ناصر مهل: قطاع الإعلام ليس بحاجة لقانون جديد في الوقت الراهن أكد وزير الاتصال ناصر مهل أمس من قسنطينة أن قطاع الإعلام ليس بحاجة لقانون جديد في ظل وجود القانون الحالي 90/07 الصادر سنة 1990، دون أن يستبعد مراجعته أو تعديل بعض نصوصه في المستقبل بإشراك كافة المعنيين والفاعلين في القطاع الإعلامي. وأوضح الوزير على هامش زيارته التفقدية أمس لولاية قسنطينة أن تحسين الوضعية الاجتماعية للصحفيين ليست مسؤولية الوزير أو قطاع الإعلام فحسب ولكن مسؤولية الجميع، مؤكدا التكفل التام بوضعية الصحفيين العاملين في القطاع العام وأنه من أبرز المدافعين عن هذه الفئة مستشهدا بشبكة أجور عمال وكالة الأنباء الجزائرية التي كان يديرها والذين يمتلكون- كما قال- أفضل شبكة أجور في القطاع، أما بالنسبة للقطاع الخاص فقد طالب الوزير المعنيين بضرورة العمل من أجل إيجاد حل للمشاكل المطروحة وقال أنه من غير المعقول أن تكون هناك مؤسسات غنية وعمالها فقراء، لكنه أشار إلى ضرورة مراعاة الصحة المالية للمؤسسات الإعلامية في كل الأحوال، منتقدا اللجوء الدائم للدولة من أجل حل المسائل المالية العالقة ومطالبا بضرورة الإنتاج وخلق الثروة وتوزيعها على العمال. وأضاف مهل أن كل الجهاز التنفيذي يعمل طبقا لتعليمات رئيس الجمهورية من أجل خلق الثروة في كل القطاعات ورفع المستوى الاجتماعي للمواطنين وهو ما يتأتى بالعمل والاقتداء بتجارب الآخرين الناجحة .من جهة ثانية ولدى زيارته مطبعة الشرق بحي بومرزوق طالب الوزير مسؤوليها بالعمل وفقا لروح اقتصاد السوق وشدد على ضرورة تحصيل المطابع العمومية لديونها المتراكمة على بعض الجرائد و العمل وفقا لمبادئ التجارة، مصرحا بأن كل جريدة لا تدفع ما عليها من ديون يجب وقف طبعها، وطالب المسؤولين بضرورة تحديد أجال لإجبار هذه الجرائد على دفع ديونها للمطابع أو إيجاد أي وسيلة تسوية قانونية أخرى أو اتفاق تجاري تعاقدي يضمن تسديد الديون المتراكمة قصد منع استغلال هذه الحالة للإثراء على حساب المطابع . وخلال هذه الزيارة تفقد الوزير رفقة المدير العام للإذاعة الوطنية توفيق خلادي محطة البث الإذاعي والتلفزي بمنطقة كاف لكحل، والتي تم تزويدها مؤخرا بجهاز إرسال رقمي أرضي"TNT " والذي سيضمن بداية من شهر جويلية الداخل إرسال ست قنوات وطنية رقميا على مدى أكثر من 80 كلم، ليصل بذلك بثه إلى كل من ولايات ميلة سكيكدةعنابةسوق أهراسأم البواقيخنشلة وباتنة، حيث تعتبر هذه المحطة الرقمية الأرضية الثالثة من نوعها على المستوى الوطني بعد محطتي البليدة وبلعباس، وذلك في انتظار تعزيز البث الرقمي الأرضي بحوالي 90 محطة أخرى في إطار برنامج ضخم لتعميم البث الرقمي الأرضي على كافة مناطق الوطن في أفق سنة 2020 . كما زار السيد مهل مطبعة الشرق بحي بومرزوق، أين تلقى شروحات وافية عن عمل المطبعة التي تسحب 860 ألف نسخة يوميا لأكثر من 42 جريدة ، كما ستدخل قريبا مجال طبع الكتب المدرسية لكافة المراحل التعليمية زيادة على بعض المجلات، ودعا الوزير مسؤولي هذه المؤسسة إلى ضرورة وضع سياسة إشهارية لمنتوجاتهم قصد خلق مردودية إضافية، والعمل على الصيانة المستمرة لتجهيزاتها والمحافظة على هذه الاستثمارات الضخمة التي تضمن خلق الثروة وتوزيعها على العمال .من جهة أخرى ولدى إشرافه بولاية الطارف زوال أمس على إعطاء إشارة البث التجريبي للإذاعة المحلية، كشف وزير الاتصال عن ربط كل الإذاعات الجهوية الوطنية بنظام"NNS"عبر الساتل في غضون الأيام القليلة القادمة، ما سيتيح التقاط برامج هذه الإذاعات في أوربا ومنطقة الشرق الأوسط وهو ما سيقرب الجالية الجزائرية بالخارج - كما قال-ويربطها أكثر بالوطن، وأشار السيد مهل أن هذا الربط بالأقمار الصناعية التابعة لمجموعة "أنترسات" سيمكن من تحسين نوعية الخدمة والتقاط البرامج كذلك على مستوى شمال إفريقيا. وشدد عضو الحكومة على أهمية التكوين لمواكبة التحولات الراهنة في مجال الاتصال و الرقمنة وذلك بعد تجهيز كل الإذاعات المحلية بوسائل عصرية من الجيل الجديد قصد توسيع التغطية الإذاعية إلى جميع المناطق للمساهمة في مكافحة كل الآفات الاجتماعية وتوعية وتحسيس المواطنين والتكفل بانشغالاتهم ومواكبة التحولات الجارية في مختلف القضايا على المستوى المحلي والوطني، و سيتم قبل نهاية السنة الجارية حسب الوزير تدشين ثلاث إذاعات أخرى في كل من تيزي وزو و بومرداس والبليدة لاستكمال برنامج إنشاء 48 إذاعة محلية على المستوى الوطني . وللإشارة فإن التكلفة الإجمالية لإذاعة الطارف المحلية التي دشنها الوزير والتي تضاف إلى 44 إذاعة محلية قد بلغت 20 مليار سنتيم وقد تم تجهيزها بأحدث التقنيات والوسائل العصرية وتجهيزها للربط بنظام الأقمار الصناعية "NNS" وكذا بشبكة الانترنيت، والتي من شأنها فك العزلة عن هذه الولاية وكذا الترويج والتعريف بإمكانياتها السياحية و فرص الاستثمار فيها، كما ستكون وسيلة ربط بين المواطنين والمسؤولين لنقل مختلف انشغالاتهم اليومية.