الراي هبط إلى الحضيض ولا مستقبل له حاوره عبد الرحيم مرزوق أبدى تأسفه على زمان الفنان بلاوي الهواري وأحمد وهبي والشيخة الريميتي، وقال أن أغنية الراي انحرفت عن الطابع الوهراني الأصيل، انه صاحب أغنية "أعلاش الناس في قلوبهم الحيلة" الشاب رياض الشلفي الذي التقيناه أمس على هامش إحيائه سهرة فنية بعاصمة الزيانيين في اطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية، فكان معه هذا الحوار: أغنية الراي؟ -أغنية الراي بصراحة لم تعد ملتزمة بالطابع الوهراني الأصيل رغم انتشارها عالميا، الا أن المتطفلين على مجال الفن أساءوا بسلوكهم لسمعة هذه الأغنية التي انجبت أسماء مبدعة مثل الشاب حسني والشاب مامي والكينغ خالد الذين حلقوا بها بعيدا حيث تذوقها الأجانب لتفردها وتميزها بالايقاع الموسيقي. في رأيك ما هي العوامل التي جعلت أغنية الراي تتراجع في وسط متذوقيها؟ -لا أخفي عليك سرا اذا قلت أن الذين يقفون وراء هذه الكارثة هم المنتجون، وهذا الأمر يعرفه العام والخاص فالفنان يصطدم بواقع مرّ عندما يحاول تسجيل أغنية ما، حيث يشترط عليه المنتج أغنية بكلمات لا تمت بصلة للفن الأصيل، باختصار إن المنتجين هم الذين أصبحوا يتحكمون في مجال أغنية الراي وهم يتعاملون مع المغنين بعقلية تجارية بحتة، ما أثر سلبا عليه. هل سبق وأن واجهت حالة من هذا النوع، وهل استجبت ولو مرة لشروط المنتجين؟ -كلمات أغاني انتقيها، لأني لا أتصور نفسي أردد كلمات بذيئة سوقية، حتى جمهوري لا أسمح له أن يفرض علي ما أغنيه، فما بالك بالمنتجين الذين لاتهمهم سمعة أغنية الراي بقدر انشغالهم بالمغانم المادية، ويجد كثير من الفنانين الشباب أنفسهم بين أيدي هؤلاء المنتجين، وأكثر من ذلك أنهم يشتطرون عليهم أغنية بكلمات منحطة (سوقية بذيئة) تخدش الأداب العامة. الفنان ابن بيئته، فكيف لم يتأثر الشاب رياض الشلفي بهذا الواقع المفروض على مطربي الراي؟ -أغنية الراي (مخلطة) وهذا سبب الميوعة والخلاعة التي تظهر أحيانا في بعض الأغاني، ولكن الفنان المتحصن بأصوله وجذوره لاتقتلعه رياح التغريب. فوالدي فنان له سمعة طيبة وسط جمهوره لذلك أحافظ على هذا الرصيد حتى أكون نسخة منه. ماذا يسمع الشاب رياض الشلفي من الأغاني؟ -أهوى الاستماع للأغنية المغربية بالخصوص عبد الوهاب الدوكالي، عبد الهادي بلخياط، لطيفة رافت، لأني أجد فيهم النموذج الحي وأحاول تقليدهم لكوني أحب الأغنية النظيفة التي ألقى الشكر من طرف الجمهور عندما أغنيها. مع من تعاملت في مسيرتك الفنية؟ -عملت كثيرا مع مراد جعفري الذي أحترمه وأقدره، كذلك الفنان أمين تيتي محمد الصغير والشاب عز الدين والشاب محفوظ هؤلاء الفنانين الذين يؤدون أغنية الراي يشكلون جبهة فنية تسعى للحفاظ على سمعة الأغنية الرايوية. ماذا تقول في الشابة الزهوانية؟ -الشابة الزهوانية اكتسبت اسمها (وهي الآن في الفايدة) بكل اختصار حتى لا تدفعني لأقول المزيد. رياض الشلفي هل أنت من مدينة الشلف؟ -أنا أصيل الشلف وأفخر بأدائي الراي الشلفي الذي هو الراي العروبي، والراي الوهراني سليل الأغنية الوهرانية الأصيلة، ولكن تم تطويره موسيقيا حيث أصبح على هذا الشكل واكتسب العالمية الايقاع الموسيقي. هل أنت متفائل بأغنية الراي؟ -لا.. الراي ليس له مستقبل، فالموجة تتقاذفها التيارات في البحر لتنتهي كالزبد، وهذا حال أغنية الراي عندنا.