لا وجود لقضية إسمها خوصصة الموانئ و المطارات استهل أمس الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي سعيد حديثه ، بالتفنيد القاطع ، للأخبار المتداولة في الآونة الأخيرة ، حول خوصصة الموانئ و المطارات الجزائرية ، مردفا بالقول أن المطارات و الموانئ ملك للأمة و للشعب الجزائري ، و لا يمكن بأي حال حتى الحديث عن خوصصتها ، مؤكدا بالقول " خوصصة المطارات و الموانئ لا توجد تماما في القاموس ،و كل ما يتداول يدفعني للتكذيب القاطع بصفة رسمية " . و أبدى سيدي سعيد بمناسبة انعقاد المؤتمر السادس للمكتب الولائي للاتحاد العام للعمال الجزائريين ببرج بوعريريج ، استغرابه من الاطلاع على هذه الأخبار ، مكذبا إياها بالدليل بعد المشاورات مع الحكومة و القاعدة النقابية فيما يتعلق بملف الخوصصة ، حيث أشار إلى أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين يعد طرفا فعالا ، و مشارك بملف اقتصادي و علمي في المشاورات مع رئيس الجمهورية و الحكومة حول الخوصصة . و في هذا الإطار كشف سيدي سعيد عن قرارات هامة اتخذها رئيس الجمهورية إزاء قضية خوصصة المؤسسات العمومية ، من خلال إعادة النظر في الإنعاش الاقتصادي العمومي ، بعدما مرت الجزائر بمراحل صعبة في الميدان الاقتصادي ، كاشفا لأول مرة عن الخروج بقرار مسح ديون 400 مؤسسة عمومية و إعادة تأهيلها من خلال تدعيمها بمبالغ هامة للاستثمار ، مشيرا إلى أن هذه المؤسسات تستوعب حوالي 500 ألف عامل و اعتبر القرار بالمصيري لعائلات هؤلاء العمال حيث سيسمح بتثبيتهم في مناصبهم ، مشيرا في ذات الوقت إلى أن عملية مسح الديون ستمس 22 مؤسسة خاصة بصناعة الخشب و 10 مؤسسات للأقمشة و النسيج و 10 مجمعات لصناعة الجلود بإجمالي عدد عمال يقارب العشرين ألف عامل . و في رد لمنتقديه ، أوضح الأمين الوطني لاتحاد العمال ، أن هذه المكاسب لم تحقق بلغة العنف و القلق ، بل جاءت من باب ثقافة الحوار و التشاور ، مشيرا في هذا الصدد إلى عدم وجود وصاية أو تسلط لأحد على آخر ، لو تعالج الأمور بالرزانة و الحكمة و التشاور ، معتبرا أن الاتحاد اكتسب التجربة ، و لا يوجد بحسبه فرق بين العامل و المسؤول لأن الجميع ينتمي إلى الجزائر التي تحتاج في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى، إلى التعامل بالرزانة و الحوار و تقريب وجهات النظر ، من منطلق التجارب السابقة ، حيث قال "من أراد الثورة فالجزائر عاشت ثورات و لا تقبل السيطرة لأي طرف على آخر ، حان الأوان للتوازن و لا بد للجزائريين القيام بحل مشاكلهم كجزائريين غيورين على بلدهم " و أكد سيدي سعيد أن التحدي المفروض على الاتحاد هو ما تم تحقيقه من مكتسبات بغض النظر عن الطريقة المتبعة ، مبديا رغبته في مواصلة العمل بالرزانة و الشجاعة النقابية بعيدا عن الاحتجاجات و التهويل مهما كانت الضغوط ، حيث أشار في هذا الصدد إلى الانجازات المحققة التي جاءت بفضل الحوار من جهة و إرادة السلطة العليا ممثلة في شخص رئيس الجمهورية ، و قال أن تداعيات الوقت الراهن تستدعي من العمال و النقابيين الدفاع على البلاد متسائلا إن كان هذا الخيار عيب .و دافع سيدي سعيد بشراسة عن الشباب الباحث عن مناصب عمل في الأسواق الفوضوية، مبديا طرحه في مرافقة هؤلاء الشبان و تخصيص أماكن لتجارتهم التي لا تتجاوز طاولات صغيرة معا إعفائهم من دفع الضرائب ، و ذلك ما يسمح بإخراجهم من شبح البطالة و حمايتهم من الآفات الاجتماعية و الانحراف ، إضافة إلى توفير مصادر رزق لعائلاتهم ، داعيا من جهة أخرى على تشديد الرقابة في الموانئ و ردع المستوردين المخالفين للقانون و المتهربين من دفع الضرائب بدل متابعة شباب يبحث عن مخرج لمشكل البطالة بطاولة صغيرة لبيع التبغ و الحشائش. كما تطرق ذات المتحدث إلى الاقتصاد الخاص مبديا مد يد العون للمتعاملين الخواص ، ما دامت جهود الجميع تصب في خدمة الوطن ، حيث قال أن التكامل بين القطاع العام و الخاص يصب في الأول و الأخير لصالح الشعب الجزائري ، رغم إلحاحه على ضرورة الرجوع و دعم القرارات الأخيرة للنهوض بالقطاع العمومي لأنه المحرك الرئيس للاقتصاد الوطني . تبقى الإشارة إلى أن المؤتمر خلص إلى تجديد الثقة في رئيس المكتب الولائي عبد الحميد عيدل على رأس الاتحاد للمرة السادسة على التوالي. ع/بوعبدالله