استخراج تابوت حجري من العهد الروماني بأعالي حي "الفوبور" بقسنطينة استخرج، أول أمس، مختصون في علم الآثار تابوتا حجريا من الحقبة الرومانية كان مدفونا أسفل ملكية خاصة بحي "الفوبور" بقسنطينة، في حين أفاد المكلفون بالعملية أن الموقع عبارة عن مقبرة شاسعة. و ذكرت الأستاذة وافية عادل، الباحثة من المعهد الوطني للبحث في علم الآثار، و المشرفة على العملية مع فريق مختص في العمارة الجنائزية، بأن الآثار منتشرة بشكل كبير على مستوى مدينة قسنطينة، مشيرة إلى أن العثور عليها استمر لوقت طويل دون أن تكتشف مقبرة على مستوى المدينة، إلى غاية العثور على التابوت الحالي، الذي أماط اللثام عن مقبرة واسعة تضم عددا كبيرا من القبور التي يعود تاريخها إلى الحقبة الرومانية بالمدينة، و تقع بأعالي حي الأمير عبد القادر، المسمى ب"الفوبور"، في منطقة تشبه التل تطل على مدينة قسنطينة المبنية على الصخر العتيق، ما يشير إلى احتمال أن عدد السكان كان كبيرا في تلك الحقبة، أو إلى أن المقبرة استغلت على مر عصور متعاقبة. و أضافت محدثتنا بأن التابوت المستخرج عثر عليه من طرف مواطن، عندما كان بصدد القيام بأشغال داخل ملكية خاصة به، حيث أشارت إلى أن الدراسة ستستمر على مستوى الموقع، الذي حُددت فيه أماكن التوابيت الأخرى، موضحة بأنه يضم نقوشا لأقنعة أسطورية و فواكه من الحقبة الرومانية، فضلا عن أنه يتكون من الحوض و الغطاء الحجري، حيث وُجد مغلقا، على عكس التوابيت الأخرى التي اعتاد الباحثون العثور عليها مفتوحة، نتيجة تعرضها لمحاولات سرقة محتوياتها على مر الحضارات المختلفة، بعد الاعتقاد بوجود كنوز بداخلها، فيما نبهت بأن فريقها سيطالب بتصنيف المقبرة، حتى يتم حمايتها في إطار القانون المتعلق بحماية التراث الثقافي. و أكدت الباحثة بأن فريقها واجه صعوبات مع سكان الحي عند استخراج التابوت المصنوع من الكلس، بسبب فضولهم و محاولتهم معرفة ما يوجد بداخله، فقد ظن الكثير منهم، حسبها، بأنه يحتوي على قطع نقدية ذهبية أو مجوهرات، في حين أبت محدثتنا أن تكشف لنا عما يوجد بداخل التابوت أو عن معنى النقوش التي يحملها، مشيرة إلى أن الإعلان عن ذلك سيكون بعد الانتهاء من الدراسة و تحويل القطعة الأثرية إلى متحف سيرتا الجهوي، فيما لاحظنا من خلال الصور التي تحصلنا عليها، بأن التابوت يضم نقشا لرأس ثور و كأس مملوءة بالعنب و وجه امرأة على الجانب الأيمن، يرجح أن يكون لآلهة رومانية، إضافة لأشكال أخرى. من جهة أخرى، نبهت الباحثة إلى أن الحجارة الضخمة المعثور عليها بمشروع المكتبة الحضرية بشارع زعموش، عبارة عن أساسات لبوابة حجرية لمدينة سيرتا في العهد النوميدي، قام صالح باي في العهد العثماني بنقلها إلى مكان آخر تاركا الأسس، حيث أشارت إلى أنها ستهيأ و تترك بالمكان حتى يشاهدها زوار المكتبة بعد الانتهاء من المشروع.