حظي المكتب الفيدرالي المنتهية عهدته برئاسة محمد روراوة، بتزكية بالإجماع من طرف أعضاء الجمعية العامة للفاف، خلال الدورة العادية المنعقدة صبيحة أمس بمركز سيدي موسى، والملفت للانتباه أن هذه الدورة كانت فرصة مواتية لرؤساء الأندية والرابطات، للإعلان عن دعمهم لروراوة، ومطالبته بضرورة البقاء في منصبه على رأس الفاف لعهدة جديدة. الجمعية العامة التي انعقدت بحضور 97 عضوا من أصل 104 مسجلين، وبحضور رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف بالمنصة كضيف شرف، عرفت استعمال روراوة الكثير من الدبلوماسية للرد على الانتقادات التي طالته بعد نكسة «كان 2017»، إذ أكد في البداية بأن الحصيلة الأدبية المقدمة تخص نشاطات الفيدرالية على مدار سنة 2016، وبالتالي فإن تقييم المشاركة الجزائرية في دورة الغابون ليست مدرجة ضمن التقرير الواجب عرضه. وارتأى روراوة الاستعانة بشريط فيديو، استعرض من خلاله أهم الإنجازات التي حققتها الفاف منذ عودته إلى الرئاسة في فيفري 2009، حيث اعتبر هذا الفيديو بمثابة رد صريح على الانتقادات التي استهدفته: «لا يمكن لأي كان محو التاريخ المسجل. قدمنا الكثير للكرة الجزائرية، والإنجازات المحققة شاهدة على ذلك، ولا يمكن لأي كان تجاهلها إلا ناكر الجميل». وعاد روراوة من خلال شريط الفيديو بالذاكرة إلى تصفيات مونديال جنوب إفريقيا، مرورا بالمشاركات في مختلف دورات «الكان»، وصولا إلى الإنجاز المحقق في مونديال البرازيل ببلوغ ثمن النهائي، ثم عرج على مركز سيدي موسى ومساهمة الدولة في تشييد أحد أهم المرافق الرياضية على الصعيد القاري والعالمي، كما أدرج عودة النخبة الوطنية إلى الأولمبياد في قائمة الإنجازات المحققة خلال عهدته، فضلا عن حصاد النوادي الجزائرية في المنافسات الإفريقية خلال السنوات الثلاث الماضية، خاصة وفاق سطيف، إتحاد العاصمة ومولودية بجاية. كما أكد روراوة عند تناوله الكلمة، بأن التكوين يبقى من أهم الجوانب التي تركز عليها الفاف في برنامجها، موضحا بأن السياسة المنتهجة مكنت 10 آلاف مدرب على الصعيد الوطني من الحصول على شهادات، وذكر على سبيل المثال بعض الأسماء التي برزت في البطولة الوطنية، كمضوي، بلعطوي وشريف الوزاني، لتتم بعدها المصادقة بالإجماع على الحصيلة الأدبية دون أي اعتراض أو تحفظ. من جهته كان التقرير المالي لسنة 2016 إيجابيا، لأن الإتحادية تعيش بحبوحة مالية، بدليل أن الرصيد به نحو 876 مليار سنتيم، ما جعل المكتب الفيدرالي يلجأ إلى الإستثمار وشراء قروض سندية بقيمة 450 مليار سنتيم، ولو أن روراوة أوضح بأن الفاف أبقت الإعانات المالية المحصل عليها من السلطات العمومية خارج نطاق الخدمة، مقابل التنويه بالدعم الكبير للدولة: «فضلنا عدم استغلال حصة 35 مليار سنتيم التي نتحصل عليها سنويا كإعانات من السلطات العمومية، في ظل وجود موارد مالية أخرى، وقد اقترحنا توجيه هذا الدعم لرياضات أخرى، مادمنا قادرين على تغطية مصاريفنا». وفي نفس الإطار اقترحت الفاف في مشروع ميزانيتها للسنة الجارية نحو 350 مليار سنتيم، لتجسيد المشاريع الخاصة بتسيير المنتخبات الوطنية ومختلف الهيئات، لتتم بعدها المصادقة بالإجماع على الحصيلة المالية، وكذا مشروع ميزانية العام الجاري، ليحصل بذلك روراوة على التبرئة الخاصة بالعهدة المنتهية. ص / فرطاس أصداء من الجمعية العامة عمدت الفاف إلى تنصيب خيمة عملاقة داخل مركز سيدي موسى، وذلك لضمان التنظيم الجيد للجمعية العامة، لأن قاعة المحاضرات المتواجدة بالمركز لا تتسع لكل أعضاء الجمعية، وأصر روراوة علىأن تكون خاتمة عهدته مميزة، وتكشف عن الإنجازات التي حققتها الكرة الجزائرية منذ توليه رئاسة الفاف. شارك الرئيس السابق لشباب قسنطينة مراد مازار كضيف شرف في هذه الدورة، بإعتباره يشغل حاليا منصب رئيس الإتحاد الدولي لمكافحة الفساد في الرياضة، لتطوى بذلك صفحة الخلاف بينه وبين روراوة خلال السنوات الفارطة. خطف أفراد منتخب جبهة التحرير الوطني، خاصة سوكال وسعيد عمارة الأضواء، حيث كانوا محل مدح وثناء جميع المتدخلين، مع الإشادة بما قدموه خدمة للوطن وللكرة الجزائرية بادر الرئيس السابق للفاف لاعب منتخب جبهة التحرير الوطني سعيد عمارة إلى تكريم الرئيس روراوة في ختام حفل توزيع وسام الإستحقاق الفيدرالي، بمنحه لوحة تشكيلية بها صورة روراوة، في إشارة واضحة إلى دعم لاعبي منتخب جبهة التحرير ومساندتهم له. ضمت تركيبة المكتب الذي اشرف على متابعة أشغال الدورة 3 أعضاء، و قد شاءت الصدف أن يكون من بينهما إثنان من ولاية بسكرة، و يتعلق الأمر برئيس «خضراء الزيبان» إبراهيم ساعو و كذا إبراهيم ساكر الرئيس الجديد لرابطة باتنة الجهوية، بينما نال الحاج بن سكران رئيس رابطة وهران الجهوية المقعد الثالث في اللجنة. أكد الأمين العام للفاف يحياوي على ان أعضاء الجمعية العامة لم يتقدموا بأي طلب للتدخل من أجل مناقشة الحصيلتين المالية و الأدبية، لأن القوانين تحتم على اي عضو إيداع طلب رسمي للتدخل مع تحديد النقطة التي يريد مناقشتها قبل 15 يوما من موعد الدورة، و هو ما طمأن روراوة مسبقا على التزكية بالإجماع. كانت الدورة فرصة لتوزيع أوسمة الإستحقاق الفيدرالي على بعض الوجوه الكروية عرفانا بما قدمته، و قد كان من بين المكرمين أمس محي الدين خالف، الحكم المعتزل محمد بنوزة، عبد الحكيم سرار، الرئيس السابق لرابطة باتنة الولائية محمد بلاغة، إضافة إلى عائلات مراد عبد الوهاب، قاسم ليمام و فريد طباخي، بعدما فقدت الساحة الكروية الوطنية هذه الشخصيات التي تركت بصماتها واضحة. تمسك روراوة بموقفه تجاه المدرب المحلي، و صب جام غضبه على بعض التقنيين الجزائريين الذين ما فتئوا يطالبون بإعطاء الفرصة للمحليين من المدربين، حيث إتخذ من قضية منتخب الأواسط كمثال حي على فشل السياسة المنتهجة، و اقر بعدم القدرة على تشكيل منتخب في فئة بها 500 ألف حامل لإجازة في صنف الأواسط على الصعيد الوطني، لتكون العواقب إقصاء من التصفيات على يد موريتانيا. عبر أعضاء الجمعية العامة عن تزكيتهم المسبقة لروراوة، و ذلك بإستغلالهم فرصة دخوله القاعة للوقوف دفعة واحدة و التصفيق عليه مطولا، ليأخذ الدعم و المساندة أبعادا أخرى، بلغت حد رفع الرايات و اللافتات و المطالبة بالترشح لعهدة أخرى، في مشهد لم يختلف كثيرا عن التجمعات التي تنظمها الأحزاب السياسية.