نشرت الولاياتالمتحدة أول أمس خمسة أشرطة فيديو لزعيم القاعدة أسامة بن لادن، جرى ضبطها خلال العملية العسكرية التي قتل خلالها في باكستان. وأخذت الشرائط من المجمع المحصن في أبوت أباد /60 كيلومترا شمال إسلام آباد/ حيث قتل بن لادن في ساعة مبكرة من صباح الاثنين الماضي في عملية نفذتها قوات خاصة أمريكية. وذكرت شبكة "سي آن آن" الإخبارية الأمريكية أن بن لادن يظهر في أحد شرائط الفيديو وهو يرتدي قبعة صوفية ويمكن رؤيته وهو جالس على كرسي هزاز، ويقلب بين القنوات الفضائية المختلفة بينما يشاهد لقطات مسجلة لنفسه. وقال التقرير إن شريطا آخر ظهر فيه بن لادن وذقنه مصبوغة باللون الأسود، ولكن المسؤولين لم يشغلوا الصوت. أما الشرائط الثلاثة الأخرى فهي جلسات تدريبية على رسائل كان يعتزم نشرها للعالم. وأزال مسؤولون جميع الأصوات في هذه الأشرطة، وقالوا إنهم لا يريدون أن يلعبوا دورا في نشر رسائله. وتظهر تلك المواد حسب مصادر متطابقة، أن بن لادن ظل زعيما نشطا لتلك الجماعة وأنه ظل كذلك منخرطا في بلورة رسالتها الدعائية، بحسب ما قاله مسؤولون حكوميون للصحفيين. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" ذكرت أول امس أن مكالمة هاتفية عابرة من رسول زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن لأحد أصدقائه شكلت نقطة تحول في عملية مطاردة المطلوب الأول في العالم والتي استمرت لعقد من الزمان. وطلب الصديق اللحاق بالرجل المكنى بأبي أحمد الكويتي الذي يقول المحققون الأمريكيون إنه المرسال الأساسي لبن لادن. وعندما سأل الكويتي عن أحواله وما يقوم به في الوقت الحالي رد بأنه عاد للأشخاص الذين كان معهم من قبل وبعد لحظة من الصمت رد الصديق بالقول "الله المستعان". وعندما سمع رجال الاستخبارات الأمريكية الحوار علموا أنهم على وشك التوصل لأمر ما وفق ما ذكر التقرير. فقد قادتهم المكالمة تلك إلى المجمع الحصين في أبوت أباد حيث قتل بن لادن بالرصاص . ولم يكن المجمع الذي يعيش فيه بن لادن مزودا بخط هاتف أرضي أو إنترنت كما كان الكويتي وآخرون يقودون سياراتهم لمسيرة 90 دقيقة بعيدا عن المنزل قبل أن يقوموا بتركيب البطاريات في هواتفهم الجوالة وإجراء مكالمات لتجنب أي نوع من التتبع. للإشارة فإن تنظيم القاعدة كان قد أشار إلى انه سيبث تسجيلا مصورا لأخر خطب زعيمه الراحل في وقت لاحق.