توقيف أزيد من 50 شخصا في أحداث الشغب بباتنة عاد الهدوء أمس إلى بلديات تازولت ،الشمرة ،عين ياقوت بولاية باتنة بعد موجة الاحتجاجات التي اجتاحتها عقب الإعلان عن قوائم المستفيدين من السكن الاجتماعي ،فيما تواصلت لليوم الثاني على التوالي ببلدية تكوت أين أصر المحتجون على قائمة 56 سكنا المعلن عنها مواصلة غلق مقري البلدية والدائرة. وكانت الاحتجاجات على القوائم السكنية قد تحولت إلى أعمال تخريب وحرق طالت عدة مقرات عمومية ووسائل وتجهيزات بداخل هذه المقرات ما جعل قوات مكافحة الشغب تتدخل للتصدي للمحتجين. وأسفرت عملية التدخل عن توقيف أزيد من 50 شخصا من أعمار مختلفة حسب ما أكدته مصادر موثوقة ل"النصر" ،وكان أكبر عدد من الموقوفين ببلدية الشمرة كونها شهدت أعنف الاحتجاجات حيث أقدم بها المحتجون على إضرام النار في مقري البلدية والدائرة وفي عدد من السيارات والشاحنات الخاصة بالبلدية والدائرة . وقد وقفت "النصر" على مخلفات التخريب بهذه البلدية التي تنقلنا إليها في صبيحة أمس ولاحظنا عودة السكينة إليها لكن كانت آثار الاحتجاج لا تزال ظاهرة في الطرقات المشوهة برماد ما أحرقه المحتجون ، كما شاهدنا رجال النظافة وعمال بالبلدية وهم يقومون بتنظيف الشوارع ومحو أثار ما خلفته أعمال التخريب حيث انطلقوا في العملية منذ الصباح الباكر وقاموا بنقل المركبات التي أحرقت إلى حظيرة البلدية التي تنقلنا إليها لمعرفة حجم الخسائر فيها وبمجرد وصولنا حتى شاهدنا رجال الحماية المدنية وهم مازالوا منهمكين بإخماد النيران داخل مقر البلدية المحاذي للحظيرة حيث تعرض هذا المقر إلى خراب شبه تام بعد أن بقيت سوى الجدران الخارجية منه سليمة أما بالداخل فقد التهمت ألسنة اللهب كل التجهيزات المكتبية ومعها الملفات والوثائق التي أضحت عبارة عن رماد قام رجال الحماية المدنية ومعهم مجموعة من عمال البلدية برميها لأنها أصبحت غير صالحة تماما،وبداخل البلدية قام المحتجون أيضا بتكسير الأبواب وزجاج النوافذ ونهبوا بعض الأشياء كأجهزة الإعلام الآلي . أما بالحظيرة فلم تسلم أية مركبة من التحطيم حيث وجدنا سيارتين احترقتا تماما وبقي سوى الهيكل الخارجي منهما ظاهرا للعيان واحدة من نوع رونو 406 خاصة بالدائرة وأخرى من نوع فورد تابعة لوكالة التنمية الاجتماعية ورشقت 03 حافلات للنقل المدرسي بالحجارة ما أدى لتكسير زجاج هذه الحافلات إلى جانب تحطيم ثلاث سيارات أخرى كانت موجودة في المحشر كما تحطم زجاج شاحنتين خاصتين بالبلدية وتعرض جرار للحرق بشكل شبه كلي . وبمقر الدائرة كان نفس المشهد إلا أننا منعنا من التصوير ورد علينا أحدهم بأنها أوامر رئيس الدائرة وأن هذا الأخير غير مستعد لمقابلتنا. أما رئيس البلدية الذي التقيناه فقد عبر لنا عن استنكاره لأعمال التخريب التي مست منشآت عمومية وأكد بأن من كان يقف وراءها هم شلة مشاغبين اغتنموا فرصة توزيع السكنات ليكشروا عن نواياهم والخروج للحرق والتحطيم مشيرا في حديثه لنا بأن من الموقوفين من لا صلة له بالتخريب وتمنى لو يتم إطلاق سراحهم . كما قال ذات المسؤول بأنه كان يحبذ لو أفرج عن قائمة حصة السكنات الاجتماعية المقدرة ب59 سكنا مع حصة السكنات الهشة المقدرة ب180 سكنا ما من شأنه حسب ذات المتحدث أن يجنب الأحداث التي وقعت مؤكدا في نفس السياق بأن القائمة التي أعدت قد تمت بطريقة شفافة مضيفا بأن على المواطنين الطعن في حال وجود أسماء لا تستحق الاستفادة بدل اللجوء إلى أعمال العنف . ياسين عبوبو