توظيف أزيد من 465 ألف شاب من طرف وكالة "أنام" خلال سنة كشف المدير العام للوكالة الوطنية للتشغيل «أنام» محمد الطاهر شعلال، أمس الأحد، أن مصالحه تلقت سنة 2016 أزيد من 1 مليون طلب عمل، في حين أنها تمكنت من توفير أكثر من 465 ألف منصب لفائدة خريجي الجامعات ومعاهد التكوين المهني، وهي تعمل حاليا على تطهير قوائمها من الأشخاص الذين استفادوا من عدة صيغ للإدماج في عالم الشغل. وقال السيد شعلال أن القطاع الاقتصادي يبقى أكثر مستقطب للأيادي العاملة، بالنظر إلى انتعاش فروع صناعية عدة في السنوات الأخيرة من بينها صناعة النسيج والمركبات، موضحا في ندوة نشطها بيومية المجاهد أن الوكالة الوطنية للتشغيل عجزت عن إيجاد موظفين ملائمين لشغل أزيد من 60 ألف منصب عمل، بالنظر إلى ما تتطلبه من كفاءات وتكوين عال. واقترح المصدر على خريجي الجامعات في التخصصات المتعلقة بالعلوم الإنسانية، كالحقوق والرياضيات الحصول على تكوين في اللغات الأجنبية، للتكيف مع المتطلبات الجديدة لسوق الشغل، ولتعزيز حظوظهم في الظفر بمنصب عمل يناسب مستواهم التعليمي، مشددا على ضرورة الإقلاع عن فكرة الانتظار إلى غاية الحصول على منصب في الوظيفة العمومية، مؤكدا أن الوكالة الوطنية للتشغيل تعمل على توجيه حاملي الشهادات الذين تم توظيفهم في الإدارة إلى القطاع الاقتصادي، لكونه خلاقا للثروة وللنمو. وأعلن محمد طاهر شعلال عن استعداد مصالحه لتقديم حصيلة شاملة لوزير العمل شهر جوان المقبل، إذ ستستمر عملية تطهير قوائم المستفيدين من قرارات الإدماج، لشطب الأشخاص الذين استفادوا من أكثر صيغة للتشغيل، كاشفا أن تحريات الوكالة وقفت على تجاوزات عدة، تمثلت في استفادة بعض الشباب من الإدماج في إطار «أنام» وكذا على مشاريع أنساج، موضحا أن الوكالة تلقت السنة الماضية 1 مليون و 37 ألف و95 طلبا للتوظيف 70 بالمائة تعود لفئة الذكور، مقابل تمكنها من الحصول على 465 ألف و901 عرض عمل من قبل المؤسسات والشركات التي تسعى لتدعيم مواردها البشرية، نسبة 66 بالمائة منها تابعة للقطاع الوطني الخاص، وقامت « أنام» ب 370 ألف و 144 تنصيبا كلاسيكيا، أي التوظيف الدائم على مستوى المؤسسات التي تطلب اليد العاملة المناسبة، مع ترسيم الموظفين الجدد في مناصبهم بعد إخضاعهم لتربص محدود المدة، إلى جانب 35 ألف و302 عقد العمل المدعم، أي التشغيل مقابل تقديم تحفيزات للمؤسسات كالمساهمة في تسديد جزء من رواتب الموظفين، و 68 ألف و287 في إطار جهاز المساعدة على الإدماج المهني. تجاوز العقبات في توظيف أبناء الجنوب ونفى المتحدث وجود أي مشاكل في توظيف أبناء الجنوب، مؤكدا أن الالتزام بتنفيذ تعليمة الوزير الأول عبد المالك سلال، الصادرة سنة 2013 مكنت من تجاوز العقبات، حيث تم اعتماد نظام الوسيط في التوظيف، الذي يقوم على العدالة والشفافية في تنصيب طالبي العمل، مما سمح بتجاوز مرحلة التوظيف الارتجالي، موضحا أن المشاكل التي كانت مطروحة بولاية ورقلة لم تعد بالحدة التي كانت عليها من قبل، مبررا مشاكل التشغيل بالمنطقة، بكون معظم الشباب يطلبون العمل في الشركات البترولية التي أضحت تواجه ضغطا، مقابل العزوف عن القطاع الاقتصادي وكذا القطاع الخاص، في وقت تعتمد الوكالة على عامل الأقدمية في نصيب طالبي العمل الذين يتساوون في الشهادات أو الكفاءات، من باب الإنصاف والعدالة. ويفرض القانون على المؤسسات المرور على الوكالة الوطنية للتشغيل في عمليات التوظيف، غير أنه يمكنها اللجوء إلى التوظيف المباشر في حال عدم توفر الكفاءات ضمن طلبات العمل التي تصل إلى الوكالة، حيث تمكنت المؤسسات السنة الماضية من القيام ب 386 توظيفا مباشرا، في حين يبقى قطاع الخدمات والقطاع الاقتصادي ثم الصناعة من أكثر المجالات الخلاقة لمناصب الشغل، في ظل تراجع العروض التي كان يوفرها قطاعي الأشغال العمومية والبناء، بسبب توقف العديد من الورشات، ودعا السيد «شعلال» في هذا السياق الإعلام إلى عدم تسليط الضوء على مسابقات التوظيف تجريها الوظيفة العمومية، لكونها لا تمثل شيئا مقابل العروض التي يقدمها القطاع الاقتصادي. وطمأن المصدر بضمان حقوق الشباب المدمجين في إطار وكالة «أنام»، إذ تسهر مفتشيات العمل على متابعة أوضاعهم، كما يقوم أعوان من الوكالة بمعاينة الشركات للاطلاع على ظروف العمل، ويتم إخطار المفتشيات في حال الوقوف على تجاوزات.