عارضت نقابة مؤسسة ميناء الجزائر منح تسيير نهائي الحاويات لصالح شركة موانئ دبي التي ترغب في استغلال مينائي الجزائر العاصمة وجيجل في إطار الشراكة الجزائرية الإماراتية المطروحة على جدول الأشغال بين الطرفين في الزيارة التي جرت مطلع الأسبوع الجاري بالجزائر، في وقت لم يخفي الطرف الإماراتي رغبته في النزول عند رغبة النقابيين والجلوس إلى طاولة الحوار. حيث تشترط نقابة ميناء العاصمة جدولة شروطها على طاولة الشراكة الجزائرية الإماراتية وجعل المجال مقتصرا على التزويد بالتجهيزات من خلال مناقصة لشراء الرافعات ومعدات نقل وتحويل الحاويات "للتسريع في وتيرة الخدمات مع عدم خوصصة الميناء". أكد عباس ڤرماش الأمين العام لنقابة عمال ميناء العاصمة في تصريح ل"الشروق اليومي" أن صفقة استلام امتياز التسيير لميناء العاصمة مع نهاية السنة لا يمكن أن تتم بأي شكل من الأشكال لأنها تتعلق أساسا، حسبه، بقضية مصيرية تخص السيادة الوطنية مضيفا أن المؤسسة تحقق أرباح معتبرة سنويا بعشرات الملايير الدينارات، موضحا أن القضية تعني آلاف العمال ولا تقتصر على وزارة النقل داعيا هذه الأخيرة بقوله "يجب احترام محضر الاجتماع الحاصل بتاريخ 10 أفريل 2006، بين الوزارة والمركزية النقابية وتنسيقية نقابة الموانئ، والذي يؤكد أن كل إجراء جديد بالميناء يخضع إلى الحوار مع الشريك الاجتماعي الممثل في النقابة". وأفاد المتحدث أن التنسيقية الوطنية للموانئ العشرة على المستوى الوطني ستجتمع لاحقا لتحديد الخطوات النقابية المقبلة، وانتظار رد وزارة النقل الوصية عن القطاع في الأيام القادمة، في حين أفادت مصادر مقربة من قيادة الاتحاد العام للعمال الجزائريين أن اللقاء الذي جمع نقابي الميناء بعبد المجيد سيدي السعيد الأمين العام للمركزية النقابية أول أمس اقتصر على قضية العمال اليومين "الموسمين"، حيث غض سيدي السعيد الطرف عن الخوض في قضية خوصصة الميناء رغم أن مصادر عليمة وموثوقة أكدت أن نقابة مؤسسة ميناء الجزائر راسلت سيدي السعيد للنظر في القضية وتوضيح موقف قيادة الاتحاد من أجل دعم موقفهم المعارض للعملية. ويشار إلى أن خبر إستلام الإماراتيين لميناء العاصمة مع نهاية السنة الحالية، أثار تخوفات لدى عمال الميناء لا سيما أن موضوع الخوصصة في الجزائر يعتبر بمثابة "الشبح" الذي يجر معه تسريح مئات العمال وراء كل صفقة تنازل أو بيع سيما أن الأمر يتعلق بمؤسسة حيوية وهامة كميناء العاصمة الذي يستقبل سنويا أزيد من 10 ملايين طن من البضائع ورسو أكثر من 3000 سفينة على الميناء، كما أن 70 بالمائة من إيرادات الميناء مصدرها نهائي الحاويات الذي يشغل في كل رصيف أزيد من 800 عامل ، حيث ترى نقابة العمال أن للمؤسسة كل الإمكانيات البشرية والمادية للتسيير الميناء دون شراكات أجنبية، وعن دعوة مؤسسة موانئ دبي العالمية لفتح الحوار مع النقابة والاستجابة لمشاكلهم واقتراحاتهم ترى نقابة العمال أن الدعوة للحوار تبدأ مع الطرف الجزائري ممثلا بكل من وزارة النقل والإتحاد العام للعمال الجزائريين. ومن جهة أخرى، عبر جمال ماجد بن ثنية نائب رئيس موانئ دبي العالمية والمدير التنفيذي لمجموعة عالم الموانئ والمناطق الحرة، في تصريحات صحفية نية مؤسسة موانئ دبي العالمية في ترقية ميناء الجزائر وجعله في مصاف الموانئ العالمية، لاسيما انه يطل على واجهة تعتبر منطقة مرور أوربية بإتجاه القارة الإفريقية، وكذا استعداد الشركة لمناقشة قضية خوصصة نهائي حاويات ميناء الجزائر لجعله قاعدة اقتصادية وطريقا نحو أوروبا وأمريكا، مع النقابة التي أبدت تحفظات بشأن هذه العملية. بلقاسم.ع/فضيلة.م