تصاعدت حدة الأزمة في اليمن بين السلطة والمحتجين المطالبين برحيل الرئيس صالح، مع سقوط المزيد من القتلى والجرحى، أمس الثلاثاء، في عدد من المدن، وسط أنباء عن أوامر بنشر مختلف القوات العسكرية في العاصمة صنعاء. اتهم اللواء المنشق، علي محسن الأحمر، الرئيس صالح بتدبير محاولة اغتياله، أمس الثلاثاء، في صنعاء أسفرت عن عدد من الإصابات. وفي مدينة تعز التي تواصل فيها السلطات اليمنية، لليوم الثالث، استخدام العنف المفرط ضد المحتجين، قامت طائرات عسكرية بإسقاط القنابل المسيلة للدموع فوق المتظاهرين المطالبين برحيل صالح ومحاكمته مع عناصر نظامه والمتسببين في مجزرة أول أمس، التي راح ضحيتها ما يقارب 17 قتيلا ومئات الجرحى. وقالت مصادر محلية يمنية إن أكثر من مائتين أصيبوا باختناقات جراء الغازات التي أطلقت على متظاهرين في تعز، مشيرة إلى أن مئات ممن يطلق عليهم بالبلطجية هاجموا مسيرة لعشرات الآلاف كانت في طريقها إلى ساحة الحرية واعتدوا عليهم. وأضافت المصادر ذاتها أن المروحية حلقت في سماء المنطقة، وأطلقت قنابل الغاز صوب المظاهرة، مؤكدة أن قوات مكافحة الشغب أطلقت الرصاص الحي صوب ساحة الحرية التي يعتصم بها المحتجون. وفي محافظة الحديدة، خرجت آلاف النساء في مسيرات منددة بالعنف، بعد يوم واحد من مقتل طفلين في المظاهرة التي شهدتها مدينة الحديدة، مساء الإثنين، برصاص قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري. وقال مدير المستشفى الميداني إن الطفلين أحدهما عمره 12 عاما أصيب بطلقة نارية في رأسه والثاني 17 عاما أصيب بطلقة نارية في كتفه وسكنت في القلب، ويوجد طفل ثالث يبلغ من العمر عشر سنوات في العناية المركزة مصاب بطلقة نارية في العمود الفقري. وأضاف الطبيب نجيب ملهي ل''الخبر'' أن عدد حالات الاختناق بالغاز تصل إلى 300 منذ ظهر أول أمس الإثنين و20 مصابا بجروح نتيجة طعنات أو جروح إثر رمي الحجارة عليهم و6 بطلقات نارية، وكذا وفاة طفلين وثالث في العناية المركزة. وهاجم المئات من بلطجية النظام، كما يسمون، وقوات الأمن المركزي، ظهر أمس الثلاثاء، ساحة الاعتصام، وتسبب ذلك في إصابة 250 من المعتصمين، منها إصابات بالرصاص الحي والطعنات بالخناجر والحجارة والاختناقات إثر القنابل المسيلة للدموع. وشهدت العلاقة بين الرئيس صالح وحليفه المنشق قائد الفرقة الأولى مدرع، علي محسن الأحمر، تصعيدا لافتا إثر سقوط قتيل وعدد من الجرحى، حيث تبادل الطرفان الاتهامات بالوقوف وراء الأحداث، في حين تطورت مواقف المجتمع الدولي وطالبت الرئيس صالح بصراحة التنحي للمرة الأولى. وتتواصل المظاهرات في العاصمة صنعاء ومحافظات تعز والحديدة وعدن، نتيجة العنف المستخدم من قبل قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري، ما تسبب في تزايد عدد المحتجين المستنكرين لسياسة النظام في اليمن. وقال مصدر قبلي يمني إن اشتباكات حدثت أمام بوابة الفرقة القريبة من ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء، نتج عنها عدد من القتلى والجرحى. وأضاف المصدر أن المئات من رجال القبائل المسلحة قدموا إلى الفرقة مع شخصيات اجتماعية للالتقاء بقائد الفرقة المنضم للثورة الشبابية، مشيرا إلى أن القبائل قامت بإطلاق الرصاص الحي باتجاه الفرقة، تسبب في حدوث اشتباكات مع حراسة الفرقة، وأدى إلى مقتل شخص وإصابة العشرات من المواطنين. وتضاربت الأنباء حول هوية القتلى وعددهم، وحول تفاصيل الواقعة. فقد نقلت وكالة الأنباء الرسمية اليمنية عن مصدر أمني مسؤول قوله إن ثلاثة أشخاص سقطوا، ظهر أمس الثلاثاء، وجرح 56 شخصا آخرين من أبناء قبائل مديريات سنحان، قبيلة الرئيس صالح، وبلاد الروس وبني بهلول. وفي رواية أخرى لما حدث، أكد شهود عيان أن مجموعات بالمئات جاؤوا إلى بوابة الفرقة الأولى مدرع، مطالبين بخروج قائد الفرقة اللواء الأحمر لمقابلتهم، لكن الحراس منعوهم، ما أدى إلى حدوث احتكاك واشتباكات.