نفت الحكومة الباكستانية التقارير القائلة بأن القيادة الباكستانية كانت على علم مسبق بالعملية الأمريكية ضد زعيم القاعدة أسامة بن لادن، بينما قالت إن أفراد عائلة بن لادن موجودون بين أيد أمينة، وأن بعضهم تقدم له الرعاية الصحية اللازمة. أصدرت وزارة الخارجية الباكستانية بيانا أمس الثلاثاء قالت فيه إن أفراد أسرة بن لادن موجودون الآن «بين آياد أمينة ويتم الاعتناء بهم وفقاً للقانون.. يحتاج بعضهم إلى رعاية طبية وهم يحصلون عليها في أفضل المرافق الصحية الممكنة.. وكما تقتضي سياستنا، فسوف يتم تسليمهم إلى بلادهم الاصلية.» وفي بيان الخارجية الباكستانية، أقرت الحكومة الباكستانية أن مقتل بن لادن أمر مهم للغاية في الحرب على الإرهاب، وأن الحكومة الباكستانية ومؤسساتها بذلت جهوداً جادة من أجل جلبه للعدالة. ومع ذلك فإن الحكومة الباكستانية تنفي التقارير الإعلامية التي أفادت بأن القيادة الباكستانية المدنية أو العسكرية كانت على علم مسبق بالعملية الأمريكية ضد أسامة بن لادن، التي وقعت في الساعات الأولى من الثاني من ماي الجاري. يشار إلى أن ابوتاباد والمناطق المحيطة بها كانت تحت مراقبة مركزة من قبل الاستخبارات منذ عام 2003، الأمر الذي أدى إلى عملية متطورة قامت بها وكالة الاستخبارات الباكستانية وأسفرت عن اعتقال شخصية كبيرة في تنظيم القاعدة عام 2004. وفيما يخص المقر المستهدف، فإن الاستخبارات الباكستانية شاركت في المعلومات التي لديها مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وغيرها الوكالات الاستخباراتية الصديقة منذ عام 2009، وفقاً لبيان الخارجية الباكستانية. وأضافت الخارجية الباكستانية أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى وجود بعض الأجانب في أبوتاباد، وظلت كذلك حتى منتصف أفريل الماضي. من المهم إلقاء الضوء على أن الاستفادة من التجهيزات المتطورة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والتي أدت إلى تحديد موقع أسامة بن لاجت والوصول إليه، وهي حقيقة أشار إليها الرئيس الأمريكية، باراك أوباما، ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. أما التقارير حول إقلاع المروحيات الأمريكية من قاعدة غازي الجوية فهي غير صحيحة على الإطلاق، ولم تستخدم أي قاعدة أو منشأة عسكرية في باكستان من قبل القوات الأمريكية، ولم يقدم الجيش الباكستاني أي مساعدة لوجستية أو عملية في هذه العملية. ووفقاً للبيان فقد دخلت المروحيات الأمريكية المجال الجوي الباكستاني مستخدمة «المناطق العمياء» التي لا يغطيها أجهزة الرادار الباكستانية بسبب طبيعة الأرض. واوضح البيان أن السلطات الباكستانية لم تتمكن من رصد المروحيات الأمريكية بسبب المرتفعات الجبلية أو بسبب تقنيات متطورة استخدمتها القوات الأمريكية أو باستخدام عمليات الطيران القريبة من الأرض. من جهته قال الناطق باسم حركة طالبان أفغانستان، ذبيح الله مجاهد، إن أوباما ليس لديه دليل قوي يمكن أن يثبت مزاعمه بشأن مقتل الشيخ أسامة بن لادن، والمصادر المقربة من بن لادن لم تؤكد مزاعم مقتله. وقال إنه بناء على هذه المعطيات فإن من المبكر بالنسبة للإمارة الإسلامية التعبير عن رد فعلها قبل أن تؤكد المصادر المقربة من بن لادن أو تنفي تلك المزاعم.