نجوى كرم تنثر الغزل و الحماس بقاعة أحمد باي بقسنطينة أطربت النجمة اللبنانية نجوى كرم سهرة أمس الأول، جمهور قاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة، فلم يتمكن المعجبون بفنها من استعادة أنفاسهم بين كل أغنية و أخرى لشدة حماسهم و تجاوبهم بالرقص مع الإيقاعات الخفيفة و صوتها الجبلي القوي و مواويلها العذبة التي لم تكف عن مغازلة مشاعر عشاقها بكلماتها. نجوى كرم التي خطفت الأنظار بإطلالتها بفستان أنيق أظهر قوامها بشكل ساحر، ارتجلت رفقة عازف الساز أغنية لقسنطينة «شو ها الليلة» ، تحت الهتافات و الزغاريد، و أهدت جمهورها في ثاني ليلة فنية توّقعها بالجزائر بعد حفل مهرجان تيمقاد الدولي، سهرة راقية بعبق فلكلور بلد الأرز، على إيقاع الدبكة اللبنانية، صانعة الفرجة مع قارع الطبل و مشعل الحماس بفرقتها المتكونة من 11عازفا و مؤديين، نجحوا في خلق أجواء الفرح بمجرّد صعودهم على الركح، متداركين بذلك تأخر انطلاق الحفل إلى غاية الساعة الحادية عشر ليلا، خاصة و أن رئيس الفرقة و عازف الكمان أنطوان الشعك أبدع في جذب الأسماع بمعزوفاته الرائعة. نجمة السهرة الرابعة لسلسلة العروض الفنية العربية و العالمية الخاصة بالصيف، المنظمة من قبل الديوان الوطني للثقافة و الإعلام، اختارت و فرقتها استهلالا نغميا رحبت من خلاله و على طريقتها بجمهورها، حيث شدت «طلي علينا بشمسك»، قبل أن تعبر عن أملها بالعودة للجزائر مجددا. و وجدت أغلب أغاني الفنانة الراسخة في الأذهان، مكانا لها في سهرة أمس الأول، حيث استعادت أنغام من مختلف ألبوماتها القديمة و الجديدة منها» الحبايب» و «شمس الغنية»، و التي غنت فيها للحب و الوطن و الليل و كذا ألبومها «ها الليلة ما في نوم» التي رددها معها الحضور بصوت واحد، مثلما ردد الكثير من المقاطع الأخرى التي فضلت تقديمها في شكل كوكتيل متسارع، برزت فيه أغاني»شو ها الحلا»، «عاشقة»، «ندمانة»، يا بيي»و غيرها من الأغاني الكثيرة التي كانت تسبقها بمواويل صادحة أهمها «يا ميجانا» و «غزال». متعة الطرب اشتدت في آخر الحفل، حيث استسلمت الفنانة للإيقاع الجميل و رقصت بأناقة مع عازفي الإيقاع الذين التفوا حولها بكل انسجام. حتى و إن لم تمتلئ قاعة أحمد باي عن آخرها، عكس السهرات الفنية الموقعة من قبل نجوم الأغنية العربية و العالمية، فإن جنبات الركح اهتزت لوقع خطوات الراقصين نساء و رجالا لأكثر من ساعة و نصف من الزمن، قدمت خلالها النجمة أجمل ما غنت في مشوارها البارز. الملفت في حفل نجوى كرم انشغال الكثيرين بالتقاط صور سيلفي مع الفنانة، و لو عن بعد، لعدم ترك أعوان الأمن المعجبين يقتربون من الركح، كما حوّل البعض الفضاء خلف مقاعد الصفوف الأولى إلى حلبة لتعلّم الدبكة اللبنانية. مريم/ب /تصوير شريف قليب نجوى كرم في ندوة صحفية لو لم أحترف الفن لالتحقت بالجيش قالت المطربة اللبنانية نجوى كرم، أمس الأول بقسنطينة، بأنها لو لم تحترف الفن لالتحقت بصفوف الجيش، تعبيرا عن انتمائها السياسي. و في ردها على سؤال للنصر خلال ندوة صحفية مقتضبة نشطتها لحظات قبل صعودها إلى ركح قاعة أحمد باي لإحياء حفل ساهر، قالت الفنانة بأن انتماءها السياسي كان و سيبقى دائما للجيش الذي لا تتحكم فيه، حسبها» لا طائفية و لا ملة و لا صنف و لا نوع، بل يدافع عن كل شبر بأرض بلده». بخصوص الأحداث الدامية التي تشهدها مختلف دول العالم، عبرّت النجمة عن حزنها و استغرابها لما يجري في العالم من شر، متسائلة كيف للبشر أن يضيعوا فرصة الحياة الجميلة و نعمة الهدوء و السلام، بسبب الجشع و حب الاستيلاء على الأراضي و التفنن في الاستيلاء على عقول الناس و الدول بالسياسة:»لا أحد يحب الشر أو رؤية العالم مدمرا، و سماع بارود أو مشاهدة دخان أو النيران»، مضيفة بأنها كنجوى الإنسانة، تحب الخير و تسعى لزرع الفرح، معلّقة:» 80 سنة من عمر الإنسان لا تكفي للاستمتاع بالدنيا، فكيف ينشغل الناس في الأمور السيئة و الجشع و حب الظهور والاستيلاء على الأراضي و السياسة التي تسيطر على عقول الناس و الدول». و أردفت نجوى كرم قائلة بأن لحظة الفرح لم تعد متوفرة باستمرار و الأشخاص ملوا المآسي و الأحزان، معتبرة بأنه من واجب الفنانين الحرص على صنع الفرح، حتى لو كان فيه تباين و تدني في المستوى الفني، إلا أنه يبقى، مثلما أكدت، أفضل من الشناعة التي يشهدها العالم العربي من انفجارات و دموية. و أشادت الفنانة بالأصوات الفنية الجزائرية، كما اعترفت بأنها لم تفكر في خوض تجربة التمثيل، لأنها لا تتقن هذه الموهبة.