الإعدام لقاتل مغتربة و إحراق جثتها بعنابة أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة مساء أول أمس حكما بالإعدام في حق رجل في العقد الرابع من العمر بعد إدانته بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد، في جريمة راحت ضحيتها امرأة مغتربة كانت تعتزم شراء منزل بوسط المدينة تستقر فيه عند عودتها بصفة نهائية إلى أرض الوطن. القضية تعود وقائعها إلى شهر أوت من سنة 2006، و قد إمتدت حيثياتها على مدار عام كامل، لأن الضحية ( م ن ) التي قضت سنوات طويلة في المهجر بفرنسا فكرت في صائفة 2005 في العودة بصفة نهائية إلى أرض الوطن، و الإستقرار بمدينة عنابة، فخططت لشراء منزل تستقر فيه، و إتفقت على مسكن كائن بضاحية وادي الذهب بوسط عنابة، و قد لجأت إلى إستدانه مبلغ 60 مليون سنتيم من المسمى ( ب ج ) و صهره، بغرض تمكنها من تسديد القيمة المالية الإجمالية المتفق عليها في صفقة شراء المنزل. و قد قامت الضحية بالموازاة مع ذلك بإبرام إتفاق مبدئي مع الشخصين اللذين إقترضت منهما مبلغ 60 مليون سنتيم، يقضي بالسماح لأحدهما بإستغلال المسكن كمقر للإقامة بصفة مؤقتة إلى حين حاجتها إليه، و هو الأمر الذي حدث عند عودتها إلى عنابة في أوت 2006، حيث طابت المسمى ( ب ج) بإخلاء الشقة التي كان قد أقام فيها و عائلته لمدة قاربت العشرة أشهر. و قد كان هذا المطلب كافيا لكهربة الأجواء بين الطرفين، لأن مستغل المنزل لم يتمكن من العثور على مكان آخر يستقر فيه و أسرته، فحاول التفاوض مع صاحبة المسكن بحثا عن حل وسط يخوّل له البقاء في هذا المنزل لفترة أطول، فما كان عليه سوى دعوة السيدة المغتربة لعقد جلسة مفاوضات في المسكن محل النزاع، لكن المحادثات بين الطرفين أخذت بعدا مغايرا، لأن السيدة المغتربة ظلت متمسكة بموقفها القاضي بضرورة إخلاء الشقة في ظرف أسبوع. و قد إندلع شجار عنيف بين الطرفين، كانت نهايته سقوط السيدة في الحمام، أين لفظت أنفاسها الأخيرة، لكن " السيناريو " أخذ بعدا لا إنسانيا، لأن كيفية التخلص من الجثة جعلت الجاني ( ب ج ) يخطط للعديد من العمليات التي كشفها فيما بعد تقرير الطبيب الشرعي، حيث أن القاتل قام بحمل جثة الضحية من الحمام إلى غرفة النوم، و وضع فوقها عددا من الأفرشة الصوفية، في غياب أفراد أسرته، و قد ظل معتكفا مع الجثة لمدة ثلاثة أيام، قبل أن يتوصل إلى خطة تخلصه من الجثة، إذ قام بشراء علبة شموع، و وضع في كل غرفة عددا من الشموع، مع التركيز على الغرفة التي كانت تتواجد بها الجثة، ليقوم إثرها بوضع دلو من البنزين على مقربة من جثة الضحية، و يتوجه صوب المطبخ ليفتح صنبور الغاز، على أمل إمتداد النيران المندلعة من الشموع إلى كافة أرجاء الشقة، و حرق جميع محتوياتها عن آخرها. لكن رائحة الغاز المنبعثة من المطبخ أثارت إنتباه الجيران الذين سارعوا إلى الإتصال بوحدات الأمن، التي كان تدخل فرقها بمعية فرق سونلغاز و كذا الحماية المدنية كافيا لكشف مخطط التنكيل بالجثة، إذ قامت الفرق المختصة بإقتحام المسكن، و ذلك بكسر الباب الخارجي، ليتم إكتشاف الجثة مرمية وسط غرفة النوم، بين مجموعة من الأفرشة و الأغطية الصوفية، و أمامها دلو بنزين بسعة 5 لترات، و كمية من الشموع، و على ضوء ذلك تم تحويل الجثة إلى مستشفى إبن رشد الجامعي، حيث كشف تقرير الطبيب الرعي عقب عملية التشريح أن الضحية تعرضت لعملية حرق قبل الوفاة، و على جسدها آثار حروق عميقة من الدرجة الثانية، إضافة إلى تعرضها لكسر كامل على مستوى الجمجمة، في الوقت الذي فتحت فيه مصالح الأمن تحقيقا معمقا أوقفت بموجه الجاني بالإعتماد على تصريحات الجيران، و التي أجمعوا من خلالها على أنهم شاهدوا المسمى ( ب ج ) يغادر المسكن الذي كان يقطنه يوم الحادثة. أثناء التحقيق جر المتهم الرئيسي صهره معه، و أكد أمام الضبطية القضائية بأنه نفذ الجريمة بشراكة من قريبه، الذي ظل متابعا في القضية إلى غاية المثول أول أمس أمام محكمة الجنايات ، إذ غيّر المتهم من موقفه، و إعترف أمام هيئة المحكمة بأنه كان قد جر معه صهره كمتهم في القضية من أجل الإنتقام منه فقط، بسبب مشاكل عائلية كانت قد وقعت بينهما.