الأمريكية خصوصا بعد إعلان الرئيس الأمريكي أوباما عن إلقاء جثته في البحر، كما طرحت عدة تساؤلات حول الصورة التي تم نشرها واعتبرها الأخصائيون صورة معالجة ببرنامج الفوتوشوب وبطريقة واضحة نسبت إلى شخص باكستاني. وبذلك اكتنف الغموض مرة أخرى مصير أسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة» الذي أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن مقتله في وقت مبكر من صباح أمس، في ظل تضارب الروايات حول مقتله في عملية عسكرية داخل الأراضي الباكستانية. ففي رواية متناقضة مع إعلان أوباما أن جثة بن لادن موجودة الآن بحوزة السلطات الأمريكية، وأفاد البيت الأبيض أن جثمان زعيم «القاعدة» دفن في البحر بعد تجهيزه وفقًا للشريعة الإسلامية, وزاد الأمر غموضا ما بثته قنوات إخبارية باكستانية محلله الصور التي بثها البيت الأبيض لمقتل «بن لادن « حيث ذكرت تلك القنوات أن الصورة تعرضت لعملية تعديل بالفوتوشوب لصورة باكستاني قتل خلال غارة طائرات بدون طيار على الحدود الباكستانية الأفغانية العام الماضي وأظهرت انه تم اقتصاص صورة سابقة «لابن لادن» شملت الأنف والأذنين واللحية وتم دبلجتها على الشخص الآخر وأظهرت الصور قبل الدبلجة أو التعديل وهو ما زاد الأمر بأن خبر مقتل بن لادن غير صحيح . وفي وقت سابق، ذكر مصدر أمريكي أن بن لادن قاوم القوة الأمريكية المهاجمة، وقُتل برصاصة في الرأس، خلال اشتباكات مسلحة اندلعت بعد اقتحام المجمع أثناء العملية السرية التي دامت 40 دقيقة، إلا أن الصور التي نشرت ل بن لادن تم تكذيبها بشكل سريع على عدة مواقع على الانترنت وأنها لا تعدو أكثر من صورة تم تعديلها بالفوتوشوب لشخص باكستاني اغتيل في عملية سابقة لطائرات بدون طيار على الحدود الباكستانية، وتم تداول هذه الصورة عبر الفايسبوك وانتشرت بسرعة مما غير توجه الرأي العام الذين باتوا يكذبون خبر وفاة زعيم الإرهابيين. كما كانت الشائعات كثيرة حول مكان أسامة بن لادن قبل مقتله، إن كان في باكستان أو في أفغانستان. والتكهنات كانت أكثر حول إن كان حيا ً أصلا ً أم قتل في معارك تورابورا. ومابين الفينة والأخرى يظهر شريط لبن لادن يؤكد حياته وسط تشكيك حول صوته إن كان حقيقة أم كان مفبركا، لكن الولاياتالمتحدةالأمريكية بقت متأكدة أنه مازال حيا، لتعلن صباح أمس عن مقتله وإحضار جثته في عملية كوماندوس أمريكية، ولفئة أكثر تشدد في الموضوع فقد رأى العديد من المبحرين عبر الشبكة العنكبوتية والذين نقلوا آراءهم ل»آخر ساعة»، أن أسامة بن لادن شخص خرافي، مبتكر من طرف السلطات الأمريكية لتقديم شرعية على العمليات العسكرية التي تدخل في إطار ما أسمته محاربة محور الشرّ في عهد بوش الابن، مؤكدين أنهم لا يؤمنون بوجود بن لادن، أو بالأحرى أنه مجرد عميل للقوات الأمريكية، يتم تجنيد صورته أو تسجيلاته الصوتية في وقت الحاجة، وبتواطؤ العديد من الدول في العالم. قالت قنوات التلفزيون الباكستانية، وهي التي عرضت يوم أمس صورة وجه مشوه جزئيا باعتبارها لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، إن «الصورة ليست صحيحة» ومن ثم سحبتها من التداول على نشراتها وقال رانا جواد رئيس مكتب تلفزيون جيو في إسلام آباد لوكالة الأنباء الفرنسية: «كانت في الواقع صورة خاطئة، وسبق عرضها على الإنترنت في 2009»، وأضاف جواد: «قلنا عند بثّها إنه لا يمكننا حتى الآن تأكيد مصداقيتها وبعد التثبت سحبناها من البثّ»، كما حَذَت باقي القنوات حَذْو جيو الأكثر شعبية في باكستان، وكانت الصورة أظهرت وجهًا مشوهًا جزئيًا. التجارب السابقة بقيت عالقة في أذهان المتتبعين مقتل بن لادن نبأ يصعب تصديقه شككت العديد من الجهات في صحة خبر وفاة بن لادن بالرغم من التصريح الذي جاء على لسان الرئيس الأمريكي باراك أوباما فتجربة المتتبعين جعلتهم يحتاطون من تصديق الخبر من الوهلة الأولى قبل قطع الشك باليقين والتأكد من خلال أدلة ملموسة من ذلك فقد أشارت في السابق كثير من المصادر إلى وفاة بن لادن وثبت بعد مدة قصيرة عدم صح إدعاءاتها ففي 2002 أعلن مدير مكافحة الإرهاب في مكتب التحقيقات الفيديرالي دايل واتسون أن بن لادن على الأرجح قد مات وفي ذات العام كشف الرئيس الباكستاني عن نفس الخبر الذي بدوره نقله ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية عام 2008 وعاد إلى إثباته الرئيس الباكستاني برويز مشرف في 2009 وتوالت أنباء وفاة بن لادن والشكوك حول صحة كونه على قيد الحياة حتى أن العدوى انتقلت إلى التشكيك في حقيقة ظهوره في أشرطة الفيديو التي يبثها تنظيم القاعدة بحيث أشارت صحيفة واشنطن تايمز إلى أن لا أحد رأى أشرطة فيديو يظهر فيها بن لادن منذ عام 2004 بل كل ما سمعه العالم هو أشرطة صوتية وأن شريط فيديو بث عام 2007 يمكن أن يكون تجميعا مركبا من أشرطة قديمة وتساءلت ذات الصحيفة عن استمرار أجهزة الاستخبارات في ترسيخ الانطباع بأن بن لادن مازال على قيد الحياة مضيفة في ذات السياق أن الجميع في أمريكا يعرفون البراعة التي يمكن أن يبلغها فن التقليد إلى جانب تقنية التشابه بحيث أشارت الصحيفة إلى أن تنظيم القاعدة يريد إيهام العالم وأمريكا بأن بن لادن مازال حيا وذلك كنوع من توظيف صورته لأجل بناء التأييد الشعبي للسياسات لأنها تذكير بأهوال 11 سبتمبر. من جهتها الصحيفة شككت كون بن لادن لازال حيا طارحة على قاعدة تحدي إظهار شريط جديد يظهر فيه وإلا فستكون كل ادعاءاتهم ليس لها أي أساس من الصحة كل هذه الإشاعات عن وفا بن لادن عبر مراحل متباعدة صاحبتها العديد من الأخبار والتقارير حول وضعه الصحي التي نسبت إليه جملة من الأمراض تمتد من التيفوئيد إلى أمراض الكلى وداء أديسون وهشاشة العظام إضافة إلى إصابته بمرض السكري وهبوط خطير في ضغط الدم هذا ما أثار العديد من التساؤلات عما إذا كان بن لادن الذي يتصدر قائمة المطلوبين في العالم يخضع للعلاج الطبي دون أن يعرف بذلك أحد وفي الوقت الحالي لا زال خبر مقتل بن لادن غير مؤكد بالرغم من أن تصريحات أوباما أوردت صحتها لكن تشير بعض الجهات إلى أن ذلك يبقى مجرد أقاويل ما لم تبث صورة واقعية أو شريط فيديو يظهر فيها الحقيقة سيما أن الصور التي بثتها وسائل الإعلام مزورة استخدمت بها تقنيات تعديل للصور من جهة أخرى تجدر الإشارة إلى انه هناك من يشكك في شخصية بن لادن وفي واقعها مشيرين إلى أنها من نسيج السياسة الأمريكية ابتكرتها هذه الأخيرة لخدمة أغراضها الخفية موهمة العام بشبحها الذي يقوم بعمليات إرهابية تستهدف بلادهم والظهور في مناسبات قليلة في بعض اللقطات التي تميل إلى كونها وهمية. طالب فيصل /ط.ليلى