صوت متميز وفنان قدير وقديم، عاصر نجوم الأغنية الجزائرية وذاع صيته مع مطربي الراي آنذاك، غنى في حفلات عديدة مع الشاب خالد والشاب مامي ومع الثنائي فضيلة وصحراوي وصال وجال عبر مختلف مدن الوطن وخارجه لولا توقفه لسنوات عن الغناء وإبتعاده عن الوسط الفني لكان اليوم نجما عالميا طباعه الهادئة وطريقة تعامله مع الآخر وبشاشته المستمرة جعلتنا نتقرب منه لنسأله عن أحواله الفنية والشخصية وعن عودته الموفقة ومشاركته مؤخرا في مهرجان الأغنية الوهرانية وتجاوب الجمهور الحاضر مع مختلف أغانيه وكانت لنا معه هذه الدردشة. * مرحبا بكم ضيفا على صفحات جريدتنا الجمهورية - السلام عليكم، تحياتي القلبية إلى طاقم الجمهورية العزيزة على قلوبنا وإلى قرائها في كل مكان. العودة الى الغناء بعد قطيعة دامت أكثر من عشر سنوات كيف كان شعورك وأنتم تصعدون فوق الركح وتلاقون الجمهور بعد عقد من الزمن؟ شعور لا يوصف وفرحة لا أقدر على التعبير عليها خاصة لما احتضنني جمهور مسرح الهواء الطلق وصفق لي وطالبني بالبقاء واضافة أغاني اخرى، بعد سنوات من الغياب كنت أظن بأن الأمر سيكون صعبا لكن تلك الليلة الجميلة من ليالي المهرجان المحلي للموسيقى والأغنية الوهرانية جعلتني أتأكد من أن جمهورنا ذواق لكل ما هو فن أصيل وهادف. لنعود إلى الوراء ونتحدث عن بداياتك مع الطرب وعن إسمك الفني؟ إسمي رضوان بن زرزورة من مواليد 03 09 1969 بوهران كانت عندي موهبة وكنت مولعا بالغناء منذ الصغر وكنت أردّد الأناشيد وكنت أحفظ موسيقى وكلمات أغاني جنيريك مسلسلات الرسوم المتحركة وكنت أقلد أبطالها في الآداء وسرعان ما تحوّلت إلى تقليد الفنانين وإعادة أغانيهم، وفي سن الثانية عشر شاركت في إحياء حفل أول عرس لي مع أخي الفنان هواري بن شنات في حي ڤمبيطا الشعبي وأعدت ساعتها مقاطع من أغاني الشاب خالد وصحراوي وأتذكر أنني كنت أحب إعادة أغاني »صلو على النبي« وهانا هانا مال حبيبتي ماجات وسعيدة بعيدة... الخ وفي سنة 1986 إنتقلت إلى إحياء الحفلات الليلية مع مجموعة من الفنانين آنذاك منهم الإخوة ناوي ومع نور الدين تلمساني وفي سنة 1994 توقفت عن الغناء. لماذا هذا التوقف المفاجئ؟ لأسباب شخصية ولأنه كان عليّ أن أبحث عن عمل يوفر لي لقمة العيش ويغنيني عن التسول الفني والتنازل عن كبريائي توجهت إلى الأعمال الحرة واشتريت سيارة وعملت سائق طاكسي والحمد لله أنا أجتهد وأكد لتربية بناتي والعمل شرف أليس كذلك؟ وماذا عن رصيدك الفني؟ عندي شريط أنجزته في سنة 1986 به أغنية سيدي الطالب من ألحاني وكلماتي وأعادها بعدي الشاب مامي وتألق بها وسجلت شريطا ثاني في ثنائي مع الشابة عرفة، عندي 7 ألبومات غنائية وأربعة أشرطة كاسيط في الماضي كان المنتج يبحث ويترجى الفنان لكي يسجل له شريطا ، أما اليوم تغيرت الأمور وأصبح الفنان هو الذي يركض ويلهث وراء المنتج لقبول تسجيل عمله وأحيانا بمقابل زهيد. كيف وجدت الساحة الفنية الوهرانية بعد عودتك؟ حاليا أغلب الناس لا يعرفون إلا مطربي الراي وعلينا أن نفرض أنفسنا بالأغنية الوهرانية النقية وعلى وسائل الإعلام المختلفة أن تقوم بمساعدتنا لأنن نعمل على إحياء التراث الفني الوهراني الأصيل بإعادة توزيع الأغاني القديمة لأكبر الفنانين المعروفين كالمرحوم أحمد وهبي وأستاذنا بلاوي الهواري حفظه الله. رضا الوهراني والشاب رضا فنانان يختلفان في الآداء ويلتقيان في التسمية لماذا؟ إسمي الفني موجود من قبل والناس يعرفونني بإسمي الأصلي وعند عودتي إلى فضاء الفن والطرب الأصيل أضفت كلمة الوهراني للتميز عن الشاب رضوان والتفريق بيننا من حيث الأسماء. هل لك علاقة بالشاب رضوان؟ نعم هو صاحبي ولقد لعبنا مع بعض الكرة في ساحات المدينةالجديدة وبدأت قبله الفن وهو شاب ناجح وله الحق في أن يطلق إسمه الفني بالشاب رضوان وله حنجرة جميلة وشعبية قوية وهناك الكثير ممن يخلطوا بيننا وبكل عفوية أقول لهم أننا إخوة وأقدم تحياتي الخالصة إليه عبر هذا الحوار. القطاع الثقافي يعرف حركية كبيرة بوهران حفلات، مهرجانات وأسابيع ثقافية ما رأيك؟ هذه حقيقة ووهران لم تعش هذه الحركية الثقافية والفنية منذ سنوات ماضية وكل الشكر الموصول إلى السيدة ربيعه موساوي مديرة الثقافة لولاية وهران. التي بذلت مجهودات كبيرة لتجعل من الباهية عاصمة للفن الراقي لقد جمعت الأجيال الفنية وكرمت الفنانين الأحياء منهم والأموات وأعادت الإعتبار للأغنية الوهرانية الأصلية من خلال ترأسها لمحافظة المهرجان المحلي للموسيقى والأغنية الوهراني وفسح المجال لهواة هذا الطابع من البروز. ما جديدك الفني مستقبلا؟ سأكون اليوم في الشلف من أجل المشاركة في الأسبوع الثقافي لولاية وهران بها وسأتحف جمهورها بأغاني متنوعة في حفلتين مع مجموعة من الفنانين الآخرين. بالإضافة إلى الإستعداد لدخول الأستوديو بعد إتمام التحضير لألبوم جديد خاص بالأعراس فيه كوكتال من الأغاني وبطبوع مختلفة منها الوهراني، الراي والمغربي، مع المنتج رضا وأشكره على ذلك خاصة ونحن نعيش حالة القرصنة وفوضى السرقات الفنية. رافقت أسماء فنية كبيرة في الماضي ألست نادما على توقفك في فترة ما؟ نعم رافقت الكثير منهم وكنت أشاركهم حفلاتهم مثل الشاب خالد ومامي ، صحراوي، الشاب ناي ناي وكادي، هواري بن شنات، قويدر بن سعيد، الشاب خليد ونور الدين التلمساني ولي ذكرى أخرى جميلة وهي مشاركتي حفل أداه المرحوم الشاب حسني سنة 1989 مع الشابة وردة في أرزيو وكانت معنا كل من الفنانة سامية بن نابي وسعاد بوعلي، ندمت فعلا عن القطيعة لكن هي الظروف الصعبة وشاهدت معاناة كبار الفنانين لا ضمان إجتماعي ولا تقاعد ولا نقابة تجمعهم ولا قانون يحميهم بذلك، إخترت مرغما القطيعة للنظر إلى مستقبلي. عودة موفقة ضيفنا الفنان رضا الوهراني ولقاؤنا يأتي إلى نهايته ، كلمة أخيرة؟ تحية خاصة إلى محاوري وأخرى إلى كل الأصدقاء في الوسط الفني إلى كل الأهل بمرفال دون أن أنسى الأستاذ بوتليليس قائد الجوق الذي شجعني على العودة منذ سنتين كلمة شكر أزفها إلى إذاعة الباهية عن تشجيعها لي ولكل الأصوات الفنية الجميلة والشكر الموصول إلى المخرج بشير بوران والسلام.