردية لسعيد بوطاجين و تم نقلها في قالب شعري مليء بهموم الأدب و الأفكار التي ناقشها بوطاجين في كتاباته وإبداعاته. العنوان، كما قال الكاتب للنصر، مستوحى من عناوين عالمية معروفة، على غرار «هكذا تكلم زرادشت» و «هكذا تكلم الشعر»، إذ أنه و في نصه الجديد حاول أن يستنسخ تجربة عالمية، ليشكر من خلالها عبر الشعر، السعيد بوطاجين الذي أثر فيه عندما كان شابا فتيا و ساهم في بلورة معارفه الأدبية. الكاتب نصير معماش بيّن بأن ديوانه الشعري صدر بعدما تعرف على تجربة السعيد بوطاجين السردية، من خلال قصصه ومقالاته و حتى بعض ترجماته للنصوص، فاكتشف جانبا شعريا جميلا يبرز ضمن كتابات الكاتب الجزائري الكبير و هو ما جعله يفكر في نقل نصوص السعيد بوطاجين من السرد إلى الشعر. القصائد لم تخل من ألق فلسفي، حاولت محاكاة نظرة و تجربة السعيد بوطاجين، في ما تعلق بماهية الحضارة والحداثة، فمدحت العودة إلى الوطن، حيث «يعتمر الشيخ في قصائده عباءته و يسبح فوق التراب»، وهذه رمزية الحداثة عند السعيد بوطاجين وهي العودة إلى التراب والأصل. كما قام الشاعر بعملية تناص مع كل إبداعات السعيد بوطاجين، على غرار اللعنة عليكم جميعا ، حذائي وجواربي وأنتم مواساة الرجل الميت، وغيرها من الأعمال التي أثرت المكتبة الجزائرية، أين اعتبر نصير معماش بأن التناص ما بين الشعر و النص السردي، موجود منذ القدم، لكن آلياته تطورت، لذلك فكر في محاكاة السعيد بوطاجين، لأنه شيخ له تجربة و القصائد تنقل أفكاره. الكاتب يرى بأنه من الضروري تكريم الكتاب الجزائريين في حياتهم، و من خلال كتابة ديوانه الشعري عن تجربة السعيد بوطاجين، قام بتكريم رمزي له و حاول أن يقول شكرا على الجهود الكبيرة التي قدمها للأدب الجزائري و للأدباء. وحث نصير معماش على إحداث القطيعة مع التنكر لكتابنا الكبار، من خلال عدم شكرهم و الثناء عليهم في حياتهم، لأن ذلك يساهم في إحداث قطيعة كبيرة وشرخ بين الأجيال، فعلى كل جيل أن يشكر و يثمن ما قدمته الأجيال المؤسسة التي علمته،على حد تعبيره. معماش أكد بأن التجربة لن تنتهي عند السعيد بوطاجين، حيث سينقل أحاديث و كلام وجوه ثقافية جزائرية أخرى، حيث يعكف حاليا على نقل تجربة زهور ونيسي ووضعها في قالب شعري.